الجُزء السادِس عَشر|عُقدة الحُب

49.4K 2.8K 696
                                    

الجُزء السادِس عَشر|‏عيناكِ كَنجمة شَديدة البريق ، تسبح في عُمق فضائُها بِجوار قمرها ، تجُر عُمق كياني وتغدو به في سِعة ذلك الفضاء..
* * *

درَس!..
لَقد أخذّ هوَّ درساً كَبيراً وصَعباً مِن الحياة ، تخطاهُ بِالتجاهُل..

ولَكِنهُ لَم يكُن شخصاً مُتسامِح! ، مَن يتأذون نجِدهُم يُسامِحون بِقَلب طيب ، ولَكِنهُ لَم يُسامِح ولَم يَنسى مَن أخطأ في حَقهُ ، وكان رجُل بِمبدأ من يؤذيني مره أذيتهُ تأتِ عَشر أضعاف أذيتي..

الله وحدهُ من يُسامِح ، نَحنُ لا نُسامِح ولا نَنسى ، حَتى وإن أدعينا المُسامحة يستحيل أن ننسى ، نَحنُ بشر ، نتأذى ، نحقِد ، نُحِب ونَكره ، وهوَّ لَم يكُن يدّعي المِثالية يوماً! ، كان مؤمِناً بِأنهُ ليس مِثالي ومؤمِناً بِأن جانِبهُ السيء يَغلِب على الجَيد..

تِلك القناعة التي هوَّ بِها كانت تزيدهُ شِدة وبُرود ، تجعل مِن خطورتهُ وفتيلهُ يزداد يوماً بَعد يوم مُستمتِعاً بِكُل ما يفعلهُ ، لَم يندم يوماً على فِعل شيء ، كان مُيقناً بِأنهُ يجِب عليهُ تجربة كُل شيء دون إستِثناء وقَد كانت نِصف أفعالهُ تَندرِج تَحت مُسمى جُنون وتَهور..

* * *

الخامِسة فَجراً|وسَط العُتمة..

كان الظلام كعادتهُ يحتضِن زوايا منزِلهُ وحُجرتهُ ، إلا إن كان هُنالِك ضوء مُنبعِث مِن نافِذتهُ التي تَطِل على الخارِج وعَلى سماء تِلك المدينة التي تُزينُها النُجوم تُزيدُها رونقاً وجمالاً خاصاً..

مارلين هَذِة الفتاة الرَقيقة كانت بين أحضانهُ نائِمة ، كان يُدخِن بِشراهة تارة ينظُر نَحوُها وتارة تسير أنامِلهُ على خصرُها وكتفُها العاريان متأمِلاً نُعومة ملامِحُها النائمة..

أخذ يُفكِر بِها كَثيراً ، كيف إقتَحمَت عُزلتهُ التي كان مُستمتِعاً بِها ، وكَيف أصبَح وجودُها بِشيء مَرغوب! ، حينما أخبرتهُ في المَطعَم بِأن يبدو عليهُ بِأنهُ يستطيع التَخلي عَن أي شيء دون الأكتِراث أثار غَضبهُ الأمر أكثر مِما تتصور فَهي وضَعت أمامهُ جواباً لِسؤال كان يشغلهُ مُنذ رؤيتُها..

الحال لَم يعُد كما كان سابِقاً ، الأن يشعُر بِالحنين لِعائِلتهُ كَثيراً ، ما أقَبح أن يُصبِح المرء مُشتاقاً ، تَكبُر الفَجوة التي بِداخِلهُ يوماً بَعد يوم وكأن من يُحِبهُم بَعيدون كُل البُعد عَنهُ لايستطيع الأقتِراب مِنهُم بِسبب مايُسمى بِالخوف مِن التعرُض لِلضوء..

كم كرِه ذاتهُ وكَم كرِه حقيقة أن كُل مشاكِلهُ وقراراتهُ مُرتبِطة بِحالتهُ تِلك ، وكَم كِره التَنازُل عَن من يُحِب بِسبب ما هوَّ عليهُ..

أسود I |مقيد بالعتمة ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن