الفصل 8 : اسف ... و لست المذنب .

603 78 52
                                        


شخص ما أم شخص ما أعرفه ، شخص ما أعرفه أم إبن ؟ مجرد إبن ... أم إبني ؟ إبني أم كل شيء بالنسبة لي ؟ هذا ما يدور في مخيلتي دوما لحظة رؤيتي لإيف ، هذا الطفل الصغير الذي لعب أدوارا كثيرة منذ لحظة تعرفي به و تسلق سلم قلبي حتى أعلى درجاته ثم إستقر في أعمق حجرة به ... لكن و مهما بذلت من جهد كنت أشعر أنه يستحق أكثر من ذلك بكثير !!

لذلك فإن عدم مقدرتي على وضع إيف في مكانه الصحيح في حياتي و تقديره بما هو جدير به يشعرني بنوع من تأنيب الضمير و الألم ، فما قدمه لي لا يقارن أمام ما أستطيع تقديمه ... في الماضي كان مجرد صوت رقيق ناعم يزعم نفسه بهذا الإسم ، ضننت دائما أنني منقذه من التشتت و الضياع ، عبثا فعلت !!

إيف هو منقذي و فرصتي الجديدة بل و نظرة واسعة عن هذا العالم ... منحني ذكريات عن حياة عائلية لم أكن لأحظى به يوما إلا من دونه ، منحني إطار صورة لعائلتي ، منحني رقما لمتصل إسمه إبني ، منحني لقبا و شرفا عظيما أن أكون كالأب ... أب له !! و طبع في ذاكرتي خيالا لشخص ثالث يشاركنا طاولة الطعام ... و مع هذا عجزت عن فهمه و حمايته ، فهل حقا استحق أن يكون إبني ؟

انا روي ... و أنا والد ايف بالتبني .

...

بداية الشهر الخامس من السنة ، مرت قرابة الشهر علی ارتياد ايف لثانويته الجديدة ، ضربت بقدمي على الأرضية و إستدرت بكرسي المتحرك إلى النافذة الكبيرة محدقا بالسماء راجيا أن الامور تسير علی ما يرام معه فهو شخص إجتماعي بطبعه و لكن خجله قد يمنعه من تكوين الصداقات ... إلهي أرجوك فليكن الحال أحسن مما كان عليه في المنزل قبل أيام .

منذ تعرفي على إيف كان دائما ما يعتذر متأسفا حتى لو لم يخطأ بشيء بل و يحمل نفسه عبء ذنب لم يكن كذلك أساسا ، لطالما أراد أن يكون وجوده بيننا بتلك السلاسة و عدم إقتراف أي سوء كان ... يراقب نفسه بحذر و يقلل من كلماته معنا ، يكره الخطأ !! و لكن تلك المرة كنا نحن من إقترفه ، كرهت الأمر بشدة و كيف أني جرحته ... و على الرغم من ذلك فهو سعى دائما للبساطة و التسامح ، أريد بشدة معرفة السبب الذي أدى إلى إنفصال والديه بل و إنفصالهما عنه ؟ لا أدري كيف آل الوضع أن يتخليا عن ملاك مثل إيف .

أنهيت عملي مبكرا اليوم - أو بالأحری اجلته الی يوم غد - و هممت كي اُقِّل ايف الی المنزل ، رغبة مشوقة مني إجتاحتني لذلك فهي أول مرة سأفعل ذلك ... إيف قد منحني هذه الفرصة الجميلة و التي ربما لن أحظى بها يوما لولاه ، لست نادما على مسار حياتي أو إختياراتي لكنني ممتن أن عوضتني بوجود إيف حولنا ، إضافة إلى أن عزيزتي ريموندا قد إشتاقت لرؤيته كثيرا و ربما أنجح بإقناعه بالمبيت لدينا هذه الليلة ... فهو لم يفعل منذ ذلك الشجار في البيت .

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن