الفصل 34 و الاخير : انا الصواب.

526 55 55
                                        


يُقال ان جوهر الخطأ يوما ما كان صوابا فالخطأ لا يُولد بل يُصنع، نعم فالأخطاء تقع على اشكالها ومن غير المفهوم عادة ان الأخطاء لا تجعل منا اشرارا في حق أحد وان كان أنفسنا بل تؤكد لنا اننا ما زلنا بشر... ذلك النوع الحي الذي يعيش على التعلم من اخطاءه لا من تجارب الغير، انا على الأقل... جميعنا نخطأ كبشر وجميعنا نستحق ان نحصل على ذلك الشخص الذي يتحملنا ويتمسك بنا لينقذنا من جحيم افعالنا، نحن كبشر نحتاج الى الوقت الكثير للندم ثم المسير من جديد، انا كبشر قد تعلمت من اخطائي و ولدت من جديد.

اسمي هو ايف وانا الشخص الخطأ.

...

انتهت العطلة الربيعية وهو الوقت للعودة الى الحياة المدرسية و بدأت ايمي بلم حاجياتها ببطء شديد استعدادا للرحيل الى منزلها فيما كانت لورا لا تزال مترددة من التقرب منها أساسا... لا أحد يدري كيف عليه البدء بذلك، لا أحد يريد ان يشعر بنفسه انه المخطئ في الأمر ولا أحد يمتلك التواضع للاعتذار، الاعتراف بالخطأ كان امرا شائعا في الماضي متى كانت المواقف واضحة والقصص محددة الاتجاهات، في هذا الوقت الذي لا نفهم متى بدأ ومتى انتهى صارت الحياة أكثر تعقيدا و لم تعد حالتنا العاطفية متعلقة بالخوف من المستقبل المجهول فحسب انما التشوش بسبب عدم وضوح الماضي على الرغم من اننا عشناه بتفاصيله.

ولذلك يحدث أحيانا ان نعتبر جل الموضوع سوء تفاهم لا دخل لنا ككيان فيه فتلتئم جراحنا وتتوطد علاقاتنا متناسين السبب من فراقنا أساسا ... كما هو الحال مع ابي بالأمس رغم انه حاول تصحيح الأمور بشكل قد فات الأوان عليها، اما بالنسبة لأمي فأشعر ان الامر سيكون أسهل فهي تتقرب من ريموندا بشكل غير مباشر والاجمل ما في الامر ان ريموندا تحاول جذبها هي الأخرى و قد التقينا أكثر من مرة منذ حادث المدرسة، كانت حواراتنا قصيرة محتشمة حيث لا نتبادل النظرات او اللمسات... ربما نسينا ولكن سيكون هنالك دائما شيئا لن يعود كما كان، وطالما انه حدث فعلينا تحمل عواقب اخطائنا والتمسك ببعضنا إذا لم نقدر على الفراق، وعلى الرغم من تلك الجسور الجديدة بيننا الا انها لا تزال وهمية نوعا ما، لأنه ولسبب ما جميعنا استطاع المضي قدما في حياته دون الالتفات خلفا لشخص آخر... وهذه العلاقات ليست سوى تكذيبا لأنفسنا وردما لتلك الحقيقة التي نزال نخجل منها امام العالم.

عدت لمقاعد الدراسة في بداية جديدة لي بالانتقال بالعيش في منزل موراكامي بصفة دائمة ولم أكن اعلم ان الامر بتلك الجدية بالنسبة لريموندا التي كادت تنبت اجنحة لتطير فرحا... كان هذا ملهما كثيرا لي ان أكون انا امنية لشخص ما في هذا العالم، لذلك لم اكتفي عند هذا الحد من الامر لدرجة ان اعدت التفكير بالعودة الى جو المشفى لتصحيح حركتي، كان هذا بتشجيع من ممرضة المدرسة التي وطدت علاقة معها لم اكن اعرف الداعي منها فهي تستمر بالتقرب مني و لا استطيع الرفض طالما هي تحتفظ بسر قديم لي من الماضي حتى اتى اليوم الذي قررت فيه التخلص من ذلك الماضي الأسود الذي لم افصح به يوما نهائيا، طلبت منها مسؤولية كبيرة بإزاحة الأوراق الطبية التي شهدت على فترتي العلاجية لاضطراب الهوية لتجيب بدون تردد : لا أحد يعلم بها... ولا اشك بوجود نسخة الكترونية عن ذلك.

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن