النِهايَة| كتب كافكا رسالة إلى حبيبته:
"لكنك لن تستطيعي البقاء إلى جانبي مدّة يومين، أنا رخوٌ أزحفُ على الأرض، أنا صامتٌ طول الوقت، انطوائيّ، كئيبٌ، متذمرٌ، أناني وسوداويّ"
جاء الرد من ميلينا:
"وإن كُنت مجرد جثة في العالم فأنا اُحبك"..
* * *لا تستهين بِقُدرَة الحُب عَلى تغييرُك إلى هيئة مُختَلِفَة عَن تِلك الَتي تَعرِفها ، ولا تَستهين بِقُدرَة النِساء على جَعلك مُعذّب أو سَعيد..
إن أغلَب مَن يقعون ضحية الحُب هُم ذاتَهُم مَن كانوا يَسخرون مِنه وَمِمن يُمارِسونَه وهُم أكثر الفاشِلين في مُمارسته، وفي ذات الوَقت يهربون مِنه وكأنه مرض مُعدي..وقاتِل..
إنك حين تُحِب أحَدهُم فَهٰذا لا يَعتَمِد عَلى مِقياس الجمال الخارِجي الَذي يَملِكُه، فَكُل شَيء خارِجي مُجرَد غِطاء وهويّة جَسد لَهُ تاريخ تَلاشي ، إنما الَذي يسكُن في داخِل هٰذا الجَسد لا يتلاشى إلا إن ماتت الروح..
القلوب الصادِقة لا تَتكرر ولا تَجِدها في الجميع بينَما الجمال فَتجِده في وجوه العابِرين اللذين تُصادِفهُم في الرصيف..
تَذكَر بِأن مَهما كانت الوجوه جَميلة وما خَلفُها بشِع فَهذا الجمال مُجرد غِطاء وإعتِذار عَن البشاعَة الداخِليّة..لا شيء يَبقى عَلى حالِه، ولا أحَد يبقى ثابِتًا بِذات الهيئة، لا تُصدِّق مَن يُخبِرونَك بِأنهُم لَن يَتغيروا وأن لا شيء قادِر عَلى تَغييرُهم، إننا مَع الوَقت والتجارُب نتغيّر حَتى لا نَكاد نَتعرّف على أنفُسنا وحتى مبادِئُنا تتغير، وأفكارنا تِلك الَتي حارَبنا لِأثبات صحتُها سيأتي يوم ونُكذِبُها بِأنفُسنا..
إن الوقت قادِر على شِفاء الجُروح حَتى وإن كان نسيان آلامها صَعب، والحُب قادِر على إنبات زُهور مكان نَدبات الجُروح المُلتَئِمة، والصَبر هو سِر كُل جميل ينالَه المَرء..
فِإصبِر ، تأقلَم ، إنسَ ، وقَع في الحُب..
* * *
بَعيد الَمكان قَريب الزَمان | عتبات البِداية لِلنِهاية..
مع غياب الشمس كان جالِسًا على عُشب حديقة منزِلهُ ويتوسد حُضنه طِفلُه مُشارِكاً أياه مراسِم توديع الشّمس، رَفع الصغير إصبُعه لِلسماء قائِلًا بِنبرته الطفولية..
" هَل أمي ترانا الأن مِن فوق الغيوم!؟.."
إبتَسم مادوكس ونقل عيناه المُلتَمِعه بين طِفلهُ والسماء مُجيباً أياه بعد أن أطلق سراح تنهيدة طويلة لَبثت كثيراً في صدره..
" هي كذٰلِك ، السماء تتسِع للأشخاص الجيدين..
عكس الأرض ، تتسِع لِلسيئين والمُغفلين.."
أنت تقرأ
أسود I |مقيد بالعتمة ☔︎ ✓
Fanfictionالرجل الذي لا يقترب من منزله أحد، رجل الأسود المنعزل عن العالم الخارجي بعيدًا عن الضوء مع قطته كانت هي وحدها من طرقت باب منزله وباب قلبه ليفتحه ،لها ،وليسمح لها بإقتحام عالمه الهادئ، الأسود لطالما كان اللون المثالي للإختباء، لهذا إختارته لتختبئ من ك...