الفصل 14 : فقط ابتعد .

491 67 10
                                        


بين احضان العائلة و وسط دفء اهتمامها الحاني ، متجاوزا احزان الماضي و مجابها لعثرات الحاضر ... مناضلا للخروج من هوج عواصف الحياة و تقلباتها ، مكافحا من اجل السير عكس التيار السلبي بكل ما اوتيت من عزم و عزيمة ، اتساءل ! هل تحق لي السعادة بعد ما خلفته من نقيضها ؟ هل يسمح لي ان ابتسم في حين كنت قد افسدت وجوها من كثر العبوس و البكاء ؟ انا اتساءل احيانا ماذا لو اخطأت في اظهار نفسي من جديد و فرض حقيقتي ؟ ربما كان علي فقط التواري عن الانظار و العيش وحيدا ... ربما كان من الافضل ان اختفي و ينسى الجميع امري .

انا ايف و انا الشخص الخطأ.

...

رحلت مع ايمي الی منزلي بعد ان ودعت سيدتي محاولا قدر الإمكان تصحيح هذا الموقف الذي حصل بسرعة خاطفة خشية ان تعتقد خالتي السوء ، لم يعترض سيدي على الرحيل و هذا ما ساعدني لحسن الحظ على ترقيع الأمر ... في الحقيقة انا احاول بقدر الإمكان التوفيق بين مشاعر الجميع و لكنه شيء مرهق كثيرا و شبه مستحيل ، دائما عليه أن يفوتني شيء ما .

أما السبب في كل ما حصل فهي إيمي التي بدت قلقة جدا بسبب الحادث الذي تعرضت إليه صباح هذا اليوم ... جعلنا نسير خطوات صغيرة في صمت متبادل و الظلام مخيم على الدنيا .

- ايمي ؟! هل كنت تقصدين حقا ما قلته قبل قليل ؟

كنت قد دخلت صلب الموضوع مباشرة بجملتي تلك في محاولة مني لكسر حاجز الصمت ، ترى هل يتضايق الاخرون ايضا إذا بقيت صامتا او منشغلا عنهم ؟

" ماذا تعني ؟ "

- حين عدتِ لتوديعي علی حد قولك لخالتي اخبرتني انه يجب ان نذهب للمنزل للابتعاد عن انظار من سيعتذر لي عن الحادث ، هل قصدتِ ذلك حقا ؟

و قبل الرد علي حدقت في بطرف عينها لتقول : اجل .. انت لا تريد حقا مقابلتها حين تأتي للاعتذار نيابة عن الفتی الذي دفعك من الدرج .

كم كانت ايمي ساذجة لقول ذلك فهو كان حادثا لا غير ... على الارجح إن علمت من اكون فلن تعتذر ابدا ، بل إنها تتهرب مني في الطرقات و تغير السبيل إذا كانت خطواتنا ستتقاطع فيه ، هل ستحزن من أجلي يا ترى ؟! بل ... ألا يكفيني ما سببته لها من حزن ؟! كان علي فقط الإبتعاد عن زارا و التوقف عن ربط اقدارنا ، علي الإبتعاد كي لا يحزن احد بعد الان !!

و في محاولة مني لفهم ما يدور في خاطر تلك الفتاة التي أمامي سألت بعفوية : من ؟ أتقصدين والدته ؟

"  انها ليست والدته .. بل زوجة
ابيه !! " ردت ايمي بسخط اكاد اقسم اني لم يسبق لي رؤيتها بهذا الغضب و التوتر الواضح على معالم وجهها ... ضننت انه يفترض بي ان اكون كذلك لا هي ، هناك شيء تخفيه عني لم اكتشفه بعد ، تغاضيت عن الأمر و افلت من اعماقي تنهيدة طويلة لشعوري بألم ضرب كصاعقة في ساقي ثم اردفت : انا اعرف ، اعرف ذلك اكثر من اي شخص آخر ... ربما هو ليس بأمر جيد ، لكنه ليس بذلك السوء كذلك ، ماذا سيكون عليه الامر يا ترى لو واجهتها حقا ؟ ربما القدر من دبر لنا هذا الموعد لنلتقي اخيرا ... إنها قرابة ثلاث سنوات أ تصدقين ؟!

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن