ثلاث سنوات ، ستة و ثلاثون شهرا ... مئة و اربع و اربعون اسبوعا ، الف ! و خمس و تسعون يوما او اكثر ... كل هذه المدة الطويلة إستغلتها الحياة لخداعي و إغراقي في ضروف جديدة تبدو مختلفة تماما ، إنما هو التاريخ يعاقبني و يكرر نفسه ! فقط في مكان آخر و زمن كذلك فشخص لا يشبه الذي اعرفه .
انا اسمي هو كارلا و انا والدة إيف .
...
جعلت امشي ذهابا و ايابا بين جدران المطبخ لعلي اهدأ او اتمالك غضبي بسبب ما حدث قبل قليل ، احاول قدر الإمكان التغلب على ملامح وجهي المجهمة خوفا من تأثر الصغيرة الحابية امامي فتبدأ مجددا بالبكاء ، ليست لدي تلك الخبرة العالية في الإعتناء بالأطفال لكن ... عندما كان إيف رضيعا فقد كان هادئا جدا و قليل البكاء على عكسها ، اتساءل هل كان هذا نوع ما من الكبت الذي ظهر في طفولته ؟!
اما الان فتكاد الشمس تغرب و تودعنا في حين ابن زوجي زارا لم يعد بعد من المدرسة الثانوية و كان لا يرد على إتصالاتي ، والده مسافر في الوقت الحاضر و وجوده كعدمه بالنسبة لزارا فهو يبالغ في تقدير الطفلين و التجاوز عن اخطائهما ضنا منه انه يوفر الجو المناسب للتعويض عن فقدان الام ، و هذا ما جعل من جل المسؤولية تقع على عاتقي دون ان ادرك و اتحمل عقاب شاب في عمر إبني إيف ، و على الرغم من كل المشاكل التي تسبب فيها في الماضي لم يكن إيف يوما ليقع بمشكلة مع زملائه او اساتذته بالصف ... كأنه الهدوء قبل العاصفة و بعدها ، و لم تكن العاصفة سوى مرحلة من الطفولة الخاطئة .
قفزت من المطبخ حين سمعت صوت المفاتيح و هي تتراقص امام باب المنزل الرئيسي ثم صوت خطوات راكضة تخترق السمع و فجأة رأيته و هو ينطلق بسرعة البرق بإتجاه غرفته في الطابق العلوي .
- زارا توقف !
" ماذا تريدين الان ؟ "
كلماته هذه التي كانت اسوء ما كلمة ترن في اذني جعلتني اصرخ فيه بقوة : تحدث بأدب يا ولد !
" لستِ امي و لن تجبريني علی شيء"
- حقا !
نبرة من التحدي نطقت بها بعد ان ضن اني لن استطيع فرض رأيي عليه ، فعقدت ذراعي و اكملت : غير ملابسك المدرسية لأننا سنخرج الان .
" الی اين ؟ "
- سنذهب للإعتذار لمن دفعته اليوم علی الدرج ايها الاهوج ، ايا كان .
كنت واثقة تماما انه اطلق شتيمة بين شفتيه و لولا روزي الصغيرة تحت قدماي لصرخت فيه اكثر ، فحملتها بين ذراعي و قلت بصوت منخفض : اذا كنت تتساؤل كيف لي أن اعلم بالأمر فإدارة الثانوية اتصلت بي ، قبَّل عينيك انهم لم يقوموا بطردك نهائيا فقد اعتبروا ان الامر حادث لا غير .
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Короткий рассказحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
