الوان كثيرة و حبر... ثم بقعة سقطت على الورقة! مزقت الصفحة واعدت رسمها من جديد بطبيعة الحال لدى طفل صغير، اذكر ان ابي عاتبني بشدة وقال لي انه لا يجب ترك ما بيدي ابدا و لا فائدة من فرصة ثانية اذا كان بإمكاني اصلاح الاولى، وقتها اخبرته اني لم افهم مقصده لأني كنت كذلك بالفعل بالنسبة لعمري، تبسم الاكبر و اردف بل اني لن افعل حتى يفوت الاوان ... لقد كبرت و حصل فعلا، و لكن وقتها لم افهم ما يعنيه ايضا.
انا اسمي هو ديفل كريس وانا والد ايف .
...
كان اليوم حافلا العادة بالعمل و المسؤوليات الكثيرة و من ضمنها اعادة ابنتي من الحضانة، لقد مضى وقت طويل بالفعل منذ ان فعلت الامر نفسه مع ايف بل و انه لم يسبق لي الاعتياد على الامر اذ لطالما كانت كارلا المسؤولة عنه... لم اكن اعرف انه من الطبيعي تشارك مثل هذه المتاعب.
تأخرت نعم و ربما سأتلقى بعض التنبيهات المعتادة من الحضانة و بعض البكاء المستمر لإبنتي... لكن هذا اليوم كان هنالك امر مختلف تماما، ذلك الشخص الذي فكرت فيه اليوم وجدته جالسا مع صغيرتي في حديقة المكان متناغمان بالضحك و المداعبة، كم مر من الوقت؟! آخر مرة كنت قد رأيته فيها عندما دخلت المشفى بأسابيع قليلة، تفاجأت بوجوده يومها لزيارتي و انا الذي لم ادعمه للأسف في فترة علاجه كنت قد شعرت بشيء في حلقي يأبى الا يُبتلع، الخجل ، الحرقة او الندم... كان شيئاً ما من هذا المزيج و لذلك تهربت منه و رفضت زيارته مستعملا حجة ادارية... اما هذه المرة فينبغي علي مواجهته، لست ادري ما الذي يفعله هنا و لكنه يبدو برفقة صديق ما، من المريح رؤيته يكتسب اصدقاءا من جنسه و كم هو مؤلم ايضا ملاحظة تلك العكاز التي يستند عليها، اقتربت من الخلف برويّة و استمعت الى حديثهم القليل.
" انها ملتصقة بك" اردف الصديق الذي يحمل طفلة بين ذراعيه.
- لم اتوقع ان اجدها هنا... انها مصادفة! بل اتساءل كيف تتذكرني من مرة واحدة.
" يبدوا ان ذاكرة الاطفال قوية"
- هذا...
لم يكمل ايف كلامه حتى التقت اعيننا المتشابهة ببعضها، كنت اشعر بشيء يسلب الروح مني اليه... هل كانت سنتان؟! لا بل اكثر من ذلك بالنظر لهذه المسافة التي تفصلنا، الخطوات القليلة و الفرص المنعدمة! اعتذر ايف لسبب اجهله و انسحب للخلف نحو صديقه و على الارجح مر برفقته و التقى بإبنتي التي صادف انها في نفس الحضانة ... اخته غير الشقيقة التي اخذت بالصراخ و البكاء فور رحيله فما كان علي الا ان ابقيه برفقته عن طريق دعوته الى مقهى قريب من هنا.
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Cerita Pendekحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
