الفصل 22 : غائب عن المنزل .

348 37 26
                                        


في عالم مختلف عن عالمنا هذا ، تبدأ اللعبة دائما بمجموعة من الشخصيات القوية المتحدة ، لكن مع تقدم المراحل الصعبة و إزدياد المخاطر و العقبات سينتهي رصيد الحياة لدى البعض و سيختفون الواحد تلو الاخر ، لتكمل اللعبة وحدك تماما .

اسمي هو ايف و انا الشخص الخطأ .

...

قد مر كل شيء بلمح البصر حتى يوم عودتي الى الثانوية ، يومها كنت قد طلبت العفو من الإدارة عن قرار المجلس التأديبي بحق زارا شاهدا انه كان حادثا لا غير و ان الطلاب إستغلوا الموقف لتلفيق تهمة التنمر الواضحة عليه ... أجل ! و أخيرا إعترفت امام خالتي ريموندا و سيدي بما أمر به في الثانوية ، امام المدرسين و امام امي التي كانت الولي المسؤول عن زارا وقتها في قاعة تجمعنا و تستر على كلماتنا ، حاولت استراق النظرات الى الجميع فلم تكن ملامح سيدي متفاجئة جدا فربما كان قد علم بالأمر قبل وصوله الى المجلس ، و لا خالتي كذلك إنما الحزن و السكون على محياها ... ربما الخيبة ! ربما شعورها بإنهيار جسر الثقة بيننا و تبدد ذلك الرابط في المصراحة بأحوالنا ... قد كنت آسفا جدا و خجلا من تصرفي تجاههما و لكني اضطررت الى اخفاء الامر فقط من أجل حماية علاقتنا كأسرة !

" منذ متى ؟ "

تفاجات بصوت امي الجالسة امامي و هي تقطع بيدها منديلا ورقيا قد ذبل من تعرق يديها المرتعشتين ، إنها اول مرة اكون بقربها الى هذا الحد ... عطرها الحلو لم تستبدله ابدا ، رذاذه يملأ كل رئتاي شوقا لإستنشاقه من ملابسها الدافئة ، لكن ماذا علي ان اقول ؟ هل اكذب ؟ لا اريد حقا فعل ذلك .

" هيا إيف ، يمكنك الإجابة "

تكلمت خالتي بإبتسامة خفيفة من خلفي تمنحني بعض الشجاعة للإفصاح عن ما كنت اخفيه ، فضممت يدي الى بعضهما و تنفست بعمق لأقول : منذ بداية هذه السنة ... و منذ بداية المرحلة المتوسطة ايضا ... لم يكُن مباشرا في الابتدائية اقله .

" لماذا ... لماذا لم تخبرني عن هذا ؟ "

قامت امي مستشاطة الغضب من مكانها و بفعل لا إرادي مني دفعت الكرسي بقدمي لأبتعد عنها و غطيت اذناي من الخوف ... لماذا هي تصرخ ؟ لا احتمل هذا الصوت !

" لماذا ؟ "

حاول الاستاذ تهدئة امي لكن قواها خارت عند اول دمعة سقطت من عينيها ثم شعرت بملمس يديها فوق يداي و هي تحاول إبعادهما عن إخفاء وجهي و هي تكرر : لماذا إيف ؟ هل كنت خائفا ؟ لماذا لم تدعنا نساعدك ؟

- ذلك لأن ...

بلعت ريقي و اشتدت الرعشة في يدي لأجيب بسرعة : لأن ما كان في المنزل يكفي ... لم ارد تعقيد الامر اكثر .

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن