الفصل 28 : بين هنا و هناك ، لا شيء و انا

414 44 11
                                        

الكفاح والموت، الاحتواء والكره ... الاستمرار والفشل، كل شيء في هذا العالم منشطر بذاته الى طرفين متضادين لا رابط بينهما ولا متسع للوقوف حتى، احيا في عالم حيث خط التناظر رفيع أكثر من الشعرة فلا خيار حينها الا التخلي عن فكرة الانتماء الى حيث لا يمكن التواجد في أحدهما او كليهما معا، وتبقى الفكرة حلما في قلبي من ابسط حقوقي على الاقل.

انا اسمي ايف وانا الشخص الخطأ.

...

تأخر موعد النوم للغاية لحين عودتنا الى المنزل لكن هذه المرة لوحدنا دون الطفلة الصغيرة هذا بعدما قرر طبيبها متابعة حالتها الصحية في العيادة خوفا من تفاقم الحالة وبالطبع بوصول والدة الطفلة، أنبني ابي روي لأني اعتذرت لها بعد ذلك وقال انه من السخافة اني صفعتها بدل لكمها ... يا له من أب ؟ على كل حال هو ليل متعب لدرجة اشعر أني سأنام دون ادوية او حتى دون عناء تغيير الملابس ومع هذا لم أستطع اغماض جفني حتى اعتذر اليهما عما اقحمتهما فيه واغرقت اقدامهم في ضحالته، وبتردد بالغ وخجل انحنيت أخفى وجهي المفحم وتعابيري اريح ضميري بطلب العفو.

- اسف لأنانيتي ! لم يكن علي تقديم مشاعري الشخصية في الموضوع ولا ان اغرقكما في الامر ايضا.

" ما الذي تقوله الان؟ ! كان علينا توقع بعض التغييرات في حياتنا على كل حال... " قال ابي وهو يمسح على أسفل عنقه بعد ان توقف عن صعود الدرج للخلود للنوم وكان يبدو انه قد تعامل مع الموقف بانسيابية كأنه لم يكن.

- و لكن ...

" ايف ! والدك على حق، الامر كان حتميا بطبيعته ويوما ما ستكبر هذه العائلة الصغيرة وسنتعرف على اشخاص أكثر " قالت ريموندا بلطف ورضى وهي تناولني كأسا من الماء.

- لكني لا أريد.

" ماذا؟! لا بد أنك تشعر بالجفاف بعد كل ذلك الركض "

- لا ! لم اقصد الكأس.

ذبت من الاحراج واخذت الكأس من يدها ثم تراجعت الى غرفتي لكنها سرعان ما امسكت بيدي وهمست بصوت خفيف: أخبرني، لماذا لا تريد ان تتقرب من والديك مجددا؟!

اقتربت مني ريموندا تستفسر الامر كموضوع شخصي او سر بعدما ابتعد ابي بخطواته، صمِت بضع ثوان وبعد ان حشدت كلماتي في ذلك الظلام النسبي قلت وقلبي كله اضطراب لصعوبة الموقف: انا اسف حقا، لكن إذا ما قرر اخبار الطفلة عن قرابتنا مستقبلا فهو امر يخصه ... اما انا فلا ارغب في التقرب من أحد سواكما، كل ما اردته هو سقف وعائلة سعيدة.

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن