ساعة متأخرة من احد ليالي الشهر الخامس للسنة ... هذا ما يفترض ان يكون عليه اليوم فما عدت ادري ما هو التقويم تحديدا منذ وقت طويل ، كل شيء صار لا معنى له بالنسبة لي ، في الماضي و في مثل هذا الوقت المتأخر كنت لأكون غاطا في نوم عميق تحت غطاء دافء و في منزل اعرف اصحابه ... أغوص في عالم من الاحلام و الذكريات ، أما الان فلا احد يشبه ما كان عليه ... ام راحلة ، اب مسافر ، اخت كنت قد اسميتها بنفسي و زوجة اب تذكرني تفاصيلها بشخص ما ، بل الاحلام ما عادت تشبه الاحلام و لا انا اشبه نفسي .
اسمي هو زارا و انا زميل ايف بالدراسة
...
مرت اكثر من نصف ساعة حتی استطاعت زوجة ابي كارلا ان تجمع خيبات املها و تمسح دموعها كي نستعد للخروج و الإعتذار رغما عني لمن إتهموني ظلما بدفعه من درج الثانوية .
كنت قد تشاجرت و كارلا فور ما وضعت قدمي داخل المنزل بسبب هذا الامر ولأنها إتهمتني بذلك ايضا ، تحاول دائما ان تبدو قوية على عكس ما هي عليه و مع هذا هي لا تسأم ابدا من المحاولة كل مرة .
أما اليوم فقد كلل مجهودها بالنجاح و ها انا اجر اذيال خيبتي ماسحا بوجهي عرض الارض متوجها لمن سيقبل إعتذاري المزعوم او يرفضه ... تركنا اختي الرضيعة نائمة برفقة جارتنا التي إستقبلتها برحب ثم رحلنا الى وجهتنا بعد ان حملت العنوان المقصود بإتصال هاتفي الى إدارة الثانوية .
سكوت ، سكوت ، سكوت .
تحت نور الإضاءة الاصفر و النجوم المتقدة بدت كارلا هادئة جدا و حزينة ايضا ... لإنها أول مرة اكون بجانبها بهذا القرب دون شجار أو مشكلات مفتعلة ، لو تعلم بشان المجلس التأديبي يا ترى كيف سيكون رد فعلها ... ثم سمعت صوتها المنخفض يقول : زارا !؟
- ماذا الان ؟؟
عندما لم تنهر كارلا اسلوب كلامي الفض بل لم تضهر ادنى ردة فعل منزعجة ، علمت في هذه اللحظة تماما مقدار الإرهاق الذي يسكن قلبها و يمنعها حتى من رفع انفاس منتظمة ... قريبة جدا مني ، تكاد ايدينا ان تتلامس عند خطواتنا الثقيلة ، قريبة جدت لأرى لمعة دموعها و اسمع حسيس افكارها المحطمة ، ما الذي يحصل اليوم تحديدا ؟!
بصوت خافت و إبتسامة خفيفة اكملت حديثها : زارا !! هلا تخبرني بما حصل معك اليوم في الثانوية ؟!
فعقدت ذراعي و أدرت وجهي الى الجهة الاخرى و اردفت : لماذا لا تفهمين ؟! سبق و أن قلت انه حادث لا غير .
فجأة شعرت بيدها تمتد إلي ما جعلني اتوقف عن المسير لتردف بهدوء : لا بأس زارا انا اصدقك ... هيا !! اخبرني اكثر ، فأنا اثق بك .
أنت تقرأ
الشخص الخطأ
Short Storyحياتي تسري في مسار خاطئ ، إسمي ليس إلا حروف خاطئة ، كل شيء من حولي خاطئ ، ليس لدي مشكلة في ذلك لكن العالم بأسره يواجه مشكلة معي . أنا اختنق كأنني أعيش وسط خزانة متحركة ، بصيص نور صغير يتسلل إلى نفسي تلك التي تمنيت رؤيتها نفسي الحقيقية حياتي لا يمكن...
