••
الوَضعُ كَان كَئيباً جِداً، لا يُوجدُ شَيء مَسموع عَدا شَهقات ثِيو الهِيستيرية. ربُما الجَميعُ فِي حالةِ صَمتٍ حَتى يُرثي تِلك الّلحظة. تِيدي لَم يَكن صَديقهُ وَ حَسب، وَ إنّما مُرّبيهِ أَيضاً. كِلاهُما عَاشا ذِكرياتِهما مَعاً بِحذافِيرها، مِن العَسير عَلى ثِيو تخيّل أن يَخوض بَقيّة الأيّامِ وَحده.
چِيمي فَقط يَبتسمُ بِبرود، وِيل عَاقد حاجِيبهِ بِتعَآطف، غَير رَاغب بمُحاولةِ تَهدأةِ ثِيو لِكونهِ يَعلم أنّه لَن يَهدأ قَريباً، هَانِيبال قَبض عَلى كفّيه بِقوة، ثُم أَرخاهُما بِهدوء.
أَمر بِصوتٍ جَهور رَخيم :
« ثِيو، تَعال هُنا. »ثِيو وَيكأنهُ للتّو تنبّه لِوجودِ وَالدهُ، توقّف نَحيبهُ لِبرهةٍ وَ هو يَنظرُ إليهِ بِفراغٍ و دُموع صَامِتة. سَار عَلى رُكبتيهِ بِصعوبةٍ لِيتوجّه نَحوه، حَتى أَصبحَ جَاثياً أَمامه، تِلقائياً أَمسك يَد وَالدهِ اليُمنى بِقوة.
تَحشرجَ صَوتهُ :
« أَبي، لَقد..مـ.. »لَم يَستطع قَول الكَلمة، لِذا صَرخَ بِقهرٍ ثُم دَفن وَجهه بِحجرِ وَالده، وَ عاودَ بُكاءهُ الهيسّتِيري بِلا توقُّف. هَانيبَال مدّ كفّه الآخر ليُمسّد عَلى شَعرِ ابنهِ بِهدوء، هَامساً لَهُ بِكلماتٍ مُهدأة. كـ لا بَأس. هُو بِمكانٍ أَفضل، أَنت بِخير.
أنت تقرأ
شغف رحوم
Mystery / Thriller[ مُكتملة. ] •• أَنتَ يَا ذَا المَواهِب الخَفية، هَل رأيتَ حَركتي الخِتاميّة..؟ طَبلةُ الأٌذنِ الضّعيفة لِروحكَ النائِمة، التي سأفقأها بِشوكةٍ.. سَتبدأُ بِالإحتِراق.. لا يَهمني إن صَهرتُ عِظامكَ، دَعنا نرى نِهاية هذا الجُنون.. هَكذا تَماماً، دَعنا ن...