سوء الفهم

1.4K 93 15
                                    

الجزء _25

بلال 💚

كان بلال الأبن الأكبر  لـ حُسين الموسوي ،والده من تجار بغداد المعروفين ،يسكن منطقة العطيفية ،ولد في ربيع سنة ١٩٨٥ ،كان ذراع والده الأيمن منذُ الصغر ، لقد تربى كرجل ،هكذا هم بعض الرجال يولدون رجال ، تربى على يد رجل و كانت التجارب والاختلاط الدائم في البشر المصدر الكبير لأدراكه المبكر كثير من الأمور ،كان يعشق المجالس و جلسات شيوخ العشائر, لو بحثتم في داخله ستجدون الدلة والقهوة والبرنو واليشماغ متربعة في قلبه ،انشغاله بالعمل مع والده لم تُنسيه عاداته وتقاليده العشائرية ،يحب المجالس الحسينية وفي قلبه توق لشعائر الحسينية ولعاشوراء ،كان يحب المراقد كما يحب أمه ،هكذا هو مزيج من الشباب و النضج و الشيوخ والدين و الحداثه والقدم ،تكوينه غريب ،فساعة تجده بقمة شبابه وعنفوانه وطربه و الضحك ،وساعة تجده معتكف بأحد المراقد يجلس بأقصى الزوايا يقرأ دعاء الزيارة ويقرأ القرآن ويصلي بشخوع وعلى مهل .

هكذا هو بلال ،أسماه والده بلال بعد أن كان منذُ الطفولة ينادى بأبى علي،لكن في فترة حمله كان يحلم والده كثيرا ببلال الحبشي وهو يأذن، تارة يراهُ يرفع الآذان في كربلاء ،وتارةً أخرى يراه في مرقد الأمام علي "ع"، ومرة في مكة و مرة في المدينة وهكذا إلى أن في أحد الأيام وقبل ولادة بلال  بأسبوع ،جاءهُ بلال في الحلم فبشره بولادة صبي وقال له أسميه بلال ،وهكذا تم الأمر ،أسماه بلال و كلما أستغرب الناس الأسم وهم كانوا متوقعين أن جاءه صبي يسميه ب علي كان  يقص عليهم سبب التسمية .

نشأ بلال على التجارة مثل أبيه وحبه للعمل ،تحمل مسؤولية العمل مبكرًا و كان والده يستشيره في كل صغيرة وكبيرة ،لم يكن يهتم بدراسة جيدة ولا يحب الدروس العلمية ،رغم هذا أصر والده عليه أن يكمل دراسته على الرغم من اخفاقاته ،إلا أنه أكمل الدراسة الإعدادية ودخل الجامعة المستنصرية ولانه كان يحب اللغة العربية سعى كثيرا ليكون قبوله في هذا القسم ،وطبعًا وضعه الأجتماعي ومعارف والده سهلت في هذا الأمر،فلهذا هو رغم عمله الكثير كان يسرق الوقت كي يذهب إلى الجامعة ،لم يكن يحب الاجواء الجامعية كثيرًا ،على رغم من معارفه الكثيرة هنالك ،فلقد كان يذهب في أيام الأمتحانات و بعض ايام الأسبوع  ويقرأ في البيت ما فاته من مواضيع ولحبه للغة كانت دافع له للمواصلة والنجاح .

مر بلال بعلاقات عديدة ككل الشباب ،لكنها كانت علاقات سطحية وليست عميقة ،لم تكن حب ،كانت مجرد نزوات عابرة ،وضعه الأجتماعي و حالته المادية وشكله الجميل كانت تسهل له كل شيءٍ في هذا الخصوص ،فكلما أعجب بفتاة وجدها تنجذب إليه بسرعة ،لم يواجه صعوبة يومًا ما مع آي فتاة ،و هذا السبب كان يجعله يمل بسرعة وينهي العلاقة ويبتعد ،فلم يجد من يلمس قلبه او يشعر بصعوبة الحصول عليه .

كان الأبن الأكبر ولديه أخ و أختين ،وكانت والدتهُ الحب الكبير في حياته ،على رغم من حبه لوالده والصداقة إلتي كانت بينهم إلا ان والدته كانت تتربع على عرش قلبه ،كلمتها مسموعة وما تأمر بهِ يحدث بدون أن نقاش ،

ترجية بيبي رحاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن