الجُزء الثامِن والعُشرون|مُدلَلة قَلبَهُ المُعتَم

48.5K 2.4K 898
                                    

الجُزء الثامِن والعُشرون|‏الحُب ؛ هوَ أن تَغفو مُطمئناً قُرب شَخص لاتَخشى أن يَرى هَشاشتُك ومَدى ضُعفك وأنت تَنطوي جانِبهُ مُستكِناً بِرائِحَتهُ ، هو أن يَعبُر بِداخِلُك شُعور -لَحظي- بِأن يَدخُل خوفٌ ما بينكُما ، حَتى تَجِد دِفئ يديه يَسري في عُروق يديك ويُنسيك كُل ما أهمّك!..
* * *

أرأيتِ كَيف تُحتَل الأوطان! ، أنتِ فَعلتِ ذات فِعلَتهُم مَع قَلبي..
أخذتِني عَلى غَفلَة ، بِعيناكِ الكَحيلتان ، بِبروز شَفتاكِ ، بِصوتُكِ الأرَق مِن بيت العَنكبوت ودِفئ جَسدُكِ..

أنا عالِق هُناك..
في حُدود خَصرُكِ ، أعِد شاماتُكِ المنثورَة عَلى جِلدُكِ تَحت قُمصانُكِ الثَقيلَة ، بينما يداي تَتَجوَل في كُل الأماكِن المَحظور بُها التَجول مُستَكشِفاً أياها ، أنتِ لَن تتذَمرِ حينُها ، سَتكونين مُسالِمَة..

سأنظُر أليكِ وكأنني أقرأ إحدى كُتب الشِعر ، لِأن عيناكِ تَستَحِق أن تُكتَب أليها أطنان مِن الشِعر المُثخَن بِالغَزل ، ولِأن شفتاكِ خُلِقت لِلتَقبيل فسأقبِلُكِ بين كُل دَقيقَة وأُخرى ، سأطالِبُكِ بِالمَزيد دَوماً دَون أن أشعُر بِالمَلل..

ولِأنكِ لاتَعلَمين شيئاً عَن حُبي لَكِ ، فَهو لايُصاغْ ، لايُقال ولايُزان ، كَبيرَة أنتِ كَثيراً عَلى الكَلام ، أشعُر بِالحُروف تَنتَحِر قَبل وصفُكِ بِداخِلي ، تَملكين كُل شيء بيَّ..تَمتلِكيني بِكُل إختِصار..

بَشراً أنا يُحيى عَلى صوتُكِ ، عيناكِ ، رائِحتُكِ وكُلُكِ..

* * *

تُناظِرَهُ بِعيناها الواتي تَفيضُ مِنها التساؤلات والعِبَر ، تَبحث في ملامِحهُ عَن شَيء ناسيَة بِأنهُ لايُقرَأ وصَعب التَكهُن فيما يُفَكِر بِه ، شَعرت بِيداهُ تُجَمِع شَعرُها ليُعيدَهُ لِلخَلف جاعِلاً مِنها توقِفَهُ مُتَذمِرَه بِصوتُاً مُتعَب..

" رجاءً مادوكس! ، أجِب عَن سؤالي لِمرَة واحِدَة وكُف عَن العَبث بِشَعري.."

ماتت عَلى شَفتاهُ إبتِسامَة بارِدَة مُحَدِقاً بِها بِأكثَر نَظرَة مُتجرِدَة مِن المشاعِر ، وجَد نَفسَهُ يُخاطِبُها بِحِدَة مُخيفَة..

" سأُجيبُكِ وسأقتُل فُضولُكِ ، لَم تُلاحِظِ عَلى تَصرُفاتَهُ مَعُكِ بِأنَهُ شخصاً قَذِر! ، لِأنَهُ مَيت الضَمير يا مارلين ، يُتاجِر بِالمَمنوعاتْ مُقابِل أشياء ليسَت لي القُدرَة على إخبارُكِ بِها ، لِأن عَقلُكِ النَظيف لَن يستوعِبُها.."

غَطت شَفتيُها بِكلتا كَفيُها وعينيُها تلتَمِع مُنَذِرَة بِبُكاء سيُميتَهُ كالعادَة ، تَنفس بِغَضب يَتأمَل ماتَفعلَهُ مِن تَصرُفات تُفقِدَهُ القُدرَة عَلى التَفكير بِشيء أخَر سِوى جَعلُها تتوقَف ، أمسَك كَفيُها ليُبعِدهُما مُقبِلاً باطِنهُما مُحدِقاً في عينيُها بِعيناهُ الجاحِضَة ، أنزَل كَفيهُما ولاتَزال مُتشابِكتان ثُم خاطبُها بِنَبرَة ثابِتَة..

أسود I |مقيد بالعتمة ☔︎ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن