ترجية بيبي رحاب

غروب الحكايات

الجزء _٢٨_

كُل تجربة في حياتنا تمر بمراحل كثيرة ،الشروق بدايتها ، والمغيب نهايتها ،وأصعب ما بينهما ،غروب الحكاية ،تلك الوحشة إلتي تعتصر القلب حين تجد نفسك معلق بين السماء و الأرض تبحث لك عن الآمان والأستقرار ولن تجده ،تكون معلق هكذا لا تلمس السماء ولا تكاد أن تلمس الأرض ،تبقى قيد مشاعر مُعلقه.

______

_آلو

لا يوجد رد فقط هدوء و صوت أنفاس

_أحمد وينك

أيضا هدوء وبدون رد

_أحمد جاوبني

_شتريدين ؟

_محتاجتك ،تعبانة ،أريدك تساعدني
أبوك و أبوية كسروا گلبي
ساعدني صير ويايه احجي وياهم حباب
قنعهم ،أني ماكدر أعيش بدون بلال .

أجاب أحمد بكل برود و كأنه يضع مكعبات الثلج في فمه

_ ماكدر اساعدج
  عمي وأبوية أدرى بمصلحتج

أنهارت نور وبدأت بالبكاء
_شبيك أنت ليش هيج تحجي ويايه
دا اكولك كسروا كلبي
أحمد كسروا كلبي
تفهم شنو معنى هالكلمة

صمت أحمد وهو يعتصره الألم ومسك صدره
من جهة اليسار وكأنه يحاول أن يلمس كسر قلبه أيضا ،لكنه بقي على نفس أسلوبه بالكلام رغم الألم إلذي يشعر به.

_ محد كسر گلبج
  تستاهلين كله من أيدج

_استاهل أنتَ تگولي استاهل
  ولد يحبني. شاريني وجاي متقدملي وترفضوه
  لأن بس مو من نفس الطائفة ،لو جبتلكم يهودي جان اسويتوا وشحجيتوا الله أكبر عليكم

لك ليش مو أنت صديقي و أخوية و ابوية و أمي وكلشي أكثر واحد يحس بيه

لك دا اموت ومحد حاس
ليش هيج مشمت بيه
شمسويتلك أني
ليش كلكم ضدي

أنهارت نور بنوبة بكاء قوية و أغلقت الهاتف

بقي أحمد لدقائق يحمل الهاتف و الدموع تتساقط من عينيه ،لا يعلم هل هو يبكي لبكاءها أم يبكي خيبة قلبه ،إم يبكيهما معًا .

____
كانت الآيام تمر ثقيلة على نور خاصة بعد أن شعرت بأن أحمد خذلها ولم يقف بجانبها ،ومن الجانب الآخر غياب بلال إلذي ترك لها وجع بالقلب كبير لا تعرف كيف تتعامل معه ،كانت تبكي في كل وقت ،تنام كثيرآ وهي تحتضن صورته ،تتحدث مع صورته تشتكيه لها ،كانت تتصل به مرارا و الهاتف مغلق ،رسائل الإيميل لا تفتح ،صديقه المقرب لا يُجيب على اتصالاتها ،عجزت وهي تحاول أن تعثر عليه ،عجزت وهي تحاول أن تبحث عن طريقة لكي تسمع صوته ،لم تفلح محاولات رحاب وذهب في التخفيف عنها ،اعتزلت الجميع ،كانت تبقى ايام كثيرة في غرفتها ،كانت ناقمة على الجميع ،لا تود الحديث مع احد ،تشعر بأنهم  أصبحوا اعداءها  بعد أن حرموها حبها الأول ،عشقها و لهفتها ،شعرت وكأنهم جردوها من كل شيء .