لطالما صدمت بعالمنا هذا و كيف انه متناقض بشكل مستفز و غير مراع البتة ، فعلى الرغم البياض الناصع و الامل الزاهر نجد بالمقابل حلكة الظلام الدامس ... و لكل لسان من اللهب الحارق تسقط من السماء لؤلؤة من البرد القارص ، و بصرخة كل مولود جديد تنقش اسماء الموتى على قبورهم ! عالمنا هذا لا يسمح بتكوين فكرة نمطية عنه ... بشكل ما فهو صفة لقلب موازين النفس و ضبابة لكل امر قد لا نفهم مغزاه من النظرة الاولى ! لربما هذا التناقض قد استفحل فينا بمجرد ان نلتقي بمن يختلفون عنا كذلك ... لدينا خيارات في تركهم و الرحيل عنهم ! لكن ماذا لو نتاقضنا مع انفسنا ؟
ماذا سنفعل حيال ذلك ؟!
انا هو اسمي ايمي و انا صديقة ايف !
...
بعد ذلك اللقاء غير المتوقع مع الاخت الصغرى عدت الی المنزل بضربات قلب مضطربة و ارتفاع في حدي للتحمل الى اقصاه لحين البكاء ، حقيقة ! لا ادري كيف اصف شعوري بشكل مباشر او في اطار واحد على الاقل ... بادئ الامر اجتاحتني رغبة غامرة في ضم لورا الي و كسر اضلعها بين ذراعي الاثنتين من فرط الاشتياق و الحنين ! و في نفس الوقت رن جرس التناقض في قلبي معلنا موجة الغضب التي صببتها في وجهها عكس ما ارتده سابقا ! آمنت برغبتي القوية في ان تكون بجانبي و تستعيد دفئ العائلة الضائعة و لكنني ابعدتها عني بدل ذلك .
التناقض !
قد مرت سنتان كاملتان منذ افتراقنا و بضعة اشهر منذ لقائي بها مجددا ... انه يتكرر ! ذلك التناقض و الصراع الداخلي بين الرغبة و المفروض ، و في ظل هذا الصراع ما عدت اعرف ماذا علي ان افعل و كأنني فقدت القدرة على نصب اهدافي او حجاب يمنع عني رؤية الطريق الصحيح ، جزء مني يخبرني ان الماضي كان افضل لها فلو دافعت عني لطردت هي الاخری ! اعرف ان الخوف كان اغلالا لصوتها فقبل كل شيء هي لا تزال طفلة ، بينما جزء ثان يهمس لي بصوت خفيف انها تخلت عني و خانتني ، فيصرخ الجزء الآخر عكس ذلك .
الافكار المتناقضة تشدني من يدي الاثنتين تسعى لتمزيقي!
مثل كل يوم جعلت املأ وقتي بتنظيف البيت و اصم آذاني عن صوتي الداخلي بالموسيقى ... حتی المساء ! اتصلت بايفا فاخبرني انه في الشركة مع والده بالتبني لأمور تخص العمل و بعدها سيبيت عندهم الليلة ايضا ! انه يفعل كثيرا هذه الايام ... و بدوري حزمت بعضا من ملابسه و كتبه كالعادة ثم سقت قدماي لإيصال الاغراض صوب منزل موراكامي العائلي ، و في طريق عودتي رفقة النسمات العليلة لمحت شيءا ما معلقا علی واجهة متجر هدايا كان قد اثار اعجابي و هو دب كبير محشو ! بالمناسبة قد اقتربت ذكری ولادة ايف الثامنة عشر ... تری هل سيحبه !؟ لم لا يا ترى ؟
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Short Storyحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
