بجانب افراد اسرتي الكبرى ، كان إختلاف لون شعري و عيناي السماويتين يخلق فارقا واضحا بيني و بينهم ... فارق ابعدني عنهم و جعلني محطا للأنظار و موضعا للأسئلة ، اجل ! لم اكن اشبه امي قط إنما ابي الذي لطالما بدوت كقطعة صغيرة خالصة تم إقتطافها منه مهما كان سني او هيأتي ... ربما كنت سعيدا جدا في طفولتي عندما اقف الى جانبه ، لكن فور رحيله فأنا وحيد تماما في عالم يرفض الإختلاف .
انا إسمي إيف و انا الشخص الخطأ .
...
" إيف ؟ "
استيقظت فزعا من هزات خالتي و سرعان ما امسكت هذه الاخيرة بيدي معتذرة و مخففة عني ، لثانية لم اقدر على إستيعاب الوضع الذي انا فيه و مهما فتحت عيناي على هذا المكان الذي لم اعهده يوما بل مهما حاولت التذكر كنت اعود خائبا من اية افكار فنطقت بعفوية : اين نحن !؟
" المنزل العائلي لوالدك ، لقد وصلنا "
هذا صحيح ! طول الطريق قد جعلني اغفو بعد منعرج آخر كان قادنا الى المنزل العائلي ... لأبي ! لإنها خطوة مهمة لي حقا مناداته بهذا اللقب ، تعمد الخالة ريموندا على قول والدك و يعمد هو على قول والدتك ، لكن و بوجودي في العائلة الان ما الذي يفترض ان اقول ؟
في الواقع قد حصل كل هذا بعد ما كنت جالسا صباح اليوم وسط كومة من الكتب و الاجهزة الإلكترونية من حولي في غرفتي المظلمة الى حين رن الهاتف بصوت خالتي تعلمني انها و ابي ذاهبان الى المنزل العائلي لغرض استقبال الجد المريض و العائد من فترة اقامة في المستشفى ، تمنيت لهما رحلة موفقة لكني لم اشعر بشيء سوى نظرات حارقة من النافذة و هالة من الغضب حول المكان ثم صوت مخيف صدر من الهاتف :
" ستذهب معنا "
كانت السيدة ريموندا جادة جدا بشأن اصطحابي ، الخروج من المنزل في ايام العطلة هو اسوء خيار لي و لكن إذا كانا من خطط لذلك فلا مجال للرفض البتة
... ساعدتني ايمي على حزم حقيبتي و وعدتها بالتكلم بشأن لورا لاحقاً ! و كانت كلمتها الاخيرة هي" لا بأس " ، ربما ! فهذا الحدث سيكون فرصة مهمة للتعرف على جميع افراد اسرة موراكامي و مقابلة اشخاص جدد لست ادري ما ردة فعلهم تجاهي و مقدار تقبلهم لي وسط اسرتهم ، و هذا هو الاسوء !
إبتسامة خفيفة ارتسمت على وجه ريموندا حين نزلت من السيارة بينما ابي كان مقطبا حاجبيه مكشر الوجه و مرهق الملامح اضافة الى انه لم يحاول جذب اطراف الكلام معي كالعادة بل استمر بالقيادة في صمت و تركيز .
" ألا يزال غاضبا مني ؟! " سألت السيدة ريموندا بصوت خفيف بينما كنت اسير بجانبها داخل الحديقة المحيطة بنا و المؤدي ممرها الى باب المنزل الرئيسي ، و سرعان ما هزت يديها بهلع و اجابت : لا على الاطلاق ، الامر لا يتعلق بك اتفقنا ؟! سيكون كل شيء بخير " ردت خالتي بهدوء ثم اضافت و هي تحمل هاتفها نحوي : انظر ! لقد تبادلت و السيدة اوكامي معلوماتنا التعريفية يوم المجلس التأديبي ... بداية جيدة أليس كذلك ؟
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Short Storyحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
