••
خَمسةُ أَسابِيع، لَم تَكن هيّنة بالنّسبةِ لِثيو الّذي لَم يَعتد أَبداً عَلى تَجآهلِ وَالده التّامِ لَه. كَان هَذا جِداً قَاسٍ عَليهِ، أَصبحَ بِالكَادِ يَتناولُ إحدَى وَجباتِ اليَوم، حَتى فِي المَدرسةِ، يَلتزمُ الصّمت المُطلق طَوال الوَقت مُتجآهلاً أَصدقاءهِ تَمام التّجآهل.
فِي الليلِ، يَنتحبُ بِصوتٍ مَكتومٍ بِغرفتِه. يَشعرُ بِالموتِ، هَذا أَبسطُ وَصفٍ لَه. بَعد كُل الأَحداثِ الّتي حَدثت مَعهُ، و التّشوش الّذي أَصاب عَقلهُ، احتَاج بِشدةٍ لِوالدهِ، فَلم يَجده..! يُقرّ بِأنهُ مُخطيء، لَكن..لَيتهُ فَقط يَصرخُ عَليه، يُؤنبهُ، أَو حَتى يَضربهُ، لَيس يتجَآهلهُ لِخمسةٍ أَسابِيع.
هُو نَوعاً مَا، أَهملَ دِراستهُ هَذهِ الفَترة، عَلاماتهُ قَد تَدنيت بِشكلٍ مَلحوظ، ابتَعدَ كَثيراً عَن رِفاقهِ، بَهُتت حَيويته، انطفَأ بَريقُ عَينيهِ الطُفولي، خَبا الحَماسُ من نبرةِ صَوته، لَم يَعد يُهندمُ ثيابهُ كَما كَان يَفعل، حَتى شَعرهُ بِالكَادِ يَمشطهُ.
هو كَان مُمتنٌ لِتيدي، يَظنّ أنّه لَو لَم يَكن مَعه، يُحاول التّرفيه عَنه، لقتَل نَفسهُ بِلا تَردد. عَلى الأَقل تِيدي حَرفيّاً لا يَتركهُ عَدا وَقت النّوم، و هَذا كَان يُلائمهُ نَوعاً مَا.
لَم يَستطع أَحد مَعرفةَ مَا بِه أَبداً، عَدا وِيل، الّذي دَوماً يَأتيهِ ثيو بِالحديقةِ. هُو نَوعاً مَا افتَقد حَماسهُ، و لَعبهِ مِع الكِلاب. كِلابهِ أَيضاً لاحَظت مَا حَلّ بِثيو، الّذي يَنزعُ حِذائيهِ ليَبقَ حَافي القَدمين، ثُم يَستلقِي بينَهم عَلى العُشب، يُحدق فِي السّماء بِصمت، حتى السَادسةَ مَساءاً، وَ بَعدهَا يَرحل.
أنت تقرأ
شغف رحوم
Mystery / Thriller[ مُكتملة. ] •• أَنتَ يَا ذَا المَواهِب الخَفية، هَل رأيتَ حَركتي الخِتاميّة..؟ طَبلةُ الأٌذنِ الضّعيفة لِروحكَ النائِمة، التي سأفقأها بِشوكةٍ.. سَتبدأُ بِالإحتِراق.. لا يَهمني إن صَهرتُ عِظامكَ، دَعنا نرى نِهاية هذا الجُنون.. هَكذا تَماماً، دَعنا ن...