الفصل 29 : لا تفوت الفرصة .

379 44 23
                                        


بشر ... يقولون ان العقل هو ما يميزنا نحن كبشر ولكن طالما اعتقدت ان كوننا حمقى هو ما فعل ، كوننا نميل إلى تفويت فرصنا بكل غباء فلا قوة تدفعنا للتمسك بها ولا غريزة او حتى فطرة تقودنا لانتهازها ... لأننا بشر ، كل من يفتقر للشجاعة لفعلها أحمق بما يكفي ليكون بشرا بل والاغرب من كل هذا ان لا شيء يمنعنا أيضا من ان نندم على فواتها ، بطريقة لا منطقية نحن بشر .

انا اسمي زار وانا صديق ايف.

...

و اخيرا عدنا للدراسة في هذا الفصل الجديد كما فعل ايف بوجه جديد عما عهدناه عليه سابقا ... بطريقة او بأخرى حلَّ ايف امر التنمر عن طريق التنمر ، اجل ! طبق حرفيا مبدأ أنجح طريقة للدفاع هي الهجوم و ما فعله هو ان اقتحم هواتفنا وقلب دنيانا رأسا على عقب بل لم يترك أحدا وشأنه الا وكسر حاجز رسائله وملفاته الشخصية ... كانت هواتفنا تتعطل بمجرد الاقتراب منه ولا يمكن لأحد توجيه اصابع التهمة له فلا دليلا ملموسا يمكن ان يمسك ضده ، انه ابن موراكامي للالكترونيات قبل كل شيء ، و اخيرا جنى المجهود ثماره و تقدمت احداهن بمذلة تتوسله بعدم فضح امرها اذ اكتشف عن طريق مذكراتها الشخصية انها كانت وراء كل ذلك فقط لأنه رفض مشاعرها ... لو سبق وسألني في الامر لأخبرته انها الطالبة التي يخضع لها الجميع ولا يمكن لأحد رفضها والتقليل من شعبيتها كما تقول لورا ... كان علينا معرفة انها هي من البداية .

اصر ايف انه اعتذر لها بطريقة مهذبة و كرر الاعتذار مجددا في حالة كسر قلبها و مع هذا فهو لم يتوقف الى هذا الحد فقط الى حين غيرت تلك الفتاة الصف بأكمله ، من المرعب حقا رؤية شر غضب الحليم !

وهكذا تم حل الامر أخيرا في اول يوم من اسبوع وعادت المياه الى مجاريها نوعا ما، و بهذا خسر ايف كل ذلك الجمع الغفير عليه يوميا وتلك الهتافات الزائفة فهو لم يكن الا تشتيتا ، لكنه على الاقل فاز بشيء اهم وهو صداقة صادقة من طرفينا ... انا و لورا ! امور كثيرة اختلفت منذ اول لقاء اذ كان اول انطباع كنت قد حملته عنه انه شخص اجتماعي اكثر عن اللزوم و انه نقيضي تماما في اسلوب الحياة و هو ما كان يضيء بإستمرار إشارة استحالة صداقتنا ... و لكن بتقربي منه شيئا فشيئا اكتشفت كم انه شخص كتوم ، قليل الكلام ، مهووس بمساحته الشخصية و هاتفه اضافة الى يمتلك لكنة مضحكة فضلا عن شكله المختلف قليلا ، من غير العادي قول هذا لكنه من الصعب حقا التركيز في موضوع واحد عندما تلتقي بعينيه الزرقاويين ... ملامحه كانت كتابا مفتوحا عندما يشعر بالراحة ، صحيح ان ايف قد خدع الجميع و كأنه حرباء تتلون حسب المكان الذي توضع فيه ليكون صديقا لهم ، ولكن كل هذا المجهود ضاع هباءا ... ربما من الجيد ان يكتفي بنا ويصدق مع نفسه بأن يكون ما يريد ان يكون عليه وان لا يفوت هذه الفرصة طالما سنحت له.

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن