الجزء _36_
يختارنا الحب دائمًا، ولم نختاره يومًا .
هل جربت أن تختار من تحب مسبقا أم وجدت نفسك تحب بدون أرادة منك؟
هل سقت الحب إليك أم ساقك إليه؟
هل لوليت عنق الحب أم لوى عنقك ؟!_____
فهد ذلك الشاب الناضج المليء بالرجولة والوقار والهدوء لم يختار أن يحب نور ،ولكن الحب اختارها إليه كيف ولماذا هي تفاصيل ،لكن لو سألته لماذا أحببتها لما استطاع أن يجيب !!لأن الحب لا يملك أجوبة
هو رب التساؤلات وال لا ممكن و ال كيف و لماذا ،عندما تملك الأجوبة معناها أنك باختصار لا تحب .فهد يملك بنية عضلية مميزة بطولٍ متوسط ،فهو يقضي خمس أيام في الأسبوع في القاعة الرياضية ،عريض المنكبين مرتفع الصدر يكاد يكون تناسق جسده يشبه لاعبي كمال الاجسام اللذين نراهم على شاشة التلفاز ،فجسده مجسم بطريقة رائعة كل عضلة كأنها عالم بمفردها .
لون بشرته البرونزي المتداخل مع اللون الخمري المتعانق مع شقار شعره الداكن و لون عينيه الشمسي العميق يعطيه شبه كبير بممثلين المسلسلات المكسيكية .
كانت عينيه ضيقة و مسحوبة كعينيّ الفهد، مما يعطيه نظرة عميقة و مثيرة ،حاجبان رفيعان كأنهما قوسي نصر .
أنفه طويل و دقيق ،فمه كبير و شفتيه ممتلئه بلونها الغامق ،عروق رقبته بارزه حتى كفيه عروقها منتفضة من ينظر إلى ساعديه يرى عروقه بارزه وكأنه يمسك بثقل طوال الوقت .هكذا كان جماله من نوع آخر و فاخر ،لم يكن جميل الشكل فقط بل العقل و روح ،كان يكبر نور بست سنوات ،خريج كلية المأمون قسم الحاسبات .
لم يكن يؤمن بالحب ،جميع اللذين لا يؤمنون بالحب يختارهم الحب على حين غفلة .________
كان يستمع لأغنية نوال الكويتي و فضل شاكر (احاول) في طريق ذهابه لعمله في اليوم التالي وهو يفكر في نور ،رغم الازدحامات المرورية كان يغمض عينيه و هو يستمع( حياتي أمرها بيدك
و حبك سيدي و سيدك
وعمري ما ابتدى كبلك
وعيدي فل الهوى عيدك )يدنن بينه وبين نفسه
(تخيل دنيا من غيرك
أو لحظة من غيرك
انا ما اشوف في دنيا
وفي كلبي أحد غيرك )كان يحاول أن يخفي إحساسه
لكن الحب شيء أكبر من تعاطي الانفاس .عندما وصل لمكان عمله دخل الغرفة بهدوء كالعادة لكن داخله كان في فوضى .
وجد نور تمسك بقدح الشاي بكلتا كفيها و ترتشف الشاي على مهل تخاف على شفتيها ولسانها من حرارة الشاي ،كان يعشق طقوس نور الصباحية ،كان يحب قدح شايها الزجاجي حتى أنه في أحد المرات بعد انتهاء الدوام بقى لساعة أخرى وحده خلف المكتب يسكب الشاي بكأسها و يضع شفتيه فوق مواضع شفتيها و يتشرف الشاي ببطء يحاول أن يتذوق الشاي من خلال شفتيها ،كان ألذ شاي تذوقهُ يوما ما .
أنت تقرأ
ترجية بيبي رحاب
Storie d'amoreرواية ما بين الماضي و الحاضر ، بين بغداد الماضي و بغداد اليوم ، ورحاب الذكريات و نور المستقبل ،شخصيات كثيرة و حوادث كلها تدور ما بين الحب و الفراق والموت .