العنقاء

1.6K 121 11
                                    

#ترجية_بيبي_رحاب
الفصل الثاني
الجزء 17
" العَنقَاء "
________
كوبنهاكن_دنمارك
خريف 2013

السماء مُلبدة بالغيوم ،غيوم رمادية ثقيلة،تنتظر اللحظة إلتي تصرخ بها السماء بصوت الرعد ،كي تضع حملها الثقيل على شكل حبات مطر كبيرة ،تعانق الأرض،وكأن المطر هو رسالة سلام في أوقات كثيرة من السماء للأرض.
الهدوء مُخيم على أرجاء العاصمة ،بسبب المطر و يوم الأجازة ،مع صوت زخات المطر المُتلاحقة ، أستقيظت ،وقامت بنشاطها الصباحي المعتاد ،شور سريع ،ملابس دافئة ،مرطب بشرة صباحي ،هذا كل ما تحتاج إليه اليوم ،اتجهت للمطبخ لأعداد قهوتها السمراء الصباحية ،لم تُغير عادتها هذهِ أبدا ،تحبها مُرة و ذات رغوة كثيفة بطعم المكسرات ،في الوقت القليل إلذي يفصل قهوتها عن الغليان داخل الرَكوة ،اتجهت للدولاب وفتحته بسرعة واخرجت منه فنجان القهوة المعتاد ،عندما مسكته تذكرت آخر زيارة لها لأيطاليا ،روما بالتحديد وهي تقف بمنتصف العاصمة أمام محل صغير خاص بالأواني الخزفية ،لفت أنتباها هذا الفنجان المتفرد بلونه الأخضر الداكن نقش عليه اشكال هندسية مختلفة بألوان عديدة منها الأصفر والبرتقالي والأحمر ،كانت اشكال مُبعثرة بصورة ٍجميلة ،فتجد دائرة بلون الأصفر بداخها مثلث برتقالي داخله مربع ممتلئ بالأحمر ،هكذا لا على التعيين ،إلا أنها صممت على شراءه ،بعد الحب العميق إلذي حدث لها عندما وقع نظرها عليه،هي هكذا لديه فكرة الحب من أول نظرة مع كل الأشياء ليس فقط البشر حتى الجماد ،ومنذ شراءه أصبح فنجان القهوة إلذي لا يفارق كفيها.
صوت غليان القهوة المُنبعث من الركوة النحاسية جعلها تستيقظ من ذكرياتها ،ادارت القهوة ببطء وهي تتلذ بشكلها و رائحتها وعندما انتهت غادرت المطبخ الى غرفة الجلوس مع قهوتها
ولجت الغرفة وهي تقول
_صباح الخير ست الكل
_صباح النور حبيبتي
زاويتها المفضلة من غرفة الجلوس كان كرسيها الخشبي الهزاز ، بجوار النافذة إلتي تطل على باحة المنزل والحديقة ،
جلست على الكرسي و وضعت كوب القهوة بجوار النافذة و اخذت دثار من الصوف الناعم المرمي على أرضية الغرفة ،و وضعته على قدميها بلطف فالجو كان بارد والمنزل رغم التدفئة كانت فيه لمسات من البرودة .
كانت تنظر للنافذة التي تتسابق عليها حبات المطر ،وكأن هنالك تحدي بينهن ،أيهما تنزلق بسرعة وتصل الأرض اول ،أخذت رشفة من القهوة وهي مستمتعة بالمطر و القهوة إلا أن صوت التلفاز العالي كان مشوش لها هذه اللحظات الهادئة ،كانت الصوت المنبعث من التلفاز هو النشرة الأخبارية لأحدى القنوات العراقية ،تذيع أخبار الفوضى المستجدة في البلاد ، على الرغم من أغترابنا الطويل ،ما زالت أمي تشعر بالحنين للعراق وتتمنى العودة
_ماما صوت التلفزيون عالي ،وطي صوته شوية ،صدع رأسي من هالأخبار
_خليني دا اشوف شديصير اهناك ،كلبي نار عليهم
_هو هذا العراق شتعرفين عنه ،من حرب الحرب و من مشكلة لمشكلة ما يصفه
_ميخالف بنتي
هذا بلدنا ،هذا أصلنا
لو ناخذ جنسيات العالم كلها ،تبقى جنسيتنه الأولى من ذيج الكاع ،لا تنسيين اصلج .

ترجية بيبي رحاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن