بعديش

2.3K 148 91
                                    

الجزء _43_
نهاية الفصل الثالث ..

_حبيبه الله يساعدج .

ارتجف قلب رحاب مع قدميها و سقط غطاء القدر الذي كانت تقف لوضع لمساتها الأخيرة فيه أرضاً .

قبل أن تلتفت إلى مصدر الصوت ،قالت :

_يمه يالحبيب يا يمه

عندما رأته لم تكن قدماها  تقويان على الوقوف ،مالت باتجاه منضدة الطعام و بدأت الدموع تنزل بتتابع و هي تشير إليه بأحد كفيها بأن يأتي و كفها الآخر يستقر على صدرها .

_يمه يمه يمه مشتاقلج .

جلست أرضا و هي تاخذه بين ذراعيها كأنه طفل ،طفل يتشبث بكلتا يديه باحضانها و يغمر رأسه في صدرها .

و البكاء سيد الموقف .

_باوعلي يمه
   عيوني عطشانه لشوفتك ،
  باوعلي يمه
  الغربة ابد ما تلوكلك
  ابن كلبي و فرحتي .. وين اضمك ؟
  يمه  الحضن ما يكفي على طولك
  كون ارجع اكمطك و ما اهدك
  عُكدة بالكلب اشدك  ما افلك

يمه يمه حضني بارد بلياك
و كلبي ناره و لا تطفه

دللول يا ولد يا ابني دللول
عدوك عليل و ساكن الجول .

كانت رحاب تدلل ب كاظم على طريقتها البغدادية القديمة ،طريقة أمهاتنا القديمة ،الطريقة إلتي تجمع بين الشعور بأن أولادها أطفال و لن يكبروا ابدا و شعور انهم كبروا و لم يلتفتوا لها .

حب و عتب و اشتياق و غبطة و الم ،صوتها و بكاءها يجمع كل شيء .

_حبيبه حضنيني أكثر
  ضعت بلايه حضنج
  وينهن ضفايرج المحنايات
  حلي الشيله خل اشمهن
  شيلتج لا اذبيها بالكاع
  لا اذبيها بالكاع يمه
  بفلوس الدنيه كلها اشتريها منج.

تبكي رحاب و هي تخلع "الشيله البيضاء "و يرفعها كاظم من الأرض و يقبلها و يغطي رأسهُ بها و يعود إلى صدر رحاب يبكي كالطفل و هو يرتدي "شيلة "رحاب و يداعب و يشم ضفائرها الطويلة.

_ يا بني يا الولد يا ابني يايمه
   ترى ابني و اريد رباي منه
  دللول دللول دللول .

كان مشهد درامي ،تبكي نور وهي تقف بعيدا تنظر إليهما ،و بالقرب منهما يجلس مصطفى يبكي معهما ،حتى روح علي كانت تحتضن رحاب و كاظم و تبكي معهم .

يقبل يديها قدميها و هي ترفض و تاخذه مره اخرى الى حضنها و كأنها تخاف أن يعاود الهروب  الى الغربة .

_خل اشمك يمه و اترس ريتي بعطرك
  حرمتني منك ليش يمه
   من صوتك و ريحتك و طولك و عيونك
   حرمتني منهن ليش
   يمه جنت اتردهن بطولك و طول اخوتك 
   سكف جنتوا على رأسي
   اتباهى بيكم كدام الناس
   كنزي و قيمتي و عزي و دلالي انتو
   شون كلبك انطاك تعوفني
   حك رباي يتجازه بغربة و هجر !؟
   علاوي و أنت
   فرحتي و ضحكتي صاروا عليه
   واحد ربيته للمكابر
   و انت ربيتك للغربة و للماتعب برضاك.

ترجية بيبي رحاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن