-هل أنت متأكدة ؟
تنهدت دفنة و التفت في مكانها ثم نظرت إلى زوجها الواقف خلفها و بعدها نهضت عن مكانها بثوبها الفضي الجميل.فحدقت على عينيه التي كانتا تنظران إليها بنظرات من القلق. فابتسمت و من ثم وضعت يدها اليمنى على كتفه لتهدأته.
-اهدأ عمر، سنذهب للاستمتاع و نعود ماذا في ذلك؟
أمسك عمر بخصرها و من ثم اقترب منها و تابع النظر إلى عينيها الجميلتين بنفس النظرة.
-و لكن أنا أقلق عليك..
ابتسمت الفتاة ثم رفعت كلتا يداها لتضعها على كتفه و حدقت عليه بعينيها الاثنتين.
-أنا مثل القنبلة، لا تقلق!
ظلت دفنة محدقة عليه لثوان عدة و عند اطمئنانها أن قلقه زال حملت يدها بعيداً عنه.
-... هل تسمح لي الآن أن أكمل مكياجي؟
ابتعدت البرتقالية عنه و جلست على كرسيها مرة أخرى و من ثم نظرت إلى المرآة مرة أخرى لتكمل ما كانت تضعه فأتى عمر من ورائها و وضع يده على كتفيها.
-لو تذهبين بدون وضع أي شيء فأنت جميلة بدون أي مكياج.
ضحكت دفنة لما يقوله ثم حركت رأسها لتنظر له من أسفل.
-انظر إلى الكلام..
ابتسم الرجل بتسلية و نظر إليها.
-هل تشتكين أنت؟
تابعت دفنة النظر إلى حبيبها و بعدها نهضت لتكلمه باستقامة لمعرفتها أن هذا الحديث سيطول.
-لا، لم أعترض على ذلك؟ أنت تقول كلاماً رائعاً... تابع تابع أنا معك.
عقد عمر حاجبيه و هو يفكر فيما يجب عليه أن يتابع.
-ماذا أقول؟
-مثلا.ً.. ماذا تشعر و أنت معي؟
ابتسمت الفتاة بخباثة و أرادت تشتيت انتباهه و تشويش دماغه و لكن ما لم تكن تعرفه أنها هي التي تشتت نفسها و لا تشتته. فابتسم عمر في خباثة و أخبر نفسه مادام تريد اللعب بقوانينها، فسيلعب هو بقوانينه.
-ما أشعر به و أنا معك... هممم.
-نعم؟
انتظرت دفنة على نار لسماع إجابته و كأنها لا تعرف الإجابة في الأصل و راقبته بحماس و عندما رأى عمر تلك النظرة قرر الإجابة.
-أشعر أنك تأخذيني إلى عالم آخر لا أستطيع الخروج منه... أحياناً أشعر و كأني غرقت في حبك و أني في قاع البحر العميق و لكن في في نفس الوقت، أستطيع أن آخد نفسي بكل حرية.
شعرت دفنة أن وجهها في نار مما سمعته من زوجها. فهي الآن لا تعرف إذا كانت حقاً من شتتته بقول هذا الشيء أم أنها هي التي تشتتت و ذلك بعد رؤيتها لابتسامته التي لم تفهم لها سبباً.
كانت ابتسامة عمر تلك لأنه رأى وجهها الذي كان يحترق خجلاً بسبب ما سمعته و لكن رغم ذلك لم تستطع الرد و قول أي شيء. فبسرعة ابتعدت الفتاة عنه و التفتت لتنظر إلى المرآة مرة أخرى تحاول الهرب منه.
-د-دعني أكمل مكياجي، لم تلهيني؟!
..................................................................................
شربت دفنة العصير المقدم لها ثم نظرت إلى جانبها الأيمن و هي تراقب زوجها الذي كان يتحدث مع مجموعة مع الناس فابتسمت تلقائياً لمشاهدتها له. فكم كان رائعاً حتى دون فعل أي شيء.
كان عمر مدعو إلى حفلة و سهرة خاصة كالتي دعي عليها سابقاً قبل أن تصبح دفنة حبيبته و أي شيء بالنسبة له. فعند سماع الفتاة بذلك، تحمست كثيراً للذهاب معه كثنائي في هذه المرة، زوج و زوجة. فهي كانت تريد تبديل الذكريات التي عاشتها و هي بعيدة عنه بذكريات أجمل منها و أروع. فكانت هذه الدعوة إحدى الذكريات المفضلة لكلاهما لأنها تضمنت رقصتهما الأولى فيها. فحينها لم يفعل عمر شيئاً سوا التحديق بها طوال الليل و أغرم بها و بجمالها الساحر الذي كان قد سحر كل الموجودين في الحفل.
استئذن عمر الناس و قرر الذهاب لزوجته التي قد ظلت تشاهده طوال الوقت و الابتسامة تعلو وجهه لأنه ذاهب إليها.
-و أخيراً...
ابتسمت دفنة و اقتربت منه و رفعت يدها لتعدل له ربطة عنقه.
-يبدو أنك قد مللت من الحفل سريعاً.
-نوعاً ما.. أنت تعرفيني، لا أحب الازدحام.
ظلت الابتسامة على وجه دفنة و هي تنظر إليه براحة. برغم الضوضاء التي كانت تعلو المكان و الإزعاج، كانت سعيدة جداً لوجودها في هذا المكان معه. فبرغم كل شيء و رغم الازدحام، شعرت بأنهما هما الوحيدان في المكان. فصمتا و تكلمت عيونهما.
كان عمر على وشك قول شيء آخر و لكن فجأة اشتغلت الموسيقى فابتسم على ذكرى رقصاتهم سوياً و خطر على عقله شيء.
-هل تسمحي لي بهذه الرقصة دفنة هانم؟
مد السينيور يده اليمنى لها فحدقت الفتاة عليه لبضع ثوان ثم ابتسمت وحركت يدها تجاهه لتمسك بيده الممتدة لها.
-Olur, Ömer bey.
سحب عمر زوجته الحامل إلى مكان الرقص و قرب جسدها إليه و بدآ يتمايلان في الرقصة و ينظران إلى بعضهما كأنهما هما الوحيدان اللذان يرقصان في المكان و لا يوجد غيرهما في المكان. نظراتهم الدافئة و المريحة لبعضهما كانت من أجمل النظرات التي قد يتلقاها شخصاً ما من حبيبه. و هما كانا يحبان بعض أكثر من أي شيء آخر. يحبان و يحترمان بعض في كل شيء و يقدرا تعب بعضهما. و حبهما كان من أنقى أنواع الحب الموجود في الوجود.
ابتسمت دفنة و ظلت تنظر إلى أعين السينيور.
-مرحباً، أنا دفنة إيبليكجي و حضرتك؟
ظل عمر محدقاً بها لثوان يحاول فهم ما كان يدور في عقلها و من ثم فهم لعبتها و ابتسم.
-عمر إيبليكجي...
-أه، عمر بيه... سمعت عنك كثيراً في مجال الأحذية و لكن يبدو أنك جديد في هذا.
ضحك عمر لوهلة ثم رد عليها لأن حق الرد محفوظ.
-جديد حقاً؟ هل تعدين سبع سنوات أو أكثر جديد.
-أوه.. لكن من الواضح أنك موهوب. هل يوجد إلهام لك يجعلك تصمم أحذية بهذا الجمال؟
ضم عمر دفنته إليه أكثر و اقترب ليهمس في أذنها.
-نعم، فأنا رجل متزوج و زوجتي هي إلهامي... فهي أجمل امرأة في العالم.
ابتسمت دفنة في خجل و نظرت إلى الأسفل.
ثم تمايلت الفتاة في رقصتها مع رجلها ثم قرر هو أن الدور عليه ليسأل سؤال ليلعب معها.
-يبدو أن بطنك منفوخ قليلاً، هل سمنتي؟
رفعت دفنة رأسها فجأة عاقدةً لحاجبيها. فبطنها لم يكن بذلك الكبر ليقول شيئاً كهذا فأخذت تنظر إلى وجهه و إذ تراه يضحك و عرفت فوراً أنه يحاول إغاظتها قليلاً.
-لا لم أسمن. فزوجي يخبرني دائماً أني آكل بالقطارة.
ظلت ابتسامة عمر مشرقة على وجهه و قرر السؤال.
-إذاً ماذا يحدث معك يا ترى؟
ابتسمت الفتاة بدفئ.
-أنا أنتظر مولوداً.
-أه، مولود.. كم هذا جميل؟
-نعم، مولود من زوجي عمر إيبليكجي.
-على الأغلب سيكون ذلك المولود نسخةً منك، يملك شعراً أحمر مثل شعرك.
أمسك عمر بخصلة من خصلات شعرها.
-زوجي يقول دائماً هذا و لكن عندي إحساس أن الطفل سيشبه أبوه.
-تقولين؟
-يعني.. إحساس الأمومة.
-لنرى إذاً!
اقترب عمر منها و أصبح يتنفس و هي بالقرب منه و حينها أحست دفنة بالخجل قليلاً لمراقبة الناس لهما و أرادت الهرب و لكن عمر لم يسمح لها بذلك حيث تشبث بخصرها.
-لا يجوز هذا دفنة هانم. أنت دائماً تهربين مني. هل أشتكيكي إلى زوجك؟
ضحكت دفنة و نظرت له عاقدة حاجبيها.
-أنا لا أهرب أبداً فهذه الصفة ليست من صفاتي أبداً.
رفع عمر كلا حاجبيه و قرر الرد عليها.
-حقا؟ هل أعد لك كم مرة هربت فيها منذ أن تعرفت لك؟
لم تحب دفنة أبداً ما قاله و انزعجت مع طبعاً القليل من الخجل.
-هل تحاول أن تخجلني أنت أم ماذا؟ سأشكيك لزوجتك!
-يعجبني إخجالك، تحمرين و ما شابه!
ابتسمت ذات الشعر الأحمر و من ثم تنهدت باستسلام و تابعت الرقصة معه في صمت. و عند تمايلهما معاً في بطء جاء على خاطر صاحب الشعر الأسود ذكرى رقصاتهم التي رقصوها سابقاً و خاصة رقصة التانغو التي أذهلو المدعوين بها و أهم ما فيها أنه عرض عليها الزواج حينها.
ابتسم عمر لدفئ تلك الذكرى و هذا أثار انتباه الفتاة لتنظر إليه و تتسائل حول سبب ابتسامته المفاجئة.
-ماذا هناك؟
تنهد عمر و اقترب من دفنته.
-تذكرت رقصة التانغو...
حدقت دفنة على وجهه لبضع ثواني ثم ابتسمت عندما تذكرت الذكرى هي الأخرى.
-أه، رقصة التانغو... رقصتنا الثانية.
-كنت جميلة جداً في تلك الليلة.
-أهذا رأيك؟
تشبثت يدا عمر على خصرها و حرك شفتاه للتكلم.
-أنت دائماً جميلة دفنة، تسحريني بجمالك في كل الأوقات.
ضحكت دفنة لما يقوله زوجها و من ثم قررت الرد.
-بالكاد لست جميلة في وقت استيقاظي و شعري مبعثر... مثل ساحرة الأربعاء.
تنهد عمر بلطف.
-و لكني مولع بكل حالاتك... حتى عندما تؤثر عليك هرموناتك و لا تستطيعين حتى النظر إلى وجهي!
رفعت دفنة يدها لتحك وجنتها خجلاً و بدأت تتذكر ما أصبحت تفعله حين تغضب بعد حملها هذا.
-أه، هذا...
-أريد أن أنظر إليك طوال الوقت و أراقب كل تحركاتك لأن كل ما تفعلينه يجعلني أعشقك أكثر فأكثر!
لم تستطع دفنة تصديق ما تسمعه حتى. هي تعرف أن عمر يحبها كثيراً جداً. تعرف ما يشعر به تجاهها و لكنه لا يقول كل شيء بالطبع. و هو الآن قد أخبرها بكل شيء تقريباً و هي لا تستطيع أن تقاوم كل هذا الكلام.
-سأفقد وعيي على الأغلب!
ضحك عمر من لطافتها وظرافتها فكم كان يعشق هذه الفتاة في كل تصرفاتها الطبيعية.
راقبته الفتاة قليلاً إلى أن هدأت ضربات قلبها قليلاً ثم قررت التكلم بعد استجماع شجاعتها.
-أنت تراني جميلة لأن عينيك جميلة و رائعة... ذات نظرة راقية.
-تقولين...
-عندما أنظر إلى الوضع الذي أنا فيه أشعر نفسي محظوظة جداً لأنك هنا معي... تدعمني و تحبني و أقول. ماذا فعلت من الجيد أنا حتى أرزق بشخص مثلك؟
ابتسم عمر و فتح فمه ليتكلم.
-انظروا إلى الكلام...
-هذا هو...
تنهد عمر و ضمها إليه و قرر التكلم مرة أخيرة.
-نحن نكمل بعضنا دفنة!
أنت تقرأ
Cinderella And Her Prince
FanficRicorda stanotte, perché è l'inizio di tutto! ﺗﺬﻛﺮ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ! بعد الفراقات و الأحزان و الآلام التي تعرض لها عمر و دفنة يحق للزوجين أن يعيشا بسعادة مع أطفالهما. عمر و دفنة من بداية خطبتهما الثانية و حياتهما اليومية سوياً و حبهما...