#ترجية_بيبي_رحاب
الجزء 7
(مو كل خريف نهاية )......
اذا كانت هنالك ضحكة صاخبة و مُجلجلة في بيت جدي أسماعيل ،هي ضحكة عمي علي ،إلذي يملك خفة دم و روح جميلة جدًا ،لا يكاد أحد أن يقف معه أو يجلس بجواره إلا وقد كان دخل قلبه ،هو المشاغب المرح في بيت جدي .
ولد في عام 1970 الأبن الثالث لجدتي رحاب ،هذهِ الجدة الرائعة إلتي يومًا ما كانت حديث النساء بسبب تأخر حملها ،رزقها الله بثلاث أولاد الواحد بعد الثاني على التوالي ،عام تلو عام ،فكان والدي كاظم الكبير و بعده بعام عمي مصطفى و بعده بعام عمي علي ،"ضحكة البيت"كما تسميه جدتي .
لم يكن متفوق دراسيًا كأبي وعمي ،فلقد كانت لهُ فلسفته الخاصة في الحياة،يحب ان يدرس ما يحب لانه يحبه لا لأنه شهادة عالية،يحب ان يستمتع بالحياة كثيرًا ،كان بمثابة أب روحي لي ،انا إلتي ولدت ولا أتذكر أمي و لم أتعايش مع أبي،كان في حياتي أب حقيقي هو جدي أسماعيل و أب روحي هو عمي علي ،فانا محظوظة بأمين رائعتين ،وأبويين رائعيين ،اما أبي إلذي أحمل أسمه في بطاقة الأحوال المدنية فعلاقتي معه باردة كقالب ثلج .
تخرج عمي من اعدادية الأعظمية للبنين، و دخل الجامعة المستنصرية كلية الآداب قسم اللغة الأنكليزية ،لم يكن معدله الدراسي عالي ،لكنه كان يعشق اللغة الأنكليزية ويجيدها فلهذا كانت درجته في اللغة درجة كاملة و هذا ما ساعده في دخول قسم اللغة الأنكليزية في نهاية عام 1988 ،
السنة السعيدة في حياة العراقيين ،بعد أعلان توقف أطلاق النار8/8/1988و إلى عام 2/8/1990 ،هذه الفترة إلتي تنفس الُصعداء فيها الشعب العراقي ،بعد حرب مُنهكة ،خسرنا فيها الكثير المال والشباب والحياة ،حرب أستنزفتنا ولم نربح فيها سوى الأرامل و الأيتام و البنى التحتية الضعيفة !!!!!
الطول إلذي ورثه عن جدي و العيون الواسعة الصافية بلون العسل إلتي ورثها عن جدتي ،و البياض الناصع و الشعر الفاحم والجسم الرياضي المتناسق والأجمل حسه الفكاهي ، جعله مميز ومحط انظار الجميع ومحاط بقائمة طويلة من المعجبات .
حدثني مرة :
جان تليفون البيت ما يسكت بلليل ،جانوا اهواية بنات يخابرني ،الصديقة ،المعجبة ،إلى داكة بالغلط ،الحبيبة ،بحيث تليفونه بلليل يبقى مشغول حد ما يطلع الفجر ، مرة من المرات جنت دا أسولف بتليفون ويه ابنية وانكطع الخط جانت الساعة بوقتها بالأربعة الفجر ، فبعد دقايق رجع دك شلته بسرعة عبالي الأبنية رجعت تحاجيني.
_بصوت عميق وهادئ وما يخله من الابتسامة
كلت اول ما شلت التليفون
شبسرعة أشتاقيتلي هسه رحتي ..
يا نوره بس كلت هاي الجملة وكفيلج الله ،وجان يجيني صوت عصبي و مال وحدة محتركة أعصابها وعالي :
_لا والله ما اشتاقيتلك ،بس شفته مشغول صارله 5 ساعات ،ويامن جنت تحجي
نار نار نوره جانت ،،تصدكين خفت من صوتها ههه
_أني جانت حجتي الدراسة دائما
كتلها جنت ادرس ادب أنكليزي المحاضرة ما حضرتها البارحة وديشرحلي صديقي
_صديقك مووووو
عمو اهنا أنلاصت ،اريد الزكها ما تتلزك
اريد احجي ماعرف شاحجي ،انصاديت وأنت النجر
و أني اضحك على كلامه
_كتلها اي صديقي
_وصديقك تكوله اشتاقيتيلي !!!!!
