المظهر، الروح، القول، التفكير، القلب، الفعل، الضمير ... جميعها أكثر من مجرد كلمة عندما تقف متفردة بحد ذاتها كمرجع للبشر في الاختيار، اختيار من ؟! اختيار شريك الحياة واختيار صديق ضيق واختيار الكيان الذي ستقع في شباك القدر معه ... لطالما كان قدرا على كل حال وما الحياة الا السبب، ولأنها مراجع كثيرة فمن الصعب ان نعرف بأي منها علينا الاختيار او الحكم على الغير بالأحرى والا فجميعها سيقودنا للوحدة ونحن ننتظر الكمال، وكان ايف أكبر تحد في حياتي لبناء فكرة عليه كونه شخص فريد من نوعه ولذلك فأنا واقعة في حيرة من امري... أي شخص هو؟
انا اسمي هو ريموندا وانا والدة ايف بالتبني.
...
مرت ايام واسابيع قليلة لكنها كانت طويلة بالنسبة لي بسبب حزم ايف لحقائبه عن منزلنا محتجا برغبته في الحصول على بعض الوقت الانفرادي مع نفسه، لن الومه فحادثة منزل موراكامي زعزعت من كيانه وزرعت فيه بذرة التردد التي اخذت تنشر جذورها المرة في تفكيره ... ومع هذا فأنا لم اتوقف عن زيارته بين الفينة والاخرى وفتح الستائر على غرفته المظلمة، نوعا ما بدأت علاقاته الاجتماعية بالتحسن بفضل لورا وزارا اللذان اتفقت معهما بإجباره بالخروج من المنزل بغرض زيارة المكتبة للمذاكرة او التسوق، كما لا أنكر أنى اشعر بالذنب لضغطي عليه فالحركة الجسدية المكثفة تسبب له ألما لا يقدر على محاربته إلا بالنوم الطويل، وبقدر ألمه فإني اتألم لأني غير قادرة على ابعاده عنه.
اما اليوم فهو الاخير قبل عودة الطلاب والطالبات لمقاعدهم الدراسية، خرجت المساء لاقتناء هدية من اجل ايف اذ اقتربت ذكر ولادته وصار موعدها قريبا للغاية، رغم أني اخترتها بعناية وحب إلا أني كنت مترددة خشية رؤية ايف يتمسك بخاصته واستثناء خاصتي، نوعا ما اعلم انه لن يفعل لكني لا علم لي عن شعوره الداخلي ... من النادر ان تظهر تعابيره الحقيقية على وجهه وكأنه يتحرك حسب مشاعر غيره ومع هذا تابعت خطتي وطلبت تغليفها في حلة طيبة ثم انقدت بها الى منزلنا بشوق احاول الوصول قبل ايف حسب وعده بالمبيت لدينا خاصة وان الدراسة على الأبواب وسيصبح مشغولا عنا بالدراسة والامتحانات، يحاول ايف ان يتفوق بمعدلات مشجعة تجعله يتمسك بقراره و يؤمن بصحة افعاله ، وانا أيضا أؤمن ان بإمكانه فعلها فنظرا لأقواله فالجو الذي كان يحيطه منعه من تقديم أفضل جهد له ... لا اصدق ان ايف استطاع النجاة بالعيش كل تلك المدة خارج دائرة راحته!
وهكذا انتظرت بحرارة اخنق الوقت الطويل واترجاه ان يجري بينما اتأمل إطار صورتنا، هذه الصورة التي التقطناها قبل سنة واحدة هي ذكرانا الواحدة والوحيدة عن عائلتنا، فجأة! سمعت دقات الباب تعلن قدوم أحدهم فهرعت لاستقبال الطارق بسرعة حتى ان مدبرة البيت فزعت من حركتي ، لا ألوم أحدا ولا اسمح لأحد بلومي فمن غيره يكون إلا ايف صغيري لكنه بطريقة ما قد كان زوجي روي الذي يحمل بين يديه طفلة في بضع أشهرها الأولى.
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
القصة القصيرةحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
