افكر احيانا ، و كلما التقينا ! كيف كانت حياتي من دون ايف ؟ من دون تحديقي العميق في متاهة عينيه فأين كنت ضائعة من قبل !؟ من دون صوت ضحكته يغمر سمعي فأي صمت كان يدوي بين الجدران ؟ من دون تربيتي على ظهره عند الحزن فأي أنانية غمرت قلبي ؟ من دون تقلب مزاجه من كان يملأ رأسي بأسئلة لم افكر فيها يوما ؟ خجله ، لطفه ، رسائله ... حتى مراقبته اثناء نومه العميق و لو واجهت مشكلة في استيقاظه الفزع كل مرة يستغرق فيها ثوان ليدرك اني لست بأذى ، كل هذا و اكثر كان بمثابة الوان جديدة لونت بها حياتي الرمادية و نجوما زينت بها سمائي المظلمة فأشعت بنورها في قلبي المشتاق .
انا إسمي ريموندا و انا والدة ايف بالتبني .
...
خرج زوجي من غرفة ايف خائبا دون ان يعلم ما سر حزنه المفاجئ بعد عودته للمنزل على الرغم من أنه قرر المبيت في بيته ، لم افكر بشيء سوى انه قد تشاجر مع تلك الفتاة ايمي فهي عادته الصمت الطويل بعد كل صراخ يدخل مسامعه ، سرت اليه بنفسي و لا يزال ينام علی الارض القاسية لم يغير ملابسه بعد ، عكازه قد القاها بعيدا و غفى ... يكاد الوقت ان يتأخر من الليل لكني لم اشأ ان يغمض عينيه و في قلبه حزن ما ! فضفضة صغيرة تريح القلب و تحمي من الكتمان المؤلم .
- ايف بني ، هل يمكنني الجلوس بجانبك قليلا ؟
فحرك رأسه قليلا و نظر إلي بعينين فارغتين دون النطق بكلمة ، متعب و منكسر ... يقول روي اني ابالغ في تقدير مشاعره لكن انا اقول انه لا مشكلة إذا وجد الحل ، كل إنسان لا يجيد السباحة ... ما عليه إلا الغرق عميقا عميقا حتى يلامس اليابسة فيضرب بكل قوته للاندفاع الى الاعلى و النجاة ، إيف يدرك ذلك جيدا بعزلته و سكونه ... و مع هذا فلا ضير ببعض المساعدة و التشجيع.
- هل توقف ألم ساقك ؟
" اجل ... ربما ... لا تذكريني فيه فقط ارجوك "
غير واثق من نفسه تماما ، جلست قربه و كنت امسح علی شعره الاملس و اشعر بإرهاقه ... سيكون ذلك خطئي إن كنت من أرغمه على العودة الى صفوف الدراسة و التورط في امور كان في غنى عنها ثم لم اسانده ببساطة .
-ما الامر الان ؟ اخبرني هل تشاجرتما ؟
بجملتي شعرت اني ضربت على الوتر الحساس للموضوع حين رفع عينيه لينظر الي مباشرة ثم انزاح قليلا حتی جعل رأسه في حجري واضعا ذراعيه تحت عينيه كأنه يمنع شيئا ما من التسرب من سماويتيه ، تفاجأت حقا من تصرفه العفوي فلست اذكر انه فعل ذلك يوما ... كأنه نسى تماما هذا الواقع و عاد بمشاعره الطفولية ليستعيد شيئا من الامان لشوقه إليه ... تمنيت ان اكون قدر امنياته ، تمنيت ان اكون اما صالحة .
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Short Storyحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
