) انتهى الفصل الماضى بـ انتقام الله سبحانه وتعالى من هدى وطارق ... بعد ان حاول اغتصاب اخته ... كما ان وافقت مي ع علاء ... وعدم ارتياحها لوالدته ... وشعور اهل مي ... بتفاقم حالتها النفسيه بسبب مايحدث لها
.................................................. .....
بعد تناول الغداء ... استأذنتهم مي ... للصعود لـ غرفتها ... لكى تخبر علاء بموافقه خالها ... والنوم قليلا...
مديحه ببكاء : بنتى بتضيع منى ... الحقنى يافاروق اعمل حاجة ... مي يافاروق
هانى : هكلم دكتور نفسى صاحبي ... واشوفه هيقول ايه
نهضت مديحه وتحدثت بحده : مش عايزين منك حاجة ... كفايه اللى هى فيه بسببك
نظر لها فاروق مشفقا ع حالها ... لكنه نظر ايضا لـ هانى ... يحثه ع الاتصال بـ الطبيب ... وعندما قص عليه ما حدث ... قال الطبيب كـ تشخيص مبدئى
: دى ممكن تكون حاله رفض للواقع ... عايشه فـ احلام ياقظه ... ومصدقه اللى كانت بتتمناه ... ودى حاله عارضه ... وممكن تزول فى اي لحظه ... والمطلوب منكم دلوقتى ... محدش يرهقها ويحاول يخليها ترجع للواقع ... لأنها ببساطه ممكن تتنكس ... لاقدر الله ... ويحصلها فقدان دائم للذاكرة او اكتئاب مزمن
نقل لهم هانى ماقاله الطبيب ... وجلست مديحه تبكى بشده ... ع حال ابنتها ... وما اصابها من متاعب ... وظلت تدعى ربها ان تنجو مما فيه
كان هذا يوم الثلاثاء ... نامت مي بعد تناول الغداء ... وقالت انها ستستيقظ الساعه الخامسه ... حتى تذاكر ... لكنها لم تستيقظ هذا اليوم ... مطلقا ... وظل الجميع ... يذهب للأطمئنان عليها من وقت لأخر ... الى ان قلق هانى ... واستدعى طبيبا للكشف عليها ... وجاء تشخيص الطبيب انها نائمه ... فـ عاود هانى الاتصال بـ الطبيب النفسى مرة اخرة ... واخبرة بما حدث ... فـ طلب منه الطبيب ... ان يبلغه حين استيقاظها حتى يأتى لها ... ان استدعى الامر ... وظل هانى جالسا بغرفه مي ... طوال الليل ... ومعه مديحه ... وكانو لا يكفون عن قراءة القرأن ... والدعاء لها
وفى صباح اليوم التالى ... استيقظت مي ... ووجدت مديحه تنام جوارها ... وهانى يضع رأسه ع مكتبها وينام ... فشعرت ان هناك شيئأ ما
مي : ماما ... ماما اصحى
مديحه : مي حبيبتى ... حمدلله ع السلامه
مي : الله يسلمك ... هو ايه اللى حصل ... وانتو جيتو نمتو معايا ليه ؟؟؟
مديحه : اصلك
استيقظ هانى فقاطع عمته : حد يقول للضيوف جيتو هنا ليه ؟؟؟ ... ولا بيقولو منورين
مي : مش لما افهم الاول اللى حصل ... فى ايه ياهانى ؟؟؟
تأكد هانى انها مازالت تعانى ... من حاله رفض الواقع ... فـ اراد الا يصدمها بما تعانيه ... فبدأ يفكر فى حيله للهروب من سؤالها
هانى بـ ابتسامه مصطنعه : ابدا ياستى ... عمتى جت تطمن عليكى قبل ماتنام ... شوفتها وانا داخل اوضتى ... قعدت اتكلم معاها ... ونسينا نفسنا لما النهار طلع علينا
مي بتعجب : ياااااااااه ... هو النهار طلع !!! ... يعنى احنا دلوقتى فى يوم جديد
ادرك هانى الخطأ الذى وقع به : شكلك كنتى مرهقه من المذاكرة ... عشان كده نمتى كله ده
مي ممسكه بـ رأسها : انا مش فاكرة اي حاجة ... وعندى صداع رهييييب ... هيفرتك دماغى ... ممكن مسكن ياهانى
هانى : نفطر الاول ... وبعد كده هكلم دكتور صاحبي اسأله عن مسكن للصداع
مي : ده صدااع يعنى مش حاجة كبيرة ... يعنى مالهوش لازمه الدكتور
هانى : لأ ... اصله كان قالى فـ يوم ... ان الصداع انواع ... ع حسب ماتحسى بمكان وكميه الالم ... ولازم التشخيص السليم ... عشان العلاج يكون صحيح
وخرج هانى من الغرفه ... وهاتف الطبيب النفسى ... الذى اكد انها لم تشفى من حالتها بعد ... ويمكن لها ان تنسى بعض الاشياء ... التى حدثت يوم الامس ... وكان هانى يتمنى ان تنسى ... بموعد علاء فى يوم الغد ... لكنها لم تنسى
عندما ارادت مي القيام من فراشها ... حتى تتوضأ وتصلى وترتدى ملابسها ذاهبه الى كليتها ... لم تستطيع الوفوق ع قدميها ... فصرخت مديحه مستنجده بـ هانى ... الذى اتى مسرعا وهاتف الطبيب مرة اخرى ... وعلم انه عرض طبيعى من اعراض هذا المرض ... فـ طمئن عمته ... وذهب الى حاسوبه ... وقام بعمل بحث عن هذا المرض ... وعن اعراضه ... وطرق علاجه ... حتى يتمكن من علاج محبوبته ... وعندما ارادت مي النهوض عنوه ... لم تستطيع ... وظلت تبكى كثيرا ... حتى خلدت للنوم ... وع مائده الافطار
هانى : دورت فى النت ... لاقيته مالهوش وقت ... ولما ترجع لحالتها الطبيعيه ... ممكن تكون فاقت ونسيت السبب اللى وصلها للمرحله دى ... او هتدخل فى حاله اكتئاب
مديحه : يعنى ايه ؟؟؟ ... بنتى هتضيع منى !!!
هانى مربتا ع كتفها : متقلقيش ياعمتو ... انا مش هيسبها خالص الا لما تبقى كويسه خالص
مديحه : يارب ياهانى يارب
مجيده بحزن : ربنا يطمنك عليها
علمت مديحه سبب حزن مجيده ... فـ تركت الطعام ... وصعدت لأبنتها ... حتى تجلس بجوارها
فاروق : ليه كده يامجيده ؟؟؟
مجيده : انت ماشوفتهاش كلمت هانى ازاي امبارح ... ولا عادى يعنى ولا ايه
هانى : غصب عنها ياماما ... بنتها بتروح منها ... وانا السبب ... اعذريها وخليكى جمبها ماتسبيهاش
مجيده : انا كمان غصب عنى ... شيفاك بتنهار ادامى يابنى ... وع قد كده هى كمان صعبانه عليا ... وكانت المفروض تسمع منك ... ماتزعلش مرة واحده كده ... ربنا يصبرها ... وانت كمان ربنا يعينك يابنى
.................................................. ....................
اطلقت ضحكه عاليه ... استمع لها كل من يجلس جوارهم ... ثم قالت
: تصدقى كنت فاكرة نفسى هتعب ... طلع الموضوع سهل قوى قوى قوى ... البت لما شافتنى بقرب منه ... افتكرته هو اللى عايز يبوسنى ... وزعلت وسابته ... لأ وكمان عندها حاله كده اسمها فقدان للواقع
سوزى : ممكن توطى صوتك الناس بتتفرج علينا ... وبعدين انتى عرفتى كل ده منين ؟؟؟
ماهى : هقولك ياسوزى ... وانا هناك ... بصيت ع الشغالات كويس ... وطبعا انا اللى منقياهم ... فـ واحده فيهم كانت مستعده ... تعمل اي حاجة عشان الفلوس ... اتفقت معاها تنقلى اخبارهم اول بـ اول ... وليها مرتب كل شهر ... بس كده
سوزى : حرام عليكى ياماهى ... سبيهم فـ حالهم ... دى شكلها بتحبه قوى ... ارحميهم وارحمى نفسك بقى
ماهى بغرور : وانا مالى ياختى ... هى البت مش واثقه فيه ... لأنها لو كانت واثقه فيه ... ماكنتش صدقت اللعبه اللى عملتها ... حتى لو كان هو اللى بيشدنى ... بردو ماكنتش زعلت
سوزى : وهو فعلا كان عايز يبوسك ؟؟؟
اطلقت ضحكه عاليه فى الهواء ... التفت ع اثرها من يجلسون حولها مرة اخرى ثم قالت : مين ده ؟؟؟ !!!!! .... يابنتى ده عايشلى فـ دور الحرام والحلال ... متخلف ورجعى كده ... ده لأ وده لأ ... حتى لما حاولت ااقربله واخليه ينسى نفسه ... بردو ماتأثرش ... بس هى اللى غبيه
سوزى بحزن : ده مش تخلف ياماهى ... ده اللى بيحب بجد ... مابيأثرش فيه قرب اي واحده غير اللى بيحبها
ماهى بسخريه : انتى شكلك دماغك خربت ولا ايه ... انا ايه اللى هيقعدنى معاكى ... انا رايحه اشوف حد فرفوش كده ... مش نكدى زيك
وبعد ان نهضت ماهى ... عبثت سوزى بـ هاتفها ... وبعد ان انتهت مما كانت تفعله ... تنهدت بشده قائله
: ياااااااااارب قدرنى
.................................................. .........................
: يعنى ايه ؟؟؟ ... ماما هتتحبس ؟؟!!!!
قالت سارة هذه الجمله وهى تبكى ... وتنوح بسبب حبس امها
فهمى مربتا ع ظهرها : اهدى بس يابنتى ... لما نشوف المحامى هيقول ايه
المحامى : استاذ فهمى ... المدام دلوقتى موقفها حرج جدا ... بس لو ابنك اتنازل عن المحضر ده ... وعملنا محضر صلح ... الموضوع هينتهى
فهمى : ان شاء الله يااستاذ ... انا هروح اكلمه النهارده واشوف اللى هيحصل
وبـ الفعل تحدث فهمى مع طارق ... الذى تنازل عن المحضر لينقذ امه ... لأنها من تسعى بشتى الطرق ... لأخراجه مما هو فيه ... وليس لأنها امه ... وخرجت هدى ... التى احتضنت ابنتها بشده ... واعتذرت لها ... كما طلبت السماح من زوجها ... الذى سامحها ... وحاوط كتفيها بيديه ... وقبل رأسها ... وذهبا الى بيتهم ... ثم فى المساء ذهبت لزيارة ابنها ... وطلب السماح منه ... عما فعلت به
طارق بحده : مش مهم الكلام ده دلوقتى ... المهم شوفيلى طريقه اخرج بيها من هنا ... مستحيل اتحبس
هدى ببكاء : طيب هعمل ايه بس يابنى ... البوليس كان بيدور عليك ... وانت دلوقتى تحت الحراسه لحد اما تتحسن وتتنقل السجن
طارق بحده اكثر : انا مش هستنى لما اروح السجن ... بقولك ايه ياوليه انتى ... اعملى حاجة تهربينى من هنا ... بيعو البيت بيعو العربيه ... بيعو اي حاجة المهم ماتحبسش
هدى ع حالتها : نبيع !!!! ... نبيع ايه ياطارق ... انت خالتلى حاجة مابعتهاش ... وبعدين يابنى لما نبيع البيت ... هنعيش فين ؟؟؟
طارق : وانا مالى ... ايكش تغورو فـ داهيه ... اسمعى ... هديكى عنوان تروحيله ... وتتفقى معاهم عشان يهربونى ... وتدفعيلهم اللى عايزينه ... اومال انا اتنازلت عن المحضر ليه ؟؟؟ ... عشان سواد عيونك مثلا
هدى بحزن : اخص عليك ... دا انا امك ... امك اللى كنت بعملك كل اللى نفسك فيه
طارق مقاطعا : مش انتى اللى عودتينى انى الاقى كل حاجة بـ الساهل ... مش انتى اللى خلتينى مشيت فى السكه دى ... مين اللى حرضنى اغتصب مي عشان تتجوزنى غصب عنها ... ومين شجعنى لما قولت انى هخطفها ... اعملى حسابك ... لو ماعملتيش اللى قولتلك عليه ... هحبسك انتى كمان ... وهقول انك حرضتينى ع بيع المخدرات ... وع خطف مي واغتصابها وابتزازاها ... وابقى ورينى هتخرجى منها ازاي
نظرت له هدى بحزن ... وايقنت ان هذا حصاد مازرعته ... فى ابنها ... الانانيه وحب الذات فقط ... فـ استسلمت ... وقررت الا تخبر احد بما قاله لها ... وان نفذ تهديده وابلغ عنها بـ الفعل ... سيكون هذا جزاؤها ... ان الله المنتقم الجبار
.................................................. .......................
