#ترجية_بيبي_رحاب
"قيد طائرة "
الجزء ١٨
_____
كم رحلة كانت هي بمثابة بداية جديدة ،و كم من البدايات هي رحلات منتهية من قبل ان تصل إلى وجهتها !!أهلا وسهلا بكم على متن الخطوط الجوية العراقية ،معكم كابتن الرحلة "موفق البغدادي " من قمرة القيادة،ستكون وجهتنا التالية إلى اسطنبول و بالتحديد مطار اتاتورك ،ستستغرق الرحلة ثلاث ساعات او اكثر بقليل حسب حالة الطقس ،سنحلق على ارتفاع عالي ،اتمنى لكم رحلة سعيدة ، واترككم مع أرشادات السلامة ،دمتم بأمان الله وحفظه .
مع بدأ حركة الطائرة و سرعة محركاتها و تهيئتها للأنطلاق ،بدأت نور بتشبث بمساند مقعد الطائرة ،كانت تجلس بمحاذاة النافذة ،بجوارها احمد ، بالدرجة السياحية ،عندما أزدادت سرعة الطائرة موشكة على الأقلاع ،امسك أحمد بكف نور بقوة ،عندما ألتفتت إليه نور ،أبتسم ابتسامة توحي بالآطمئنان وقال بصوت خافت قريب من رأسها :
_بعدج تخافين من الأقلاع والهبوط ؟
_مو خوف ،حسب الكابتن ،مرات نصعد ويه كابتن ما يحسسك بالصعدة والنزلة ،مثل النسمة اقلاعه و هبوطه ،ومرات تصعد ويه واحد يحسسك صاعد بكيا مكسرة ويحاول يطبك بكراج العلاوي ومدا يلكه مكان وكل ساعة ضارب بريك وراجع بك والعبرية ياعيني متبهذلين .
ضحك احمد بصوتٍ منخفص ،
_إلي يسمعج يگول مكضية حياتج بالكراجات والكيات !؟
ابتسمت نور
_لا بس دا احاول اوصلك الصورة بشكل قريب .
رفع احمد حاجبيه بصورة تدل على تفهمه مع ابتسامة صغيرة .الضغط الجوي اكثر شيئا كان يزعج نور في السفر ، مع وجود الصداع النصفي الملازم لها ، يجعل الامر غير مريح ابدا ، حاولت مضغ العلكة عدة مرات للتخفيف من الضغط ، و الأنشغال بالأحاديث القصيرة مع احمد ،الفوضى إلتي كانت تعم الطائرة ،كانت تزعجها هي الآخرى ،صوت صراخ الأطفال حديثي الولادة و بكائهم يثير صداعها اكثر واكثر .
كان وصولهم لمطار اتاتورك ليلا ،وبعد عناء طابور تاشيرة الدخول، فتحت أبواب المطار لهم سريعا ،فرحب بهم الهواء البارد المنعش ،عانق شعرهم و وجناتهم ، فكانت هنالك قرصة برد تسري بجسديهما ،القادمون من أرض الشمس "العراق"،وحدهم يعرفون كيف تكون قرصات البرد قاسية و ممتعة !!تكسي ، طريق مختصر ، فندق اربع نجوم ،غرفتين متجاورتين بسريرٍ واحد ،اطلالة جميلة ،
_يله تصبحين على خير وقتي المنبة على ساعة تسعة حتى نتريك و نتفق على جدول باجر شنسوي ،
الباب لا تفتحيها لاحد بلليل ،مرات بلغلط يندك ،
واذا احتاجيتي شي اتصلي عليه
محتاجة شي
_لا،اصلا راح انام لان كلش تعبانة
تصبح على خير
...
استفاقت نور مبكرًا ،على الرغم من نومها المتأخر ،بسبب تغيير المكان و الفراش ، كانت عطشى ،نهضت تبحث في الثلاجة عن قنينة ماء ، حالما عثرت عليها حملتها بين يديها وهي تتوجه إلى ستائر الغرفة ، فتحتها على عجل ،وهي تحاول شرب الماء قامت بسحب الستائر بقوة بأتجاة يمين الغرفة ،تفاجئت بنورٍ ساطع يخترق غرفتها ، وكأن الشمس تجلس امام نافذتها ، وضعت يدها بحركة سريعة على عينيها ،لحجب الضوء القوي وبعد ان اعتادت عيناها الضوء ، دهشت بمنظر البسفور والمراكب وزرقة السماء و حجم الغيوم البيضاء الناصعة ،كان المنظر جميل ،ما انفكت ان تغادره وهي تشرب الماء و تردد بصوت منخفض
_سبحان الله ،تبارك الله ،ماشاء الله .
....
في الجانب الآخر ،كانت العنقاء في احدى صالات مطار كوبنهاكن ، تنتظر طائرتها المتجهة لأسطنبول ايضا ،كانت على موعد مع العمل و الذكريات و ...
أنت تقرأ
ترجية بيبي رحاب
Romanceرواية ما بين الماضي و الحاضر ، بين بغداد الماضي و بغداد اليوم ، ورحاب الذكريات و نور المستقبل ،شخصيات كثيرة و حوادث كلها تدور ما بين الحب و الفراق والموت .