الفصل الاربعون
توعكت الجدة في ذلك اليوم المشؤوم وراحت في غيبوبة لم تستطع حضور اعدام حفيدها لتوادعه وتتزود منه لاخر لحظة كان يوما صعبا جدا على الجميع بما فيهم جودا كان قاسيا على قلبيهما كصقيع ليلة بارده.يشحذ سكاكين لاترحم... في السجن كان ينكب محبوب في حظن اخته يبكي كطفل صغير وتبكي معه جودا في وداع محموم يخبرها فيه انه يستحق الموت لما فعله بها وبوالده دون قصد وانه ان الاوان ليلتحق بوالده بركب الاخره بما انه عانده وتخلف عنه في الدنيا ولكن الفراق صعب على قلبه لانه سيشتاق لها ولحنانها وسيشتاق لجدته وعنايتها ..سيشتاق لكل ذكرياته معها ...وجودا من كثرة النحيب والبكاء المرير المشبع بألم القلب لم تعد ترى امامها ...انتهى وقت الوداع وسحب العسكر محبوب منها قسرا الى غرفة الاعدام ..خرجت جودا من المكان تجر قدميها بصعوبة مع صدمة الفراق وخيبات الالم وتشهق زفرات كالموت لاتتخيل ان محبوبا اخيها الحبيب سيغادرها للابد صرخت حتى رجت ارجاء المكان من ألم قلبها تبكي غير مصدقة وكان ضباط هناك يحاولون تهدئتها وهم قلقون انها حامل ويحاولون ان يوصوها بطفلها انه المستقبل لها وان تحاول تجاوز الماضي اشفاقا منهم على حالها ...كانت وحيده وجلال كان يقدم الامتحان النهائي في الجامعه لرسالة البحث الخاصة ليحصل على الماجستير في طب الاسنان ...فلم يستطع الحضور معها ...استجمعت جودا قواها وخرجت تسير بشرود كأنها آلة برمجت على البكاء بحالة يرثى لها ... وومشت ومشت ولما كانت على جانب الطريق جاءت سيارة مسرعة نحوها حاولت الاصطدام بها لكن سيارة اخرى سوداء فارهه حالت دون ذلك لتقع جودا صارخه من الخوف ضمن تلك صدمة وتمسك بطنها من الهبطة المفزعة من تلك الحادثه ففرت السيارة العامدة الدهس بعيدا ونزل شاب الى جودا بسرعه من سيارة وصرخ بمساعده الحق به .. ثم هرع لجودا ياخذها بين ذراعيه وهو قلق جدا ...وقال فزعا : جودا جودا هل تسمعيني ..هل انتي بخير ؟؟
ولكن كان الضباب قد غشي عينيها وتعرقت بشدة وتناهى لها صوته ضعيفا وصورته مغوّشه وفقدت الوعي فحملها بسرعة كان يريد وضعها بالسيارة وفجأة ..انفجر مبنى ادارة السجن ...بكرة لهيب ضخمه وتناثرت الشظايا فإنبطح بسرعة وهو فوق جودا ليحميها من الشظايا والزجاج المتقاذف من الانفجارات المتتالية بينما سائقه هرع فزعا للشاب و صار فوقه يحميه وتعالى صراخ الناس والفوضى بالمكان والدماء والاشلاء صارت بكل مكان ...الشاب فتح باب السيارة بسرعه وطلب مساعده سائقه مددا جودا وانطلقا بها بعيدا للمشفى الخاص به ..بعد يومين اتضح ان مبنى ادارة السجن تعرض لهجوم ارهابي منظم من قبل جماعة مسلحة كان غايتها اخراج زعيم لهم فنفذت هذا التفجير الذي راح ضحيته عشرات الجرحى والاموات ...كان جلال كالمجنون يبحث عن جودا بين الضحايا والجرحى ويسأل ولكن حالة الفوضى لم تساعده كثيرا وهو لا يعلم عن زوجته شيء ...جودا في المشفى تعرضت لهبوط ضغط حاد جعلها بين الحياة والموت ..والجدة هي الاخرى في غيبوبة ..ناشدة ايضا فقدت اثر جودا فقررت ان تبحث عنها ..والكل صار في دوامة الفقد يترقب املا ينقذه من غياهب افكاره الظلماء...
أنت تقرأ
الغجرية وعابد الليل The Gypsy and Anchorite of The Night
Romanceنبذة عن القصة التقاء عالمين مختلفين بين غجرية راقصة وعابد يعشقان ارتياد نسك الليل هي برقص الحسناء وهو يلهج في مناجاة السماء حيث تخطفت تلك العاشقة أقدار غريبة من عقر مملكتها وتحولت من اميرة الى راقصة في ليلة وضحاها وترعرعت بين الغجر لتتلقى مصيرها ال...