استيقظت مي مره اخرى وكان الصداع ملازما لها ... ولازالت تعانى من حاله رفض الواقع ... وهبطت لهم فى الاسفل ... وجلست ولم تتحدث نهائيا ... وفجأه اعلن هاتفها عن وجود اتصال
مي بصوت مجهد : السلام عليكم
علاء : عليكم السلام ... حبيبتى انتى فين ماجتيش ليه ؟؟؟
مي : فى البيت ... تعبانه شويه
علاء : اجيبلك دكتور ياحبيبتى
مي : ربنا يخليك ... ان شاء الله شويه وهبقى كويسه
علاء : ان شاء الله بكرة تبقى خطيبتى ... وبعده مراتى ... ووقت مااحب اشوفك هشوفك
ابتسمت مي بوهن : ان شاء الله ... معلش ياعلاء ... انا هقفل دلوقتى
علاء : ماشى ياحبيبتى ... خلى بالك من نفسك ... وبعد المحاضرة هكلمك اطمنن عليكى
مي : ان شاء الله
بعد ان اغلقت مي الهاتف ... وجدت هانى ينظر لها بحزن ... فهو كان يستمع للمحادثه كامله ... لكنه لم يقوى ع معاتبتها مما تفعله ... لأن حالتها تمنعه من ذلك ... فحزن فقط فى داخله ... لكنه نسي ماحدث عندما وجدها تتألم بشده من الم رأسها ... فهرع اليها ... وحاول تهدأتها ... ثم حدث الطبيب النفسى ... الذى اخبره انها بذلك ... اوشكت ع الخروج من هذه الحاله ... ولابد من تهيأتها ... واخبره ان سيأتى لها ... وعندما اتى الطبيب ... كان حضر فاروق من عمله ... وجلس مع الطبيب
فاروق : دلوقتى يادكتور المفروض ان فى عريس جاي يتقدملها بكرة ... وهو زميل ليها فى الكليه ... بكرة ان شاء الله لما يجي ... هقوله ع حالتها
الطبيب مقاطعا : لأ يااستاذ فاروق ... حضرتك كده هتدمرها ... خلى كل حاجة ماشيه زي ماهى ... وان شاء لما تتعافى ... هى تبقى تقرر
هانى : عشان يبقى عارف ... ولما تخف مايستغربهاش
الطبيب : مش يمكن بتحبه يادكتور هانى ... وبعدين مش يمكن هو او حد من اهله ... يقولولها ع حاجة ... تدخلها فى انتكاسه نفسيه
مديحه : يعنى ايه اللى المفروض يحصل يادكتور ؟؟؟
الطبيب : سايروها فى كل حاجة ... ولما تفوق ان شاء الله ... نبقى نعرفها اللى حصل واحده واحده ... عشان ماتتصدمش ... وهى هتحدد اللى هيتم بعد كده
شعر هانى بغصه فى قلبه ... مما سمعه ... فهو كان يأمل الا تتم هذه الزيجه ... لأنه ع امل ان تسامحه مي ... لكنه شعر بـ امل جديد ... ان تعافى مي وخروجها من هذه الحاله قد اقترب ... (اكيد لما تفوق وتعرف اللى حصل هتسيبه وترجعلى تانى لما تعرف انى مظلوم)
مر هذا اليوم بسلام ... واتى الخميس ... حيث سيأتى علاء ووالدته ... للتقدم لخطبه مي ... وفى الصباح ... استيقظت مي ... وهى مازالت ع حالتها ... لكن الم رأسها يلازمها ... بعد تناول الافطار ... طلبت مسكن ... وكانت تشعر بحزن يعتريها ... لكنها لم تعلم سببه ... وظلت هكذا طيله يومها ... وكان هانى يحاول اخرجها من حاله حزنها ... لكنه هو ايضا كان حزينا ... بل يشعر بدمار داخلى ... فـ هذا اليوم سيأتى شخصا اخر ليخطف محبوبته ... ويمكن ان تضيع منه
وفى المساء ... وقبل موعد حضور علاء ... طلبت مديحه من ابنتها ... ارتداء ملابسها ... حتى تستقبل الزائرين ... وقامت مي مرغمه ... ارتدت طقما عاديا لديها ... وكان تشعر بـ حاجة ملحه للبكاء ... لكن لما سببه ... لما عدم السعاده يامي ؟؟؟ ... وكان الجميع ايضا يستعدون ... لأستقبال الضيوف ... حتى هانى الذى ارتدى ملابسه ... انتظارا للعريس والاتفاق ... ع امل ان يكون كل هذا صوريا ... الى ان تسترد عافيها فقط ... وبعد ان انتهت مديحه من ارتداء ملابسها ... توجهت لغرفه ابنتها ... تى تراها ان كانت تريد مساعده
مديحه : ايه يامي اللبس ده ؟؟؟ ... انا قولت انك هتلبسى الفستان الاورنج
مي : وماله اللبس ده يعنى ياماما
مديحه : ده كاجوال ياحبيبتى ... بنطالون وشميز ... يعنى لبس للجامعه ... مش عروسه هتقابل عريسها
حينما استمعت مي لـ تلك الجمله .... لم تحتمل اكثر من ذلك ... وغلبتها دموعها ... وتركت مقلتيها
مديحه بقلق : مالك يامى فى ايه ؟؟؟
ارتمت مي فى احضان امها ... وظلت تبكى الى ان تعالت شهقاتها ... وفى ذلك الوقت كان هانى خارجا من غرفته واستمع الى شهقاتها ... لأن مديحه تركت باب غرفتها مفتوحا
مي : حاسه انى مخنوقه ياماما ... مخنوقه قوى ... حاسه بحزن مش عارفه سببه ايه ... مش فرحه واحده جايلها عريس ... حاسه انى رايحه عزا
مديحه بحزن : اهدى كده يابنتى ... وان شاء الله هتبقى كويسه ... ولو
قاطعها هانى قائلا : لو مش عايزة العريس ده يامي ... انا مستعد اعمل كده لو بابا ماوفقش
نظرت له مي ... بنظرة حزن عميقه ... دون ا تتكلم
: حاسه ان ناقصنى حاجى ياهانى ... بس مش عارفه ايه هى ... حاسه انى وحيده
ثم خرجت من حضن والدتها ... ونهضت من فراشها ... واخذت تدور حول نفسها ... وهي تصيح فى قمه التوتر الذى يمكن ان يفقدها وعيها
: انا تعبانه ... تعبااااااااااانه ... حاسه ان فى حاجة غلط ... حاسه انى عايزة اتكلم معاك ... وفـ نفس الوقت حاجة منعانى ... حتى معرفش اتكلم معاك فى ايه ... حاسه انى تايه ... حاسه انى فـ كابوس ومش عارفه اصحى منه
ركض اليها هانى ... واوقفها عن الدوران ... وظل ينظر اليها بضع ثوانى ... ثم احتضنها بشده ... وظل يربت ع ظهرها ... ويقرأ ماتيسر له من القرأن حتى تهدأ ... وبعد ان خف نحيبها ... اخرجها هانى من حضنه ونظر فى عينيها بعمق
هانى : حبيبتى ... هعملك اللى يريحك مهما كلفنى ... المهم انك تكونى سعيده ومبسوطه
مي ببكاء : ما انا معرفش ايه اللى يريحنى عشان ااقولك عليه ... بس انا عايزة ارتاح ياهانى
وقبل ان يجيبها ... استمعا لأصوات سيارة تدخل الفيلا ... وعندما نظر من الشرفه ... علم انها سيارة علاء ... وبـ الفعل هبط منها هو ووالدته ... وحينها شعر هانى ... ان الارض تدور به من شده الحزن ... ع الموقف الذى سيجلس فيه بعد قليل
مديحه : هما جم يابنى
اومأ هانى بـ الايجاب ... وقراء هو ومديحه الحزن فى اعينهم ... كما قراءو فى اعين مي
كان فاروق رافضا لهذا العريس ... فهو يعلم مدى حب ابنه لـ مي .. كما يعلم حب مي له ... فكيف يحطم قلبيهما ... ويوافق ع هذا العلاء ... لكنه مجبر ع ذلك ... حتى تتعافى مي ... ولا يصيبها ضرر
وصل علاء ووالدته للباب الدااخلى للفيلا ... وضغط ع الجرس ... وخرجت الخادمه (الموكله بنقل الاخبار لـ ماهى) ... لفتح الباب ... ومعرفه من الطارق ... وادخلتهم وجلسو
ام علاء : ايه قله الذوق دى ... مش المفروض يستقبلونا ع الباب ... ده عريس اللى جايلهم ... حد غيرهم كانو شالونا من ع الارض شيل
علاء : خلاص بقى ياماما ... يمكن لسه بيلبسو
ام علاء بوجه عابس : يلبسو ايه وزفت ايه ... ده مش كلام
علاء : شوفتى ... قولتلك نجيب حاجة اقيم من كده ... قولتيلى كفايه الشيكولاته
ام علاء : وهى يعنى شيكولاته من الرخيصه ... ده الكيلو بتاعها بـ عشريييين جنيه ... وعشان خاطرك جيبت كيلو ونص ... ايه هما هينهبو ولا ايه !!!
قبل ان يجيبها علاء ... رأو فاروق وهانى يهبطو ... لكن الحزن كان مسيطر عليهم ... وان حاول فاروق اخفائه ... عندما رأهم علاء ... نهض واقفا من مكانه ... يغلق زرار البدله التى يرتديها ... لكن سحبته امه واجلسته مكانه مرة اخرى
: قايم لمين ياموكوس ... اهمد بقى عشان مايقلوش ان مدلوق عليهم
علاء : انا فعلا بحبها ياماما
ام علاء بـ لهجه امر : اوعى تقوم لحد ياواد
مد فاروق يديه ليافح علاء ... الجالس مكانه ولم يتحرك ... رضخ لـ كلام امه ... ولم يحترم الاكبر سنا ... وعندما مدت ام علاء يديها ... استأذنها فاروق انه لا يصافح النساء ... فقالت له بـ استهزاء
: والله !!! ... بركاتك ياسيدنا الشيخ
وصافحهم هانى ... وعرفهم فاروق بنفسه ... وبـ ابنه ... الى ان جاءو ... مديحه ومجيده ... وعندما مدت مديحه يدها لمصافحه علاء ... ارد رد الاحراج عن امه ... واعتذر انه لم يصافح النساء ... ونظر لـ امه ... وكأنه يسألها ... هل انتى راضيه عنى ام لا ؟؟؟ ... فوجدها تبتسم بـ غرور ... والشعور بـ النصر ... وبعد التعارف ... طلبت ام علاء رؤيه مي ... فـ صعدت مديحه لـ احضارها ... وكانت هى الاخرى بادى عليها الحزن بشده ... لكنها لم تحاول اخفائه ... وكانت ام علاء تلاحظ ... عبوس وجه الجميع
: خير ياجماعه ... انتو ميتلكم ميت ولا ايه ؟؟؟
مجيده : ليه يامدام تقولى كده !!
ام علاء : كلكم كده مكشرين ... وشكلكم حزين ...حد غيرى كان قال انكم مش موافقين ع الجوازة دى ... بس مش موافقين ازاي ... وانتو اللى حددتو الساعه ... فيكو ايه ؟؟؟
مديحه : ابدا ياحبيبتى ... بس افتكرنا والد مي ... الله يرحمه ... وكمان عمها كان الفروض جه بس حصلتله ظروف ... ودى حاجة تزعلنا بردو
ام علاء بعدم اقتناع : اه ... طيب ... ندخل فى الموضوع بقى ... طبعا انتو عارفين احنا جايين ليه ... علاء ابنى اللى ماليش غيره ... ولما يتجوز هيعيش معايا فى الشقه بتاعتنا ... هى اربع اوض ... ياخدو هما اوضه عشان اخواتى لما يجو يلاقو اوض ينامو فيها ... وطبعا العفش كله كويس ... يعنى هنجيب اوضه نوم بس ... فى اوضه علاء ... وده هيكون بعد تلات شهور من يوم الخطوبه ... واهم يذاكرو ويروحو ويجو سوا
مديحه : طيب ماهما ممكان ياخدو شقه تكون جمبك ... ويكونو عنك كل يوم
ام علاء : لأ طبعا ... انا مقدرش ابعد عن ابنى خالص ... وبعدين ع مايخلصو دراستهم ... هيصرفو منين ... ده علاء لسه بياخد مصروفه منى
نظرت مديحه لـ علاء ... الذى كان ينظر لـ مي بحب ... ويغمز لها من حين لأخر ... وكانت مي تشعر بـ ضيق ظاهر ع وجهها ... وعندما نظرت ع هانى ... وجدته ينظر للعريس ... وكاد ان يضربه مما يفعل ...
فاروق : ربنا يخليكو لبعض ياحجه ... بس مبدأيا كده مفيش جواز الا بعد مايخلصو دراسه ... واحنا نصرف ع بنتنا وهى معانا ... ولما يخلصو يبقو يتجوزو ... بس طبعا انتى عارفه الاصول ... لازم نسأل عليه الاول ... وبعد كده نرد عليكم
ام علاء بحده : تسأل على مين ؟؟؟ ... انت مش واثق فينا ولا ايه ؟؟؟
فاروق بضيق من طريقتها : العفو ياستى ... بس دى الاصول ومحدش يزعل منها ... ولا ايه يابنى ... ياعلاء ... انت ياعلاء
كان علاء مصوب كل تركيزه ع مي فقط ... ولم يسمع فاروق وهو يحدثه ... فـ اغتاظ فاروق ... من جرأه هذا العلاء ... فـ احتد عليه
: انت يابني ادم انت ... انت مش عامل اي احترام لينا خالص ليه ؟؟؟
علاء بجرأه : ها ... حضرتك كنت بتقول حاجة ؟؟؟
ام علاء حتى لا يتحدث ابنها فى شيئ : خلاص طيب ... اديهم العنوان وارقام التليفون ياعلاء ... واسألو زى ماانتو عايزيين ... بس اعملو حسابكم ... الخطوبه تكون الخميس الجاي ... لأن اختى نزلت اجازة وهتمشى يوم السبت الجاي ... ولازم تحضر معانا
مجيده : ربنا ييسر الحال يامدام
نهضت ام علاء بـ استعلاء من مكانها : انا هستناك فى العربيه ياعلاء ... وانت تديهم العنوان والتليفون ... وتخروج ع طول
وفعل علاء كما قالت هى ... بعد ان دون العنوان ورقم الهاتف ... ثم خرج من الفيلا مسرعا قبل ان يتحدث احدا اليه
نظرو جميعهم لبعض ... ثم نطق فاروق
: ايه رأيك يامى ؟؟؟
مي دون ان تنظر لهم : موافقه ياخالو
ثم تركتهم وغادرت المكان ذاهبه لغرفتها ... وطلب هانى مهاتفه الطبيب النفسى ... وسرد له ماحدث من بدايه اليوم الى نهايته ... وموافقتها ع العريس الذى لن يوافق عليه احد ... وطلب منهم الطبيب مجارتها ... حتى تخرج من حالتها ويستقر وضعها
وفى صباح اليوم التالى ... خرج فاروق بعد اداء صلاه الجمعه ... للسؤال عن علاء ... ولم يخرج بـ ايجابه وافيه ... لا بـ الذم او المدح ... لكنه هاتف علاء فى اليوم الذى يليه ... يخبره بـ الموافقه ... ثم اتو لشراء الشبكه ... التى اختارتها ام علاء ... وليست مي
ومر الاسبوع ... ومى ع حالتها ... بل يزداد حزنها ... التى لا تعلم سببه ... وكانت ترافقها سلمى ... التى جاهدت لأخراجها من هذه الحاله لكن دون جدوى
وجاء يوم الخطبه ... ارتدت مي فستانا انيقا للغايه ... يتسم بـ البساطه والرقى ... وكانت مثل الاميرات ... وكذلك علاء ... اارتدى حلته ... فهو من الاساس يتسم بـ الوسامه ... والاعين الخضراء ... والشعر الاسود الكثيف والناعم ... وكانت حفله الخطوبه فى حديقه الفيلا ... وكان هانى يشعر بتمزق فى كل اوصاله ... بسبب هذا اليوم ... وعندما علم الطبيب سبب الامه ... طمأنه انها اوشكت ع التعافى ... وبدا الجميع من اهل العريس ... يتهامسون ع جمال ورقه العروسه الحزينه ... ومنهم من يشفق عليها ... بسبب تسلط ام علاء عليه ومن ثما عليها هى الاخرى
وهنا طلب رجل الدى جى ... ان يرقص العروسان سلو ... ومد علاء يده لـ مي كى ترقص معه ... وعندما حاولت الرفض ... سحبها من يدها ورقص معاها ... وفى ذلك الاثناء ... اتت ماهى ... وكان هانى يشاهد رقص العروسان ... فسحبته من يده ... لـ ترقص معه هى الاخرى ... لكنه رفض ودفعها بعيدا عنه ... فـ ايقنت انه لن يعود لها مرة اخرى ... فقالت لنفسها (كده ياهانى ... هتخلينى استعمل معاك الخطه التانيه ... وانت اللى هتجيبه لنفسك بقى)
انتهت الخطبه ... وذهب الجميع ... حتى علاء اصرت امه ان تصحبه معاها وهى تذهب ... فـ حمدت مي ربها ع هذا الموقف ... لأنها مجهده ... وتشعر بـ الالم يشتد فى رأسها ... وصعدت غرفتها ... وطلب من والدتها المساعده ... لأزاله الفستان والميكب ... لأنها لا تقوى ع ذلك بمفردها ... فطلبت منها والدتها ... الانتظار قليلا حتى تصلى العشاء ... حتى لا يضيع عليها ... ومن شده الاجهاد ... استسلمت مي للنوم ... ع حالتها هذه ... الى ان ايقظتها والدتها ... فـ قامت حتى تغسل وجهها
مي وهى تنظر فى المرأه : ايه الفستان ده ياماما ؟؟؟
نظرت لها مديحه بتعجب : ده فستان خطوبتك يامي
مي بدهشه : خطوبه مين !!! ... وع مين ؟؟؟
مديحه : خطوبتك انتى ع علاء زميلك
جلست مي ع فراشها ... تتذكر ماحدث : انا مش فاهمه حاجة ... ازاي يعنى ... وهو جه كده من نفسه ... وانتو وافقتو ... وانا كنت نايمه مثلا ولا ايه اللى حصل
تأكدت مديحه ان مي خرجت من حالتها ... فـ نادت ع هانى الذى كان يتحدث مع الطبيب النفسى ... وطلب منه الانتظار دقائق ... وذهب هانى لـ غرفه مي ومعه الهاتف
مديحه بـ فرحه ممزوجه بـ البكاء : مي اتعافت ياهانى ... اتعافت
فـ اعطى هانى الهاتف لعمته لكى تحدث الطبيب ... وجثى هو ع ركبتيه امام مي باكيا : حمدلله ع السلامه ياحبيبتى ... واحشتينى قوى
ابعدته مى عنها : انت ؟؟؟ ... انت عايز منى ايه تانى ؟؟ ... مش كفايه اللى علمته ؟؟؟ ... روح للزفته بتاعتك وسيبنى فـ حالى بقى
خرج هانى مسرعا من غرفتها ... بعد محاولات عديده منه للتحدث معاها ... او طلب العفو منها ... لكنها اخرجته من الغرفه واغلقت الباب ... وكانت مديحه تتحدث مع الطبيب ... وتخبره بما جرى ... فـ طلب منها ابعادها عن اي انفعال ... وهو سيأتى لها فى الصباح
مديحه : ليه كده يابنتى ... ده كان هيموت عليكى الايام اللى فاتت دى
مي : مش عايزة اعرف عنه حاجة ياماما لو سمحتى
مديحه : براحتك ياحبيبتى ... بس خطوبتك دى هتعملى فيها ايه ؟؟؟
مي : عادى ياماما ... هكملها بقى وخلاص
مديحه : بس يابنتى الانسان ده ماينفعكيش ... امه وحشه قوى
مي ممكسه رأسها : انا مش فاكرة اي حاجة خالص ياامى ... بصى خليها الايام الجايه واللى رايده ربنا هيكون
مديحه ان شاء الله
.................................................. ................
ومرت الايام ع الجميع ... منهم من يحاول ان يعيش السعاده ... ومنهم من يحاول ان يسترجع ماسلب منه ... كانت مي تحاول ان تستوعب مايحدث لها من افعال علاء وامه ... وكان هانى يحاول جاهدا ان يستعيد حبه الاول والاخير ... لكن دون جدوى ... فـ مي ترفض السماع اليه ... وهو يحاول بشتى الطرق ... اما مديحه فـ كانت تدعو الله ان يخلصهم من هذه الزيجه ... التى ترفض مي فسخ ... خطوبتها ... لأن فى نظرها تحميها من محاولات هانى ... للتقرب منها
.................................................. .....................
وبعد مرور تسعه اشهر ... كان هانى قرر ان يفتتح معمله الخاص به ... حتى يشغل نفسه ... محاولا التحدث مع مي يوميا لكن دون جدوى ... وكان قد اوشك من الانتهاء ... لم يعد سوى الانتهاء من تشطيبات المكان ... ووصول الاجهزة ... وكان منهمك بشده هذه الايام ... ويخرج كثيرا ... ويعود متأخرا ... الى ان شعر بـ اجهاد ... وكانت كل اخباره لدى ماهى ... التى استغلت هذه الفرصه ... لتنفيذ خطتها
ارسلت من يتتبع خطواته ... وعرفت مواعيده واماكن تواجده ... واختلقت الصدف حتى يراها دائما ... ويشعر بحاجته اليها ... وعندما فشلت فى ذلك ... قررت رسم خطه اخرى ... وبـ الفعل نجحت فيها
.................................................. .........................
كان فاروق ومجيده يجلسان فى حديقه الفيلا ... وفاروق يقرأ الجرائد ... عندما اعلن هاتفه عن قدوم اتصال ... فنظر فى الهاتف ... وجده رقم غير مدون له اسم ... فخلع نظارته الطبيه ... ووضع الهاتف ع اذنه
: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
المتصل : عليكم السلام ... استاذ فاروق معايا ؟؟؟
كان الصوت انثاويا
فاروق : ايوة انا ... مين حضرتك ؟؟؟
المتصله : انا مرات ابنك
فاروق بدهشه : افندم !!!!!!
المتصله : زي ماحضرتك سمعت كده ... ولو مش مصدقنى ... اكتب العنوان ده عندك ... وتعالى
دون فاروق العنوان وذهب اليه ... متمنيا ان يكون الكلام غير حقيقى ... وعندما صعد الى الشقه المدونه ... طرق عدة طرقات ... ووجد من تفتح له الباب ... وترتدى ملابس ... لا ترتديها سوى زوجه لزوجها ... ووجد ابنه فى الخلف دون ملابس يخرج من غرفه النوم
