الجُزء الثاني والعُشرون|أسِف لِأني أُحِبُكِ بِكُل هَذِة القسوة والحِنيّة ، بِكُل هَذا العَجز وقِلة الحيلة ولِأني مُعتَم ولا أستَمِد نوري مِن أي شيء غَير عَينيكِ..
* * *هل تعتقِد بِأنك أكثر شَخص حزين ووحيد على وجه هَذِة الأرض!..هذِة ليست الحَقيقة ، لاتُغرِق نَفسُكِ بِزيف أنت أغريتهُ أن يكون أنت..
تعتقِد كَذَلِك بِأن الأسود سائِد في حياتُك ، وهوَ ليس كَذَلِك ، بِالرُغم مِن أنهُ لون الحُزن والوِحدة إلا أن لابُد مِنه وسط كُل شيء ، ومِن جانِب أخَر لا الأبيض يستَطيع أن يبقى دون أسود أو حَتى الأسود يستَطيع البقاء دون الأبيض كليهُما جانِبان مُكمِلان لِبعضهُما..
لابُد مِن التَناقُض في كُل شيء..
كَالحُب لهُ جانِبان ولَن يُصبِح حُب إن كان سَويّ ، أبيض وأسود لاوجود لِلرمادي ، هُناك دوماً جانِب جيد يُزين الأفعال الغير مَنطِقية ، تِلك التصرُفات الخارِجة عَن العَقل ، المُتعلِقة بِالجُنون والتَهور ، وهُنا دوماً عِندما يُحِب الإنسان يُصبِح كالحِرباء ، يتلون كَلون موقِعهُ مُتقَبِلاً أياهُ بِصَدر رِحَب دون تَذمُر ، ولَكِن هُناك مَن يَبقى أســود لايتلون!..
ولَكِنهُ كرجُل طبيعي بِه عيوب ومحاسِن ، شخصيتهُ مليئة بِالعُتمة ولَكِن بِها نوراً طفيف صغير جِداً ، وبِالرُغم مِن وجود ذَلِك النور إلا بِأنهُ لايشعُر بِه ، أو رُبما ينكِر وجودهُ..
* * *
الحادي والعُشرون مِن ديسمبر|لوس أنجلوس|خَلف ستائِر مُنتصف الليل..
هل سبَّق ومرَّ عَليكَ شعور بِالوِحدة المُفرِطة!..
كأن مِن شِدة وِحدتُك تستمِع لِصوت تحرُك عقارِب الساعة المُزعِج ، وكأنهُ ينهشُ رأسُك!..
كأن لاتسمع سِوى صوت أنفاسُك ونبضُ قلبُك!..هذا هو تَماماً الذي كان بِه ، كوب قهوة أوشك على البُرود على مَكتبهُ الصَغير وبين يداهُ كِتاب يقرأهُ بِتَكريز شَديد ، لاصوت لِميدنايت لاصوت لِمارلين!..
بِهمس وبِنَبرة حائِرة تَمتَم قارِئاً تِلك الكلِمات..
" هَل العِشق يَجعًل الإنسان غَبياً؟..أم أن الأغبياء -فقط- يعشقون!..
أورهان باموق.."إعتلت نَبرتهُ يُجيب عَنهُ..
" هَذا تماماً ما أُريدكَ أن تُجيبُني عَليهُ..أنا أبحَث عَن حقيقة الأمر ولَكِني لا أجِد سِوى تساؤلات فوق تساؤلاتي.."
أغلَق الكِتاب وألقى بِه على الطاوِلة بِأهمال مُتنهَداً بِتعَب ، وصل إلى حَد التَعب مِما حولهُ ، لَم يكُن يرغَب سِوى بِحياة خالية وهادِئة ولَكِن لا أحد يتركهُ يَفعل ذَلِك ، كُل رَغباتهُ تتلاشى وتَضيع مِن بين يداهُ وهَذا تماماً يحدُث حينما يبدأ بِالتَفكير بِتغيير حياتهُ إلى شيء أخر عَن ما هوَ عليهِ!..
أنت تقرأ
أسود I |مقيد بالعتمة ☔︎ ✓
Fanficالرجل الذي لا يقترب من منزله أحد، رجل الأسود المنعزل عن العالم الخارجي بعيدًا عن الضوء مع قطته كانت هي وحدها من طرقت باب منزله وباب قلبه ليفتحه ،لها ،وليسمح لها بإقتحام عالمه الهادئ، الأسود لطالما كان اللون المثالي للإختباء، لهذا إختارته لتختبئ من ك...