الجُزء الرابِع والعُشرون|كَيدْ النِساءّ

42.2K 2.5K 766
                                    

الجُزء الرابِع والعُشرون|‏أحُبكِ بطريقةٍ تُخيفُني
بِطَريقَة تَجعلُني أتساءَل :
ماذا سأفعل إن فقدتُكِ..
* * *

قُساة هُم مَن نُحِبهُم ، لا يَسمَعون أصوات الإنكِسار بِداخِلُنا ، لا يشعرون بِالموسيقى الصاخِبة التي تَعزِفُها نَبضاتُنا بِجوارهُم ولا يهتمَون بِأننا لو كان بِأيديُنا لَفرشنا لَهُم نُجوم السماء على الأرض..

يَقولون بِأن الحُب يجعلُنا ضُعفاء وفي الغالِب الحُب يجعلُنا سُخفاء إلى أبعد حَدْ ، تخيل مَعي أن تُراوِدُكَّ رَغبة في البُكاء عِندما لَم تتلقى رِسالة مِمَن تُحِب ، أن تشعُر بِأن العالَم فارِغ ليس بِه أحد فَقط حينما لا يكُن موجوداً بِجانِبُكَّ!..وأن تُختَصر الحياة في شَخص واحِد وكُل شيء يتعلَّق بِه..

أتعلَّم!!..حينُها سيغضَب الله سيأخُذهُ مِنكَّ يُريكَّ بِأن الحياة لا تتمحور على أحدهُم وإن ذَهب لَن يَنتهي العالَم ولَن تموت أنتَّ ، ستحزن ، ستبكِ و ستكتئِب ولَكِن بَعد كُل هَذِه الموجات تُصبِح راكِداً ، ستعتاد عَدم وجودهُ بِكُل صُعوبة..

ولَكِن شَخصاً ما كان هادِئاً ، كان مؤمِناً بِأن مَن تَركهُ لا يستحِق أي مشاعِر صادِقة مِنه ، وبِأن مَن حَقاً يُحِبهُ يجِب عليه تَقبلهُ كَما هوَّ ، بِمزاجيتهُ ، بِعصبيتهُ ، بِنوبات غيرتهُ الشديدة وسوداويتهُ ، هَذا هوَّ يؤمِن بِمبدأ أن مَن يُحِبُكَّ يجِب أن يتأقلَّم على هيئتُكَّ لِأنكَّ لَن تُهين نَفسُكَّ وتُغيرُها لِأجل أياً كان..

فَمَن يُحِبُكَّ لَن يقبَّل أن تُضعِف شخصيتُكَّ ، أن تَدهس على كرامتُكَّ وكِبريائُكَّ مِن أجلهُ ومَن يُخيرُكَّ بِترَك ماتُحِب لِأنهُ لا يُحِبهُ ، حينُها كُن مٰتأكِداً بِأنهُ لا يُحِبُكَّ ، هوَّ فَقط أناني يُحِب ذاتهُ فوق كُل شيء ؛ مَن يُحِبُكَّ يُقدِرُكَّ يُعلي مِن شأنُكَّ ولايقَبل أن تكون مُنعدِم الكِبرياء والكَرامة ، لَن تكون سعادتهُ على حِساب تَعاستُكَّ ولَن يُحرِمُكَّ مِما تُحِب..

مَن يُحِبُكَّ سيتقبلُكَّ كَما أنتَّ..

* * *

الثاني والعُشرون مِن ديسمبر|لوس أنجلوس|عاصفة بارِدة..

في ذات المَطعَم الذي يُفضِلهُ كان مُتلحِفاً بِوحدتهُ على أخر رُكن ، بعيداً عن الضوء وعَن الناس ، مِن نافِذتهُ الكَبيرة يُراقِب إصتِدام زَخات المطر المُتلهِفة بِالنافِذة بِرفقتهُ قِطتهُ ميدنايت كالمُعتاد ولا يهتَم بِشيء يحدُث مِن حولهُ ، حَتى الأُغنية التي كانت تحتَضِن المَطعَم لَم يكُن يستمِع لَها..

ذِهنهُ كان فارِغ تماماً ومَشاعِرهُ مُتجمِدة مَع برودة الطَقس التي تَزداد يوماً بَعد يوم ، كان قاطِب الحاجِبان ومُشرَداً في التَقلُبات التي تَحدُث يوماً بَعدَّ يَوم ، كَأنهُ كيس مُلاكَمة يَضرُبونهُ مِراراً وتَكراراً دون أن يسقُط..

أسود I |مقيد بالعتمة ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن