الجزء _٢٩_
هنالك أسئلة عميقة يسألها الإنسان لنفسهِ في كل يومٍ ولم يجد أجابة لها ،السؤال المتسيد دائما ،
لماذا أنا؟
كم يحتاج من نضج و وعي لكي يعرف الجواب فقط ،لأن الله أرادَ ذلك .
كُلنا نعيش في مدارات رسمها الله لنا ،قد يكون مدار معقد و بعيد و كبير ومجهول ،لكنه خُلق لنا أو خُلق معنا ،حياتنا بكُل مافيها تخصنا نحن فقط ،يوم ما سنقف بوجه المرآيا و نستفرغ عباراتنا السلبية و نكتفي بالأبتسامة فقط ،و نشكر الله لأنه كان معنا دائما حتى في أحلك اللحظات و أصعبها ._____
كوبنهاكن شتاء ٢٠١٤
هاتف يرن ،الشاشة مضيئة بأسم خالد ،الرقم إلذي يوجد أسفل الأسم يحمل مفتاح كندا ،الهاتف يرن بدون توقف ،لكن بدون أجابة .
العنقاء في الحمام ،يتدفق الماء فوقها بسرعة وقوة وحرارة عالية ،لطالما كانت تقضي وقتا مطولا في الاستحمام ،لكنها كانت تفكر أيضا ،أغلب الافكار الناجحة في عملها جاءتها وهي تفكر تحت دش الحمام .
خرجت وهي تلف جسدها بمنشفة صغيرة بيضاء ،تاركة شعرها ورأسها يواجهان تيارات الهواء الباردة ،تمشي على اطراف أصابعها كي لا تتوسخ قدميها،تاركةً قطرات ماء عالقة على أرضية الغرفة الخشبية ،بدأت بوضع الكريمات المرطبة على وجهه و جسدها و بعد ذلك جففت شعرها بالهواء المتوسط الحرارة ،بحركة صغيرة سقطت المنشقة على أرض ،وراحت تتمشى عارية في الغرفة تبحث عن ملابس بيت مريحة ،أرتدت حمالة الصدر ثم فكرت بنزعها وهي تُحدث نفسها : منذُ متى يا مجنونة و أنتِ تُقيدين نفسك بهذهِ الحمالات الغبية .
أرتدت ملابسها المريحة بدون حمالات طبعا ،و لبست خفيها و هرولت إلى المطبخ و وضعت الركوة على نار ،وبينما تُعد القهوة تذكرت هاتفها الملقى منذُ ساعة أو ساعتين فوق كنبة غرفة الجلوس ،أول ما مررت أصبعها على شاشة ،ظهر أسم خالد وهو يتصل خمس مرات متتالية منذُ إكثر من نصف ساعة ،هرولت مرة أخر إلى المطبخ وهي تسمع صوت غليان القهوة ،لحقت البن قبل أن يندلق من الركوة و حضرت كوب القهوة المعتاد و دلقت القهوة فيه وهي تتلذ براحة القهوة و تمسك الهاتف في أحد كفيها وهي تضغط على زر الأتصال بخالد .
هاتف يرن
يرن
يرن_هاي وينج يمعودة
حبيبتي شكد دكيت عليج ،ظل بالي_حبيبي خلودي ماصاير شي
جنت اغسل بالحمام_يااااا شون ما اجتي ابالي
ادري بيج تاخذيلج نومه بالحمامتضحك العنقاء
_والله هو المي الحار يسوي واهس_عأساس بالصيف المي البارد يطلعج كبل
هم تنامين جوهتضحك العنقاء بصوت اعلى
_ما اجوز مني ومن حمامي
لحد هسه تحاسبني عليه
الله يرحم ذيج الأيام من جنت توكف اباب الحمام
وتهجمها عليه بس تريدني اطلع
أنت تقرأ
ترجية بيبي رحاب
Romanceرواية ما بين الماضي و الحاضر ، بين بغداد الماضي و بغداد اليوم ، ورحاب الذكريات و نور المستقبل ،شخصيات كثيرة و حوادث كلها تدور ما بين الحب و الفراق والموت .