#ترجية_بيبي_رحاب
الفصل الأول
الجزء 1
(شجرة النبكة )
______
بغداد 2013
ماكو شي يشبه العصرية البغدادية بفصل الربيع ، من تكون الطرمه نظيفة و الحديقة مرشوشة و الله ياريحة القداح إلي تارسه الجو .
بيبي رحاب هي والحديقة حكاية لوحدها، تعتبرها جزء لا يتجزأ من حياتها ،يعني من تكعد ويه صديقاتها و أقاربها وحبايبها ، تحجي عن جدو و عمامي و عمتي و حديقتها ونبكتها!!!
هيج عدها حب ممزوج بخيال بالنبكة ، إلي ماخذه مكان أقصى الشمال بالحديقة قريبة على بيت أم عباس جوارينه و قريبة من سياج ،هاي النبكة بيبي زرعتها بيدها أول ما حبلت بوالدي ،ودائما تكول هي كبرت ويه ولدي وبنتي احنه كبرنا وهي كبرت ويانه، احنه وكاعدين بالحديقة و صينية الجاي و ماعون الكليجة والجو الحلو وريحة الثيل الي مرشوش بمي بيبي كالت:
دشوفين هاي المحروسة " وقصدها ع نبكة " من كبرت وعلت و اغصانها صارت ما تنعد وفارشه ظلها على الحديقة كامت اغصانها تشابك ويه كل هويه وتتكطع وايرات الكهرباء بسببها ، وتعاي يارحاب خابري البلدية حتى يجون يسووها وكل مرة يكولولي حجية كصيها وخلصي منها بس أني ولا اسمع منهم انطيهم أذني الطرشه، بيوم جان صيف وحارة الدنيا وصار هوه عالي وعجاج و النبكة كامت تتحرك يمنه يسره رادت تنشلع من جذرها كد ما الهوا عالي وكطعت الويرات و انطفت الكهرباء على كل الجواريين الي بنفس سايد بيتنه ،كمت وخابرت على البلدية حتى يجيبون الكرين و يصلحون الوايرات وبذاك اليوم حتى المحولة طكت، و أني كاعدة اباوع من شباك المطبخ على العمال شون ديصلحون العطل واخاف لا يأذوها او يكصون منها شي ، جان خوفي ع نبكة أكبر من كلشي بوقتها ،ماشفت الا باب البيت الخارجية تنفتح وتفوتلي ام عباس جوارينه استغربت هاي شجابها بهل الظهرية ، فتحتلها باب المطبخ و هليت ومرحبت بيها وماقبلت تكعد الا بالمطبخ بعد ما يبست حلكي واني اتوسل بيها تكعد بصالة الخطار ماقبلت جانت تكولي أني مو غريبة ، الحاصل كعدت بالمطبخ وصارت بينه سوالف وسلام و سؤال ع صحة و الحال والولد والبنات وراها كالتلي ..
داده رحاب شفتي شون الجو كلب ، الصبح شكد حلو صافي و حتى جانت بيها نسمة هوا، سبحانك ربي شبعجل كلب عجاج وهوا عالي .
اي والله أم عباس كلامج صحيح ، ساعة على ساعة تغيير الجو .
ومن طفت الكهرباء يارحاب روحنه فرفحت من الحر ، داده شتكولين لو نكصها للنبكة ، شو هم توصخ الشارع و حتى ع حديقتنه اذب وصخها و كل يومين والثالث كاطعة الوايرات ، شكلتي داده بس عليج الله مو تزعلين عليه .
بيبي أني سمعت تكول اكص النبكة عبالك سمعتها تكول اكص راسج ، شكد بطرانة أم عباس عبالها أني هيج افرط بنبكتي، سكتت شوية وأبتسمت بوجهه وبطيب خاطر كلت الها :
داده احنه خوات مابيناتنه زعل ،وخاطرج عزيز عندي وجيتج على رأسي، بس حيل تعذريني ما اكدر اكصها ، أنتِ مو تعرفين النبكة مايصير تنكص فال موزين على البيت واهله ، وتريدين الصدك أني حيل أحبها ، بس ما اطلعين من بيتي الا وأنتِ راضية ، باجر اخلي الحجي يصعد يقلمها زين، و الشارع بعد انظفه من يمي بيتنه وبيتكم ، وحتى حديقتكم ادزلكم كاظم ينظفها .
أم عباس قاطعتني وكالت بسرعة :
لالا داده ، هاهيه ، مادام الحجي يقلمها هاهيه ، أني ادري بيج تحبيها ، بس هي لأن تكطع الويرات كلت اكولج .
طلعت أم عباس من بيتنه يا بيبي وخاطرها طيب و شيلتها كاسة طرشي من هذا الي بيبيتج ما تنطي الا لعزيز ، وصدك ثاني يوم صعد جدج وقلمها تقليم من هذا الزين بس ويه كل غصن يوكع كلبي يوجعني ، من خلص جدج شافني مقهورة ، أبتسم بوجهي واتقرب عليه وكرصني من خدي بخفية أيده وكلي رحوبة لا تنقهرين ، ترجع تكبر ، ماراح تموت .
أني من سمعته هيج أبتسمت بوجهه وكتله مادام أنت تشوف هيج هاهيه ماراح انقهر .
******
جدتي رحاب كائن يحمل نقاء الملائكة و صفاء السماء، شيئًا نوراني يعانق أرواحنا إلتي لم تتشبع بعمق التجربة، كان قلبها ممزوج مع قلوبنا بحنانٍ غريب، وصوتها لوحده حكاية من حكايات بغداد القديمة ، عندما أجلس معها أشعر وكأنني أجلس مع مُدرسة لتاريخ العراق القديم ، مفرداتها البغدادية، حكاياتها المشبعة بدلال ، روحها المغمورة بمياه دجلة ، لسانها المغمور بالعسل " صاحبة لسان ينكط عسل" ، كل هذا لا يمكن أن يتجمع إلا في جدتي رحاب .
أثناء جلوسنا في الحديقة وحديث جدتي عن حكاية شجرة السدر ، قاطع حديثنا المتواصل عنها ، رنين الهاتف ، و كان المتصل والدي ، من مدينة الضباب ، وعندما علمت جدتي بهوية المتصل الفرحة لم تسعها وقبل أن ترد سبقت كلماتها الدموع ..._آلو ها يمه شونك
يتبع ............
#هبةالناي
أنت تقرأ
ترجية بيبي رحاب
Romanceرواية ما بين الماضي و الحاضر ، بين بغداد الماضي و بغداد اليوم ، ورحاب الذكريات و نور المستقبل ،شخصيات كثيرة و حوادث كلها تدور ما بين الحب و الفراق والموت .