في عالم مختلف عن عالمنا هذا ، تبدأ اللعبة دائما بمجموعة من الشخصيات القوية المتحدة ، لكن مع تقدم المراحل الصعبة و إزدياد المخاطر و العقبات سينتهي رصيد الحياة لدى البعض و سيختفون الواحد تلو الاخر ، لتكمل اللعبة وحدك تماما .
اسمي هو ايف و انا الشخص الخطأ .
...
قد مر كل شيء بلمح البصر حتى يوم عودتي الى الثانوية ، يومها كنت قد طلبت العفو من الإدارة عن قرار المجلس التأديبي بحق زارا شاهدا انه كان حادثا لا غير و ان الطلاب إستغلوا الموقف لتلفيق تهمة التنمر الواضحة عليه ... أجل ! و أخيرا إعترفت امام خالتي ريموندا و سيدي بما أمر به في الثانوية ، امام المدرسين و امام امي التي كانت الولي المسؤول عن زارا وقتها في قاعة تجمعنا و تستر على كلماتنا ، حاولت استراق النظرات الى الجميع فلم تكن ملامح سيدي متفاجئة جدا فربما كان قد علم بالأمر قبل وصوله الى المجلس ، و لا خالتي كذلك إنما الحزن و السكون على محياها ... ربما الخيبة ! ربما شعورها بإنهيار جسر الثقة بيننا و تبدد ذلك الرابط في المصراحة بأحوالنا ... قد كنت آسفا جدا و خجلا من تصرفي تجاههما و لكني اضطررت الى اخفاء الامر فقط من أجل حماية علاقتنا كأسرة !
" منذ متى ؟ "
تفاجات بصوت امي الجالسة امامي و هي تقطع بيدها منديلا ورقيا قد ذبل من تعرق يديها المرتعشتين ، إنها اول مرة اكون بقربها الى هذا الحد ... عطرها الحلو لم تستبدله ابدا ، رذاذه يملأ كل رئتاي شوقا لإستنشاقه من ملابسها الدافئة ، لكن ماذا علي ان اقول ؟ هل اكذب ؟ لا اريد حقا فعل ذلك .
" هيا إيف ، يمكنك الإجابة "
تكلمت خالتي بإبتسامة خفيفة من خلفي تمنحني بعض الشجاعة للإفصاح عن ما كنت اخفيه ، فضممت يدي الى بعضهما و تنفست بعمق لأقول : منذ بداية هذه السنة ... و منذ بداية المرحلة المتوسطة ايضا ... لم يكُن مباشرا في الابتدائية اقله .
" لماذا ... لماذا لم تخبرني عن هذا ؟ "
قامت امي مستشاطة الغضب من مكانها و بفعل لا إرادي مني دفعت الكرسي بقدمي لأبتعد عنها و غطيت اذناي من الخوف ... لماذا هي تصرخ ؟ لا احتمل هذا الصوت !
" لماذا ؟ "
حاول الاستاذ تهدئة امي لكن قواها خارت عند اول دمعة سقطت من عينيها ثم شعرت بملمس يديها فوق يداي و هي تحاول إبعادهما عن إخفاء وجهي و هي تكرر : لماذا إيف ؟ هل كنت خائفا ؟ لماذا لم تدعنا نساعدك ؟
- ذلك لأن ...
بلعت ريقي و اشتدت الرعشة في يدي لأجيب بسرعة : لأن ما كان في المنزل يكفي ... لم ارد تعقيد الامر اكثر .
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Short Storyحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
