الفصل 26 : خيوط العنكبوت .

322 39 16
                                        


في محاولتي لتنظيف بعض الزوايا المظلمة من خزانتي بالامس ، صادفت شبكة عنكبوت كدت اصرخ حقا بمجرد النظر اليها و ملامستها لبشرة يدي دون قصد ، دون تردد حملت ممسحة في محاولة مني لإزالتها انتبهت لذلك العنكبوت الذي يتربع عرشه بكل هيبة على اتم الاستعداد لأي حركة خفيفة اخرى تدل على امساكه بالفريسة المنتظرة فتساءلت يا ترى ... خيوط العنكبوت القوية نسبيا تمثل منزله و مأواه المتين ، لكن لماذا هو بهذه الوحدة دون عائلة ؟

انا اسمي ريموندا و انا والدة ايف ، لكن بالتبني .

...

تصدعت الارض تحت قدمي و انهرت بالبكاء فور سماعي لصوت الصراخ يصدر من غضب الجد ، في هذه اللحظة التي اغلقت فيها اذني طلبت العفو داخلي عن كل ثانية كنت رفعت فيها صوتي على ايف و لو بمقدار ضئيل ، استطيع الان الشعور بكل ذرة كره كنها ايف لصوت الشجار و الصراخ ... بالطبع ليس بإمكانه الاحتمال و الا لماذا ينكمش على نفسه و يصم مداخل الصوت القاسي ؟!

انفلت كل كلمات والد روي علينا كسيل مكتوم من الحقد كان قد تراكم من سنوات و سنوات من الصمت و التهديدات اللامباشرة و التحذيرات بنظرات الاعين اللاذعة ، كان من سوء حظ ايف ان حصل هذا بحضوره ... لكن الذنب ذنبي اني نظرت للمستقبل بتفاؤل و لعبا دور الزوجة الحسنة تعمل على تحسين علاقة زوجها بعائلته و عدم الوقوف عائقا بينهما و ايضا دور و الام الجديرة بتربية طفل مترابط مع العالم الخارجي .

انهار كل شيء فقط لاني حاولت ترميمه !

هربت عبر الممر و لا يزالان يتبادلان اطراف الشجار و كلماتهما لا تزال تخترق مسامعي .

" كفاك تمردا على تقاليد اسرتنا و العبث في الارجاء "

" تكوين اسرة محترمة ليس عبثا البتة "

" و ما الذي نسيته بشأن زوجة عقيم لا تليق بمقام اسرتنا الرفيع و طفل لا ينتمي لنا البتة؟! "

فتحت باب غرفة و على صفعه اختفت كل الاصوات اللاذعة ، و في نفس الوقت تفاجأت بعدم وجود ايف فيها اذ كنت متأكدة انه مر علي و نحوها ، استدرت مجددا للخروج ليس قبل ان يفتح من الخارج من طرف شقيقة روي الصغرى و تخبرني انها قامت بإيصال ايف للسيارة عبر الباب الخلفي و ها هي عادت الان لحمل حقيبته ... نهاية الحوار كان عبارة عن نظرات خجولة و منشاحة للأرض لينتهي الموقف بإحتضانها لي و الهمس : انت طيبة حقا و من الرائع كون ايف ابنا لاخي فهو فتى ذكي و ناضج ... لكن ارجوك ، ارجوك لا تعودا الى هنا مجددا ... انا اقول هذا لحمايتك يا صديقتي .

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن