الفصل 13 : مؤلم .

489 62 18
                                        


الامان ، الحب ، الإنتماء ، العائلة ... استطيع حصر مشاعر لا متناهية و الی الابد في كلمتين صغيريتن : ريموندا و ايف ، مع بعض المتاعب ايضا !! تلك المتاعب التي تلاحقنا كضلالنا فتعكر من صفونا و تملأ فراغاتنا الصغيرة بفراغ اكبر لتنسينا مقدار صمتنا الذي نغوص فيه دون إدراك ، كيف لي ان اصدق ان إيف الذي اعرفه بمكالماته الطويلة و ضحكاته و مزاحه ، يخجل الان من تحية الصباح ؟! هل كمته هذا هو حماية لنفسه ام دليل على فشلنا كوالدين صالحين ؟!

أنا إسمي روي ، والد ايف بالتبني .

...

نصف ساعة حتى الان قد مرت منذ مغادرة ايف منزلنا رفقة الانسة إيمي ، و لا تزال زوجتي تحبس نفسها في الحمام العلوي موصدة الباب بإحكام ، لا تسمح لي بالدخول او حتى تقديم بعض المساعدة لتفهم الموقف ! في الواقع لا استطيع حالا تمييز مشاعرها إن كانت حزينة من أجل إيف او غاضبة علی ايمي التي سرقته منها كما تدعي ، وقفت خلف الباب اطرقه و اهمس لها : ريموندا ... عزيزتي هلا خرجت الان ؟ لن يفيد عنادك في الامر شيءا !

فيرد صوتها بعد شهقة : لا !!

- الی متی ؟

" لحين عوده ايف ! "

ضغطت على طواحني و نطقت بحدة حتى لو كان في الامر إيذاء لمشاعرها فينبغي لها التريث في التفكير : ايف لن يعود اليوم ، إفتحي الباب حالا .

" لا "

و بهذا تنهدت طويلا و ارخيت ملامح وجهي إذ لم يجد الامر نفعا ... لعل ريموندا قد تغيرت كثيرا فإيف الذي إختلفنا بسببه ها هو الان صار مطلبها الوحيد ، لطالما اردت ان تفتح قلبها لإيف و تتقبله كفرد من عائلتنا بدل الصمت المتنامي بينهما و غرابة اللقاء في كل مرة يجتمعان فيها ، و لكن كل شيء حصل بسرعة دون ان ادرك ، مبادرتها بالتقبل ربما كانت تنتظر منها نتيجة افضل فهي تبدو كما لو انها تبكي من ضياع جهودها سدى نادمة على ترك مشاعرها تتنامى لتقابل بالرفض ... اعرف ان إيف لا يقصد من ذلك شيءا !!

" سيدي لقد عاد السيد الصغير ! "

التفت خلفي لصوت الخادمة المفاجئ فتخرج زوجتي من الحمام بسرعة و ما إن مرت بجانبي حتى امسكت بذراعها لترتد عن الحركة و ترطم في ، رفعت نظرها الي و اخذت تمسح على جبهتها الحمراء في صمت ثم رفعت انا يداي إلى كتفها و تشبثت بها بقوة احاول إقناعها كطفلة صغيرة : تريثي حالا ! إيف يحتاج إلى هدوئك .

فأومأت لي ان فهمت بينما تمسح دموعها و ما إن تركتها حتى عادت لتركض علی السلالم فتجاوزت الدرج الاخير و هي تفتح ذراعيها تنطق بإسمه ! إيف
الذي بدى متعبا جدا و مشوش الذهن استطاع ان يقف ثابتا رغم حضن ريموندا الذي زلزلت به اطرافه الهزيلة .

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن