دائما ما اتسائل عن حقيقة شعور ما بداخلي ... شعور لم افهمه يوما يجتاحني عند رؤيتي لريموند ولإبتسامتها الرقيقة و هي الى جانب ايف بتلك المسافة القليلة التي تفصلهما ، هل هي تكذب ؟! تخدع نفسها بإبن ليس من دمها أم تخدعني انا الذي كنت قد اجبرتها على تقليص تلك المسافة بينهما رغما عنها ... و ابداء السعادة قسرا ؟!
اريد اجابة ... ما حقيقة تلك الابتسامة ؟!
انا اسمي روي وانا والد ايف .
...
صحيح ان ذكرى ميلاد ايف لا تزال بعيدة الميعاد نوعا ما ولكن يبدو ان ريموندا قررت تعجيل هديته لهذه السنة ... و ها نحن كلينا في السيارة اقودها نحو الثانوية بعد ما حصل ما حصل ، انكسرت عكازة ايف في استراحة الغذاء و تعطل بهذا بقية جدول دراسته لهذا اليوم ... من المؤسف حقا ان يفقد شخص حيوي مثل ايف مسار حياته بذلك الشكل ، ارجح انه سيكون اكثر مرحا و نشاطا .
كانت ريموندا قد خبأت الهدية في مكان مخفي و ها قد وصلنا بعد دقائق استطيع رؤيته على بعد امتار و هو يستند الى كتف صديقه قرب مدخل الثانوية و شابة اخرى تحمل العكاز او نصفيه بالاحرى ... لقد انكسر حقا ! بعدها اخذ الشابان يتقدمان ببطء شديد و لم انتبه لما بعد توقفي حتى وجدت ان ريموندا فتحت باب السيارة منقادة اليه بلهفة و اخذ ايف يتقدم خطوات متعرجة نحوها من دون سنده القديم و كأنه طفل يتعلم المشي... و لأول مرة رأيت خطوات ايف الاولى نحو ريموندا التي انتهت بالسقوط الى ذراعيها و حضنها المفتوح .
و تلك الابتسامة الغامرة المرتسمة بشفاه ريموندا ! لقد كانت فخورة للغاية رغما انها خطوات قليلة ... الا انها نجحت بتقليص مسافة ما ، صغيرة ام طويلة فهي قد اختفت للأبد .
ركبنا السيارة و ودع ايف زميليه من النافذة اما ريموندا فكانت متحمسة لتقديم هديتها و حينما استلقى في المقاعد الخلفية و إذ به فجأة يشعر بشيء عند قدميه .
" ما هذا ؟ " تساءل الاخير.
" هدية صغيرة " ردت زوجتي .
انتفض ايف بقوة من المقاعد و يديه ترتكز على المقدمة في حين ساقيه المقوستين للخلف وهو ينظر بلهفة ! تغيرت ملامح من النعاس والهدوء الى السعادة الطفولية ، انه يظهر نفس الابتسامة التي ترسمها عزيزتي حين أفاجئها بشيء ما ... تناول الهدية و اخذ يفتح اشرطتها البيضاء بهدوء كي لا تتمزق و لو كنت مكانه لأرديتها فتاتا ، فتح الشريط ونظر اليها جيدا قبل ان يستل هاتفه ويلتقط لها صورة ... يا ألهي بما يفكر ؟! احيانا لا افهم تصرفاته حقا عكس ريموندا التي تستمتع بكل لحظه منها .
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
סיפור קצרحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
