منذ الصغر ، و بالطريقة التي كبرت بها وتعلمتها ممن ينبغي ان يكون راجحا كفاية لرسم مسارات حياتي ... كنت وجدت نفسي في عالم محدود و موجه بدقة حيث الهدف ، كان كل شيء بالنسبة لي يعتمد على الاعتماد على نفسي و مواجهة الامر مهما كان ... و بنفس الطريقة واجهت احد اهم الاشخاص بالنسبة لي و واجهت الموقف الذي وقعت فيه ، و كما لم اتوقع يوما كنت قد فشلت ... لا ! بل و فشلت فشلا ذريعا و انتهت خياراتي اذ كنت احمل واحدا فقط في يدي و كان الوحيد المتوفر ... و لأول مرة كنت قد اكتشفت انه لم يكن خيارا يوما انما كل شيء بالنسبة لي ، طريق مسدود و ارتباك ، ماذا افعل الان؟ الهروب مثلا ؟ هل كان يوما خيارا لم اتخذه ؟ هل هو امر صائب على كل حال ... فلم افكر أكثر لتبنيه حتى فشلت مرة اخرى .
كل شيء ينهار من حولي دون جدوى من ترميمه ، هل اواصل الهروب للنجاة بحياتي ام اعود لإصلاح الامر عبثا؟
ماذا افعل ؟!
انا اسمي كارلا و انا والدة ايف .
...
عدت للمنزل رفقة زارا و الصداع في رأسي كالبرق يضرب جانبا مني حتى مُنتصف وجهي و عيني اليسرى ، امسكت بذلك الجانب براحة يدي التي خضبت بالدموع و هي تنساب كسيل لا ينضب فوق وجنتي ، الى اي حد افسدت الامر حتى ما عدت اقوى على النظر الى وجه ابني الوحيد ؟ كيف آل الوضع لحد الهروب عن عائلتي ؟
كان قلبي يخفق بشدة و الالم يزداد شيئا فشيئا لحد الاختناق ... لماذا اشعر بهذا الحزن بينما ايف وجد اخيراً سعادته ؟ ما الذي يجعل الامر مختلفا عن الماضي؟ ذلك الماضي الذي و بشكل غير مباشر كنت قد علمت فيه ان ايف اصبح ينتمي الى عائلة حسنة و بيت و امان ، لماذا اعتقدت حينها انها بداية جيدة لإيف في حين تأكدت اليوم اني قد فقدت صغيري الى الابد ؟
اشعر بالوحدة .
دلفت المنزل و لم افكر حتی بالعودة لأخذ روزي الصغيرة من عند جارتنا بل تركت امرها لزارا و اندفعت الى غرفتي مباشرة ... سأجن ! هذا ان لم ادرك بعد ان الامر حصل و انتهى .
لماذا يحدث كل هذا لي لماذا ؟
في الواقع ، كنت غاضبة جدا من نفسي و حزينة في نفس الوقت ، ما عدت اعرف كيف اشرح الامر الذي بداخلي بل شتان بين ما اشعر به و بين ما اصرخ به للغير هذا ان وجدت هنالك احد بجانبي يهتم قليلاً بأمري او يفهم اسبابي ... لا احد ابكي في حضنه فيربت علي ، طوال سنوات مسحت دموعي بنفسي و كتمت احزاني في قلبي ، لكن اليوم ! اليوم فقط فاض كأس صدري لتلك القطرة الزرقاء و بجنون ضربت كل ما امامي في الغرفة اسقطه و اكسره ، ارديت كل ألمي و بؤسي فيه ...
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Short Storyحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