_زين أنتِ منو
صدك عمو ما جنت اعرفها
هي سمعتني كلت منو أنتِ ،كفيلج الله بركان انفجر بتليفون
و اني اضحك على كلامه وطريقته بالحجي
_جان تكولي
فوكاها ما تعرفني
هاي تاليتها
وطب
سدت التليفون بوجهي ،من الطبكه أذني صار بيها وشه وش وش
وذاك يوم وهذا يوم لا خابرت بعد ولا عرفت هي منو
ومن وراها كمت من أشيل التليفون ما احجي إلا أسمع منو
ضحكت بصوت عالي وهو يبتسم ويكولي
تضحكين ع عمج
عمو أنت تضحك
رحمة الله والديج وصرت اضحك بعد
جان يشاقه ويايه
جنت مثل ظله من بديت اكبر جان يسولفلي على كلشي
صح يراعي عمري ابعض السوالف بس أني جنت اسأله أهواية
جنه بصيف مرات نصعد بسطح انام جان جربايتي قريبة على جربايته
ما يبقى سالفة ما يحجيلياها
فدوة لسوالفه شكد مشتاقتله
_____
في السنة الأولى كان رئيس أتحاد الطلاب ،مهتم جدًا في أمور هذا الأتحاد، كان يُحيط بهِ عدد كبير من الزملاء والزميلات والأصدقاء والصديقات ،كان أجتماعي ومرح ولديه علاقات مميزة مع الجميع ،الجميع يحبه ويحترمه ، لا يكاد يقف في مكان واحد إلا وتجمع حوله عدد من الاصدقاء ،كُتلة من النشاط و الأيجابية ،مبتسم في جميع اوقات الساعة ، ولا يؤذي احد أبدًا ، فلقد كان حُبه للآخرين يُغطي على عيوبه القليلة ، حتى علاقاته الكثيرة لم يكن هو السبب في ذلك ،شخصيتة وجماله كان مصدر لأنجذاب الفتيات حوله .
ابداية السنة الثانية بالجامعة ،جان كل يوم متعود بنهاية الدوام ياخذ كتبه ومجموعته المقربين شباب وبنات ويكعدون بالحديقة الرئاسية الجبيرة .
عمر :ها علي أحنه نازلين كدامك للحديقة .
سحر: علي مو تتأخر مثل كل مرة ،حتى نكعد نتفق ع سفرة قبل ما نطلع .
يوسف :علي أنه بشاربك اليوم ،الغده عليك ،ميت جوع
ضحك علي والبقية على يوسف ،
_ولك مو تدلل أبو شوارب
ما اتاخر بس امر على استاذ كريم محتاج منه شغله
وصدك كلمن راح بطريقة
مر علي على مكتب استاذ كريم ما الكاه
سأل عليه كالوله بالمكتبة المركزية
وما كذب خبر علي نزل بوجهه للمكتبة شافه وحجي وياها و طلع
علي جان يحب يمشي بالممر الرئيسي حتى يبتعد عن التجمعات الي يشوفها بالسناتر
طلع من المكتبة و مشه ليكدام للممر ، على طول الطريق من قاعته لغرفة الاستاذ للمكتبة للممر ، كلساع واحد مسلم عليه لو شايف كروب يسلمون عليه يوكف دقايق يسلم ويروح
مجان يريد يتاخر على كروبه
شاف ظفر ولمياء وكف سلم عليهم و ترخص منهم
جان الجو حلو نهاية شهر العاشر ،صح خريف بس بي نسمات هوه باردة تمر بظهرية ،الأشجار لابسه ثوب أصفر و الاوراق عبالك مزوعة ويه الثيل ..من اباوع على حدايق الجامعة احسها لوحات فنية
جنت أمشي واسلم و اباوع ع الحديقة و صلت لنهاية الممر قريب قاعة المسرح شفت لافتة مال أعلانات ،فكاعد أقره وبداخلي اكو أكيد مهرجان شعري سياسي ،هومن وره الحروب حتى الشعر صار سياسي و ناس تهوس و تمجد بناس وناس تلعن بناس !!!
أثناء ما جنت أحجي ويه روحي وداير وجهي على لوحة الأعلان ،رجعت دا اباوع كدامي ما اشوف إلا أبنية
طلعت بوجهي فجأة
منين وشون ما أعرف
جايه بكل سرعتها
وما منتبه على احد
بيدها دفتر و دا تكلب بأوراقه بسرعة
جانت مخبوصة
وما لحكت ابتعد عن طريقها
بعد ما شفت حالتها
بلحظتها ضربتني بكل قوتها
الكتب الشايلتهن أجتي بأيدي اليسرة
و ختل توازني وكتبي وكتبها و كعن بالكاع
هي إلا شوية تصير بحظني
بس الله ستر وكدرت تلزم نفسها
وهمزين الطلاب مو أهواية جان صار احراج أكبر الها
بعد ما أستوعبت إلي صار
كمت اكول الله الله ما صار شي
وصار وجهي بوجههيتبع .......
#هبةالناي
أنت تقرأ
ترجية بيبي رحاب
Romanceرواية ما بين الماضي و الحاضر ، بين بغداد الماضي و بغداد اليوم ، ورحاب الذكريات و نور المستقبل ،شخصيات كثيرة و حوادث كلها تدور ما بين الحب و الفراق والموت .