الفصل 10 : الغيرة

528 69 67
                                    


حينما اقضي وقتي بطوله في أعمال التنظيف المنزلية و الذي كان في غنا عني بفضل جهود الخادمة التي تشاركني وحدتي بين جدرانه الاربعة ... كان افضل جزء في ذلك اليوم الشاق و اشوقه هو نفض خيال الغبار من فوق إطار صورتنا الذي يتربع بجلالته فوق منضدة مزخرفة كنا قد وضعناها تماما بجانب الباب الرئيسي و قرب علاقة المفاتيح كي ترتمي بأحضان اعيننا اول خطوة نخطوها الى المنزل .

ذلك الاطار المموج بين لون الخشب القاني و الفاتح كان بمثابة مأوى لصورة تجمعني و زوجي !! و على خلاف اي صورة جمعتنا طوال سنوات زواجنا العشر كان إيف ثالثنا ... صورة أبی ايف ان يظهر فيها ضعفه و المه ، فجلس !! و جلسنا جميعا تحت شجرة عائلتنا .

انا اسمي هو ريموندا ، والدة ايف بالتبني .

...

عادة عندما نستضيف ايف للمبيت لدينا يصير المنزل اكثر مرحا و جاذبية ، جلوسه الهادئ يخلق جوا ناعما في الارجاء و مواضيعا شيقة احاول فيها التعرف عليه اكثر ، رأيه الخاص في كل أمر و الذي اصر على استنباطه بصعوبة بعد محاولات عديدة ... و افكارنا المشتركة و ردات افعاله البسيطة هي امر نادر الوجود لطالب ، بل لغصن يانع انكسر مرار و تكرار كي يصل الى ارضه الخصبة اخيرا .

لكنه لم يكن حقا هذا اليوم يوما معتادا منذ بدايته بكابوسي المرعب و الذي جعل من دموعي تنسكب شلالات جارية على صدر زوجي من طمأنني و هدء من روعي ، لا ازال حتى اللحظة احتاج لذلك لكن ينبغي علي التحمل من اجل ايف .

اذ ان اليوم جلبنا صغيرنا للمنزل نعتني به بعد ان سقط من درج الثانوية صباح هذا اليوم ... تم الإتصال بزوجي مباشرة بعد ذلك الحادث من طرف ادارة المدرسة الثانوية و قد هرع الى عين المكان ، اما انا لم اكن حقا ادرك مقدار الضعف الذي يحمله قلبي الا بعد محاولة روي ابلاغي عن الامر هاتفيا بكلمات متسلسلة صغيرة يتخللها شيء من مسكنات الالم و الكذبات البيضاء .

لم يكن ايف الوحيد المصاب لكنه من نال النصيب الاكبر من الضرر ، مرت الان ساعات علی ذلك الحادث الذي لم يطلعنا ايف بعد علی اسراره .

و السؤال الاهم هنا ، أ لا يثق ايف بنا ؟ هل يجد صعوبة في مصارحتنا بمشاكله المدرسية ؟ أ لا يعتبرنا عائلته التي ينبغي عليها الوقوف الى جانبه ؟ لكن ربما كان علي تعديلة صيغة الأسئلة و المخاطب المعني بها و هو نحن !! شهران من الدراسة و لم نستطع ان نلحظ ان ايف يمر بمرحلة تنمر صعبة قد ذاق صاحبها بعضا من الم ضحيته اليوم .

قررنا تأجيل امر المجلس التأديبي في حقه و إرتأينا انه من الحكمة التخفيف اولا من توتر الجو و اللجوء الى معرفة التفاصيل اولا من ايف ... و ها هي شمس هذا اليوم المشؤوم تكاد تلقي خطابها الاخير ، شمس بالكاد تسترق اشعتها النظر الی غرفته .

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن