الفصل 18 : حياة لنعتبر

431 50 31
                                        


قدر كان ام صدفة ؟ صدفة كانت ام قدر ؟ كل هذه الحوادث و الاحداث التي تمر علينا ببطء قاتل للأعصاب و خانق للأنفاس ... بسرعة البرق فلا نعي ما حصل و لا وقت لنستوعبه ، بتلك الطريقة المفاجئة هي تكون لذا ؟!

لماذا علی الحياة ان تسير بهذه الطريقة التي لن نتنبأ بها يوما ؟

كم كان سؤالا يحيرني و لم يجبني عنه احد سوی نفسي .

انا اسمي زارا و انا زميل ايف بالثانوية .

...

خرجنا سويا من منزل آل موراكامي بعد هذا اللقاء الغريب و الذي جعلني اوسد راحة كفي على بطني لشعوري بغثيان مريب و رغبة ملحة في الاستفراغ ، و في حين كانت كارلا لا تتوقف عن النحيب مثل الطفل طوال الطريق فتمسح دموعها المترقرقة تارة ثم تطلقها مع زفير متعب لتنساب بحرية تارة اخری كنت انا اسير خلفها بصمت تام و كأني اجرء على نطق حرف ما ... و جعلت اتساءل ، هل ترغب كارلا بإلقاءي عند اقرب جرف فتتخلص مني ؟ هل تعتقد اني فعلت الامر متعمدا بل و قاصدا ابنها ايف ؟ لم اكن اعلم اساسا ان لديها ابن ، بل و هو ايف الذي يدرس معي ... صدفة ام قدر ؟

و جراء ما حصل ، هل هي الان تكرهني اكثر مما سبق ؟ لماذا لا تستدير وتنطق بكلمة لي فحينها سأكون مستعدا لأي كلمة تصدر منها اذا تعلق الامر بأذية احد اقاربها ... لا ! بل انه جزء منها ، لكن أي قرابة و أي قرب هذا عندما يكون طفلها متبنى و هي على قيد الحياة ؟ من تخلى عن الاخر في هذه السلسلة يا ترى ؟

رن هاتفي على رقم ابي المسافر لأجل امر خص العمل و كذبت عليه بشأن كارلا التي لا ترد على مكالمته ، اخبرته انها مرهقة للغاية فأوت للنوم مغلقة هاتفها ... ربما هي ليست كذبة إذ يكاد يغشى عليها الان ، و بعد سير طويل المدى وصلنا الى المنزل اخيرا و كانت قد سبقتني كارلا في دخوله مستعجلة ثم اخذت تنزع عنها معطفها تلقيه فوق الاريكة و حذاءها الذي لم ترتبه حتی بل دفعته بتهور عن قدمها و سارعت بخطواتها لصفع باب غرفتها بقوة خلفها ، اما انا فقد عدت لجارتنا لجلب اختي الصغيرة روزي التي كانت تعتني بها ريثما نعود .

- اشكرك علی تعبك معنا ... اسف حقا .

احنيت رأسي احتراما للسيدة التي امامي و التي تكاد تكون الام الثانية لأختي فهي تحسن رعايتها و ربما تكون جزءا من عائلتنا لفرط اهتمامها و لطفها ، اتوسل داخلي كل يوم لإبعاد الشعور السيء الذي يتخللني كلما فكرت في انها تشفق علينا اكثر من كونها تقدم خدمة اجتماعية .

" لا بأس زارا لا تعتذر ، يمكنني الاعتناء بها حتی الغد "

- ارجوك لا داع فهي كثيرة البكاء خاصة في اللـيـ ...

الشخص الخطأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن