الجُزء العُشرون|وَصـيّـة

42.2K 2.6K 514
                                    

الجُزء العُشرون|‏سَوف يأتي يَوم تُدرِك فيهِ أن طيّ صَفحة هو أفضَل شُعور في العالَم، لِأنك سَوف تُدرِك أن هُناك بِالكِتاب ماهو أكثر بِكَثير مِن تِلك الصَفحة التي كُنت عالِقاً بِها..
* * *

هُنالِك نوعان مِن البَشر قَد تُقابِلهُما في حياتُكَّ..
الأول مَن يسمَع مشاكِلُكَّ ويَعطيكَ حُلول فَقط لِلمواساة وعَن طريق الطَبطبة دون الشُعور بِوطأة الألم الذي تَشعُر بِهِ ، والثاني مَن ينصِت لِنَبرتُكَ بِأهتِمام ، يُلاحِظ أصغَر تَحرُكاتُكَ ويستمِع لِكُل ماتَشعُر بهِ ويصمُت مُشارِكاً أياكَ مراسِم الحُزن لِأنهُ فَقط يعلم بِأن كلِماتهُ لَن تُغير شيء مِن حقيقة الأمور أو تَمحي الوجَع الداخِلي..

ومارلين كانت النوع الثاني..

كانت ذَلِك النوع الذي يُقدِر مشاعِر الأخرين ويُشارِك كُل تَفاصيلهُ ، رأت عيناهُ تَميلُ إلى الحُزن شيء فَشيء ولَم يكُن بِوسعُها أن تُخبِرهُ بِأن يكون بِخير ، كُل ما كان يحتاج أليهِ مِنها كان مُجرد حُـضـن وقُبلة على الجَبين لِتَمِدهُ بِالأنتِماء ، وهَذا ما فَعلتهُ..

إنهُ شَخصاً واحِد ، قادِراً على غَلب كُل صُعوبة تُواجِهُكَ ، شَخصاً إن تَخلى الجميع عَنكَ سيُثبِت مَكانهُ دون التَفكير بِالتَزحزُح ، شَخصاً لهُ قُدرة على تَغيير أياً كان بكَ حَتى وإن كُنت غير قابِلاً لِلتَجدُد ، سَتجِدهُ تَخطى حُدود توقُعكَ دون أن تَشعُر ودون حَتى أن تمتلِك القُدرة على السماح لهُ بِفِعل كُل ذَلِك..

سَتجِدهُ يُشارِكُكَ ما تُحِب ، يُحاوِل أن يُقاسِمُكَ المُتعة والنِقاشات حَتى وإن كانت سَخيفة ، سَتجِدهُ مُترِقب دَوماً ويمِدُكَ بِالكَثير مِن الأهتِمام الذي تَحتاجهُ..

وإن وجدتهُ لا تُفرِط بِه..

* * *

لوس أنجلوس|العُشرون مِن ديسمبر|مُنتصَف الليل..

الصمت المُميت..
هَذا هوَّ ما أقحَم نَفسهُ بِه ، صامِتاً لا يَقول شيء ، غارِقاً بِالتَفكير في كُل شيء ، ذاك التَفكير القاتِل الذي يسحبهُ شيء فشيء نَحو التَهلُكة..

كان واضِعاً رأسهُ في حُجر مارلين ، تُمرِر هيَّ أنامِلُها البارِدة على خُصلات شَعرهُ الَطويل القاتِم ، ولا يَفعل هوَّ شيء سِوى التَحديق بِها بِتَركيز شديد كما تَنظُر هيَ لَهُ بِأعيُن ضائِعة..

لَم يُفضِح بِشيء سِوى أن جدتهُ فارقت الحياة ، وهَذا كُل ماتعرِفهُ مِنهُ ، إضافة أنهُ حَزين فَهو لَم يُفرِغ شيء مِن الذي بِداخِلهُ لِأن هَذا لَم يكُن لِيُحدِث فارِقاً في نَظرتهُ لِلأمور..

أسود I |مقيد بالعتمة ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن