ترجية بيبي رحاب

امرأة من زجاج

الجزء _٢٦_

عدو الحب الكبرياء ،و قاتل الحب الكرامة ،و الأهمال يقضي على آخر ذرة حب عاقلة في الذاكرة ،فلهذا لو أحببنا بصدق وعمق سنجد أُنفسنا ننسى جميع خلافاتنا إلتي تخص الكبرياء و غرورنا المفتعل في الحب سننسى كُل ذلك في لحظة قلق واحدة على من نُحب
الحب اهتمام و احتواء و شعور مهما حاولنا السيطرة عليه سيبقى خارج السيطرة .

لقد تناسى بلال جميع قرارته المُتعلقة بنور ،و تناسى كبريائه المجروح ، و نسى كُل ماحدث ،نسى كُل شيءٍ عندما رأى نور تنظر إليه بأستغراب وحزن و غادرت مسرعة ولحقتها سارة بدون وداع .

لقد علم أن أول ما فكرت بهِ هو الخيانة ، فلم يعرف ماذا يفعل لكي يصلح الموقف أمامها ،بعد إن أستوعب كل شيء غادر مكانه مسرعًا يبحث عنها ،لكن تأخره لدقائق وسرعة نور في المشي جعلته يبحث في كل مكان خارج الجامعة .

عندما وجدها كان منهك من المشي السريع لكنه حاول أن لا يظهر ذلك وخاصة بعد أن رأها مُتعبة ، أخذ يتنفس ببطء و حاول السيطرة على خفقان قلبه و حاول أن يبتسم وهو مقبل عليهم

_هلو نور

وجوده كان مفاجئ لنور ،ردت بصوت شبه مسموع

_هلاو

بأرتباك واضح من بلال

_أني دورت عليج بس ردت أكولج إلي شفتيه يمكن فهمتي غلط
سارة أختي
و أني ماعندي شي وياها وبعدني اسلم عليها
فيعني اذا راح بالج بعيد ترى احنه مجرد زملاء
والوكفة و السلام عادي تصير بجامعة

كان يتحدث ببطء واضح و يحاول تجميع افكاره
لكنه عندما ينظر لعيّني نور كان ينسى كُل شيء ويبقى صامت لثوانٍ ثم يواصل الحديث ،ماكان من نور إلا إن ترفع حاجبيها و تهز رأسها دليل على  سماعها ما يقول ،وسارة تبتسم بصمت وتنظر إلي قدميها ،كانت في موقف لا تُحسد عليه .

_لا لا ماصار شي ،فهمتني سارة كلشي

_هااا زين لعد
بس شبيج تعبانة

_هاا لا لا
هيج

_لا والله شبيج

_ماكو بس اختنك من أمشي بسرعة نفسي يضيق

ردت سارة بسرعة
_طبعا الي يشوفج أنتِ و تمشين يكول شادة محرك نفاث مال طيارة
بلال شوية بعد لو ما الحك عليها جان لگيتها ع الحدود
تكول هذا الكارتون مال الطير السريع بيب بيب

أبتسم بلال وكتم ضحكته حتى لا يُشعر نور بأحراج بعد أن وجد وجهها الشاحب تحول للون الأحمر من الخجل .