الفراق! كلمة صغيرة ببضع حروف بسيطة ... حتى انها ليست بتلك الصعوبة في النطق -سخافة قدر-ومع هذا فهي تحمل من كمًا ثقيلا من المشاعر المطفأة للروح وليس بقدر ما تتركه خلفها من ذكريات، كتفاصيل الوداع فيه وكلماته التي تقطعها التنهدات وحرقة ملح دموعه، انها تلك اللحظات التي تدرك فيها ان كل شيء قد انتهى بالفعل او لا تفعل، سيمضي الوقت وتشرق الشمس ولن ينتهي الامر ابدا ، بالنسبة لي على الأقل.
انا هو اسمي ايمي وانا صديقة ايف يوما ما والى الابد.
...
البرد والوحدة، هذا ما شعرت به خلال غياب ايف عن المنزل لليوم الذي لا اذكر ترتيبه على التوالي، اشعر كما لو انها سنوات او أكثر بكثير! نفضت نفسي من النوم الثقيل على صوت رسالة نصية اهتز بها هاتفي لأجدني قد غفيت مجددا على سريرها وانا احتضن ذلك الدب المحشو الذي كان من المفترض ان يكون هدية لها بعد عدة أيام الا أني لا أزال اخرجه كل مرة اتمعن به، اخذت هاتفي بعينين نصف مغمضتين اتفقده و اجل! انها رسالة منها تخبرني بعودتها هذا الصباح، انتفضت سريعا وبجزع لمرور الوقت الذي قضيته في النوم ، كنت متحمسة للغاية لعودة ايف للمنزل ورغم فرحتي للخبر لكني شعرت برغبة عارمة في العودة للنوم والهروب من امر ما كذلك! يخبرني حدسي ان اليوم هو النهاية بل اشعر كما لو كانت النهاية حقا، نهاية ماذا ؟! لا أدري حقيقة.
جهزت الإفطار بسرعة قبل وصوله انظر الى النافذة بين الفينة والأخرى وأتساءل إذا ما حمل ايف مظلته فالجو بارد والسماء ملبدة بعض الشيء، بعد كل هذا خرجت لإلقاء القمامة فبدأت اتفقد الممرات والطرق لعلي التقي بلورا مجددا لكني اليوم وعدت نفسي أنى سوف أحسن التصرف اليها واعتذر لها عما بذر مني في المرة السابقة، علينا ترميم ما سبق أيا كان.
هربت سريعا للمنزل بسقوط أولى قطرات المطر التي انسكبت على خذي البارد ... جلست انتظر ايف بكل صبر اتصل بين الفينة والأخرى لكنه لا يرد الى ان سمعت رنة هاتفه قريبة من اذني فإذا بي اقفز الى الباب افتحه ووجدت ايف امامي مبتلا تماما مطأطأ الرأس ورنين الهاتف يتشارك اللحن مع قطرات المطر القوية، يد مشغولة بالعكاز والأخرى يحمل بها كيسا من أغراض فلم يستطع الرد على الهاتف ولا حمل مظلته، دخل سريعا معتذرا عن الفوضى التي تسببها على الرغم من انه منزله على كل حال ... رق قلبي للأمر كثيرا أحاول الا اظهر الامر فعلاقتي و ايف اكثر من ان اشفق عليه.
انقدت سريعا لوضع منشفة على شعره فجعلت انظر الى عينيه الفاتحتين الجميلتين ولبلاهتي تفطن لي ولا تزال النظرات بيننا لا تنقطع ليقول: انت تخيفينني!
- عيناك تغير لونهما صحيح؟
" بسبب نزعي للعدسات، هل أبدو غريبا ... كنت اعرف "
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Short Storyحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
