بدأت القصة في إحدى المدن النائية حيث كان السيد نصيرشاه خان أميراً على احدى نواحي الهند وقد ورث تلك المكانة أباً عن جد وبدوره يورثها لأبنائه ولكن بعد استقلال الهند وتحول نظامها الى الجمهورية اصبحت الامارة مجرد رمز ولكنه موقر لدى الناس ويحترمه الوجهاء ويحظى بمكانة رفيعة بين متنفذين الدولة ناهيك عن اخلاق السيد نصير وطيبته واخلاصه مع ابناء ناحيته فخيراته قد عمت جميع المحيطين به صغيرا وكبيرا سيما عن اللذين يقصدونه لحل مشاكلهم فلم يخرج منه شخص الا ويدعوا له وعلى الرغم من الثراء الفاحش الذي يحظى به نصير شاه .. الا ان زوجتة كانت فتاة قروية بسيطة ولكنها تحصلت على تعليم جيد فأخذت على عاتقها تعليم فتيات القرية واصبحت معلمة وقررت انشاء تجمع لفتيات القرية وتعليمهم القراءة والكتابة وبدأت بجمع التبرعات وكانت تحلم بانشاء مدرسة فلما وصل الخبر الى الامير بما تنوي المعلمة فعله ذهب ليقابلها فلما رآها نصير اعجب بها جدا فلم تكن خارقة الجمال ولكنها كانت اخاذه ولها جاذبية ساحرة اوقعته في حبها فتزوجها وأهداها المدرسة كعربون محبة على رابطتها المقدسة واسماها مدرسة "رحمات" على اسم زوجته .. فأحبها حبا جما وكان سعيداً بوجودها في حياته حتى حملت بمولوده الاول .. ولكن السعادة لم تكتمل فلما ولدت أول وريثة للعائلة توفيت رحمات مخلفة ابنتها ورائها ولازالت رضيعة بالمهد ... تأثر الأب جدا وعزف عن متع الحياة وحزن كثيرا لموت زوجته وقرر ان بكرس حياته لإبنته ولكن بضغط من العائلة الملكية للحصول على وريث ذكر ليحمل عرش عائلة شاه خان قرر الزواج بأخرى وكانت هذه أكبر غلطة في حياته التي قلبتها رأساً على عقب ولكنه لم يعلم ان تلك المرأة ستغير مصير ابنته للابد ..فتزوجها وكانت من عائلة ثرية ولكنها خسرت ثروتها على طاولات القمار والرهونات فكان ابويها يطمعان بتزويجها من نصير شاه ليعوضوا خسارتهم وبذات الوقت يحافظون على رفاهيتهم من خلال ابنتهم ..ولكن لم يقتصر الامر على هذا فحسب وانما كانت زوجة الاب امرأة جشعة وطماعة وأخذت تحيك المؤامرات لتحصل على كل شئ واعتبرت وجود الطفلة الصغيرة تهديداً لمكانتها ومكانة الوريث الذي ستنجبه لأن تلك الصغيرة تحظى بعناية والدها وهو مجنون بحبها حتى النخاع ومصر على ان يجعلها الوريثة الشرعية للعائلة ومنحها لقبه وصارت الطفلة التي سماها "شاهينور" اميرة على المقاطعة .. في تلك الاثناء حملت زوجة الاب وانجبت صبياً ورغم ذلك لم يغير نصير شاه من مكانة شاهينور واصر ان تحمل هي شرعية اللقب ويكون شقيقها الامير الصغير "مالك" تحت رعايتها مما سبب جنون سيدة القصر والدة مالك وقررت ان تجد طريقة لإزاحة شاهينور من السلطة لترقية ولدها .. وكل ذلك ولازال الطفلين في المهد وهي لم تهدأ ثائرتها لتضمن السلطان والثروة لها ولولدها ولكنها مع جبروت نصير شاه وحكمته وحذره لم تستطع شيئاً حتى ارداه القدر قتيلا بعد شهرين في حادث غامض لم يعرف من وراءه وبعض اصابع الاتهام اشيرت الى زوجته من قبل العائلة المالكة ولكن لم تثبت التحقيقات اي شئ ضدها وايدت القضية ضد مجهول .. ثم خلت لها الساحة لتنفذ مخططها نحو اعتلاء السلطة فدبرت مكيدة للأميرة الصغيرة والقمتها دواءاً بدت فيه الطفلة محمومة كانت تريد التخلص منها الا ان عناية الرب اطالت في عمر الفتاة رغم سخونتها ففكرت الزوجة الخبيثة ان تقطع دابر الشفاء على الطفلة فعمدت الى ادعاء موتها واتفقت مع الطبيب ان يخدرها لكي تبدو كذلك .. ثم قررت ارسال الفتاة الى ملجأ الايتام للتخلص منها ولكن محاميها ومستشارها نصحها بالتخلص من الفتاة بابعد من ذلك فدار الايتام قد تتعرف عليها وتعيدها والعائلة متنفذه ولربما يكشفون الامر بمحقق خاص فلما سألته ماذا يقصد فابتسم بخبث زاده قبحاً على وجهه القبيح وقال لها تعالي معي سيدتي واحضري معك الفتاة .. فقالت له بقلق واستغراب الى اين فقال لها سأخبرك ونحن بالطريق فإنطلقا بسيارة فارهة نحو الغابات فلما وصلا رأت سيدة القصر الشريرة تجمعاً بشريا لمجموعة رعاع يرقصون حول النار فقالت له ماهذا ياسيد رنجيت فقال باسماً هنا سيكون محط رحال الاميرة سيدتي .. مع هؤلاء الغجر الرُحل سيضيع كل اثر لعرقها ولن يعرفها احد ولن تصل لها العيون والايدي ابداً .. فأميرتك ستصبح غجرية .. وضحك الاثنان بخبث واثنت السيدة على ذكاءه فقابلت رئيس العشيرة وكان شابا يتباهى بشاربيه وعصابته المنعقدة على جبهته وقد بان اثر ندبة طويل على خده الايسر فعرضت عليه مبلغا لا يحلم به مقابل تلك الخدمة وهي تبني تلك الطفلة واخذها معهم فوافق على الفور وأخذ المال والطفلة وغادر شريرا القصر عائدين ..ولكن والدته اعترضت وقالت له هل تريد تتسبب في فناء عشيرتنا .. الفتاة من عرق ملكي وبيضاء البشرة ستكشفنا الشرطة ايها الابله فنحن الغجر لانملك بشرة بهذا اللون فقال لها خبئيها يا اماه تصرفي ولكن لن ارفض هذا العرض الذي سيحييني وعشيرتي لمدة عشرين عاما قادمين ف لو فريت جلدي ماحصلت على عشر هذا المبلغ من اعمالي صالحها وطالحها ..فكيف تريدين مني الرفض على بعض المخاوف التافهه .. هل نسيت اني حيرت الشرطة لسبع سنوات ما استطاعوا ان يثبتوا علي شيئاً .. لاتخافي على ولدك يا امي فهو محتال بارع ولا زالت مهنتي التنكر .. فكفي عن ذلك ارجوكي وامتثلي لما اقول .. فأنا بجانب اني ولدك فأنا رئيس هذه العشيرة ومسؤول عنها فتصرفي بالأمر وساعديني .. فقالت الغجرية الام : أتأمر امك على كبر سنها .. ألا تخجل من نفسك..فقال باسماً : امي الحبيبة هذه هي مهنتي ان احتال وأأمر ولولاي لضعتم .. هيا خذي الطفلة فقد احببت وجهها لأنها كانت كتعويذة الحظ بالنسبة لي واشعر انها ستجلب الخير والسعادة لعشيرتنا ..اعتني بها. فنظرت الام الحنونة نظرة دافئة وقالت بابتسامة وديعة : معك حق يا "ألطف" لم ارى بحياتي طفلة بجمالها ونقائها يالتلك العينين البريئتين الحنونتين ... اسمع يا " ألطف" هذه الفتاة ستكون ابنتي وابنة رئيس العشيرة وجالبة الحظ لنا هي التي ستكون مصدر فخر لعشيرتنا . فهز " ألطف " رأسه موافقا وقال : لك هذا يا أمي سأذهب الان لأحتفل بفوزنا بتلك الالماسة الصغيرة ..وطالع السعد الذي جائنا من قبل الرب القدير . فأخذت الغجرية الام الطفلة بحنان وادخلتها العربة ...يتبع
القادم /ألطف يراقب امه والطفلة من على باب الغرفة بينما العربة تتحرك الام الغجرية تناجي الطفلة وتقول : انظري الطريق خلفنا بدأتي حياة التجوال ايتها الرحالة على ان اختار لك اسماً ..اي اسم اعطيكي ؟؟ ... فدخل ألطف وقال لها : "جودا" فإنتبهت الأم له وابتسمت وقالت : نعم " جودا" فقد جادت علينا بالخير. ابتسم الطف وهو يعبث بقشة في فمه وقد بدأ يحب تلك الطفلة ويلاعبها
أنت تقرأ
الغجرية وعابد الليل The Gypsy and Anchorite of The Night
Romanceنبذة عن القصة التقاء عالمين مختلفين بين غجرية راقصة وعابد يعشقان ارتياد نسك الليل هي برقص الحسناء وهو يلهج في مناجاة السماء حيث تخطفت تلك العاشقة أقدار غريبة من عقر مملكتها وتحولت من اميرة الى راقصة في ليلة وضحاها وترعرعت بين الغجر لتتلقى مصيرها ال...