الفصل التاسع عشر

521 24 3
                                    


  دخل المفوض وطلب من الجميع الانصراف ليحقق مع جودا فإستغرب الامير وطلب تفصيلا لفهم مايجري فإعتذر منه المفوض وأخبره بضرورة التكتم على تفاصيل القضية في الوقت الحالي الى ان يبدأ التحقيق مع الجميع وتتأكد الدلائل ..فكرر طلبه بضرورة الانفراد بالمريضة ليسألها فأذعن الامير وناشدة بإحترام وغادرا الغرفة فلما صار المفوض لوحده مع جودا سحب كرسياً وجلس بالقرب منها وقال لها : أنا المفوض تانمير آبادي المسؤول عن التحقيق في قضية مقتل السيد ارشد خان ..اعلم انك متعبة ياجودا ولكن هذا ضروري جداً كما اعلم ان ما سأخوض به قد يجرح شعورك ولكن اي تفصيلة منك ستساعدنا على العثور على القاتل الحقيقي عدا ذلك فكل التهم موجه لك في مقتله والدلائل ضدك وضد السيد جلال لانه كان بمسرح الجريمة عندما كنتي فاقدة للوعي ولهذا اصغي إلي جيداً واجيبيني بالحقيقة فقط وأنا أعدك لن يصيبك مكروه لعلمي بأنك لستي الجانية. ولكن للاسف فبصمات يدك على سلاح الجريمة تقول أمراً آخر للقضاء ولن يصدقوا ادعائك مالم نثبت العكس لهذا كوني متعاونة ياجودا لكي تنقذي نفسك ...وتساعديني في القبض على القاتل ..اتفقنا.

أغمضت جودا وأومات بالموافقة على كلام المحقق بصمت وحزن ..وأشباح الحادثة بدأت تلوح في ذاكرتها فطلب المحقق منها ان تروي له ماجرى بالضبط ..فبدأت تصف له كامل قصتها هناك وكيف وصلت وشاهدت جثة السيد ارشد وخنجرها النابت بقلبه ثم ذلك المجرم ومحاولة خنقه لها وجرحها له ثم فرارها واطلاق النار عليها فتوقفت ... فلاحظ المفوض انها لم تستطع ان تكمل تلك الفقرة بالذات وقد خنقتها العبرة ولاذت بالصمت ..وتحدرت دموعها وأشاحت بوجهها الطرف الاخر ..فإقترب المفوض اكثر من السرير وقال لها : جودا اعلم ان هذا مؤلم حقاً ..لكن يجب ان نمر من خلاله وقد وعدتني بذلك ولا تنسي صالحك بالأمر .. فحاولت جودا ان تستعيد نفسها ثم قال لها المفوض : حسناً اوصفي لي ماحدث ..فوصفت له جودا ماحصل معها ثم قال لها : هل تتذكرين شكله .فقالت : كلا كان يرتدي لثاما ..فقال لها : هل ذكر اسماً او اي شئ مميز ..فقالت : اظن انه كان من زبائن الملهى لانه كان قد اخبرني ..."فلاش باك ليوم الحادث" قال المجرم لها بفحيح شبق: كنت قادراً على قتلك اول مرة ولكني اخبرت نفسي ماذا ان حصلت منك على بعض المرح ..ما رأيك ان نلهو قليلاً..كنت اراك يومياً في الملهى الليلي وكيف تتلاعبين بقلوب الرجال ..حان وقت الانتقام لهم .. وذلك الغرور الغجري الذي في عينيك يعجبني..فخلع سترته ورماها بعيدا. "عودة لجودا" فتحت عينها وقالت للمفوض: هذا ماقاله لي .. فسألها المفوض ألم تلمحي اي شئ مميز بلباسه ربما قلادة معينة خاتم معين ..سوار ..او علامة في جسده ؟؟ اي شئ..؟؟ فحاولت جودا التذكر وقالت وهي تعصر ذاكرتها بصوت مقطع : كـ كـ كـان هناك وشم غامق اللون على صدره ..فقال المفوض : هل تتذكرين شكله ؟ فهزت جودا رأسها بالنفي فقال لها أشيري لي ياجودا في اي موضع كان وشمه فأشارت جودا بيد متعبه على منطقة ما بصدر المفوض ..فقال لها : هل رأيت اي علامة اخرى في رقبته او وجهه . فقالت : نعم كان يضع جلدة على احدى عينيه ..فقال المفوض : أي عين فيهما ؟ فقالت : اليسار فدون المفوض مساعد المفوض جميع التفاصيل ثم قال لها : هل من شئ آخر تحبين اضافته ياجودا . فهزت رأسها بالنفي . فطلب من مساعده الانتظار واستدعاء صاحب هذا الرقم فهز المساعد رأسه بالموافقة وذهب خارجاً فلما انصرف قال المفوض لجودا في خلوة : جودا علي ان اخبرك بشئ مهم جداً ..وهو ان المغتصب لم ينل مايريده منك وكنتي محظوظة جداً لأن السيد جلال مولى خان وصل مسرح الجريمة وقام بإنقاذك من المجرم الذي لاذ بالفرار ثم اسعفك واحضرك الى هنا . مايعني انك بخير . وابتسم المحقق لها . فدبت الدماء بوجه جودا من جديد ولاحت نظرة الاغتباط والدهشه عليها وقالت متلعثمة : جـ جـ جلال ..تقصد جلال الذي اعرفه ولا يحب تلك الاشياء .. فضحك المفوض مستغرباً وقال : ماذا ؟ ههههههه انا لا اعرف أي جلال تعرفين ولكنه ببساطة يدعى جلال مولى خان / مساعد طبيب اسنان وطالب في المرحلة الاخيرة في كلية تطبيب الاسنان.. فتهللت جودا وابتسمت وقالت : أجل هو انه هو ذلك السيد النبيل ..أتذكر انه قال شيئاً عن تصليح الاسنان . فضحك المفوض وقال : تطبيب الاسنان ياجودا وليس تصليح فإبتسمت جودا وقالت : في النهاية هم يصلحونها أليس كذلك . فقال المفوض مقهقها : نعم يفعلون .. وفجأة دخل جلال بهدوء وقد وقعت عينه على جودا التي تبسمت له فور دخوله فنهض المفوض لمصافحته واستدعائه للدخول ومنح كرسيه لجلال فأبى جلال ولكنه أجبره على الجلوس بقرب جودا وضل المفوض واقفاً فجلس جلال خجلاً متردداً ثم عانقت نظراته وجه جودا المتبسم وكان لون وجهها ق تحسن وبانت حمرة خديها وقد غادره الشحوب ونظرتها مسدده له بعاطفة غريبة تقض مجلسه فلمح جمال محياها حتى وهي مريضة ثم انتبه على عينيه فأخفضهما عنها وقال : كيف اصبحتي ياجودا ..شكرا لله على سلامتك. فقالت له ونبرة الامتنان والدفئ تعلو صوتها : أصبحت بخير عندما رأيتك ..ايها السيد النبيل ..وكيف لايكون بخير من يقابل وجهاً كوجهك ايها الملاك الحارس ..فإرتبك جلال بشدة والتفت خلفه وهو يظن انها تكلم غيره ..فلم يجد احداً والمفوض يضحك على ذلك المشهد فإنتبه جلال للمفوض وعلت علامات التعجب فقال المفوض ضاحكاً : حسناً .. لاتنظر إلي هكذا ..لقد اخبرتها بما فعل الملاك الحارس ببساطة وهي ممتنة لك على وصولك دائما بالوقت المناسب وانا بدوري استدعيتك الى هنا لأناقشك بامر ما . فقالت له جودا : انا مدينة لك بحياتي وممتنة لك من اعماق قلبي. فقال جلال خجلا : لاتقولي ذلك ياجودا لقد قمتي بواجبي ..ولستي مدينة لي بشئ.. انتي بمثابة أخت لي. فقالت جودا : ومع ذلك انا شاكرة لك انقاذي ..فليبارك الله خطاك اينما كنت. فقال جلال : امين . فقال المفوض : حسناً .. رتبتُ هذا الإجتماع لأن هناك مايجب ان اخبركما به .. للاسف الشديد كلاكما متهمين بمقتل السيد أرشد ولستُ مقتنعاً بتلك التهم الموجهه ضدكما ولكن الوقائع والشهود والادلة جميعها تشير اليكما ..سلاح الجريمة ، وتواجدكما في منزل السيد ارشد ليلة الحادثة بذات الوقت وامور اخرى ولعلمي قطعاً انكما بريئين فإني أحاول إقصائكما عن القضية ما استطعت بأقل الخسائر ولهذا ولكي لا اترك للمجرم الحقيقي مجالاً للفرار فإني احاول اغاضته وملاعبته قليلا ليكشف عن نفسه وعليكما ان تساعداني بخطتي وتنفذان ما أقوله حرفياً ودون مجادلة وإلا سيكون حبل المشنقة بإنتظار كليكما حتماً فماذا قلتما ..فأطرق الاثنان بالموافقة وهنا دخل السيد اقبال ايضا فرحب به المفوض وقال له: من الجيد انك وصلت في الوقت المناسب سيد اقبال ..هل جهزت ماطلبته منك ..فسلم اقبال على المفوض وصافحه وقال : نعم كل شئ جاهز كما طلبت وهذه التذاكر والخطوط والبطاقات المصرفية. فقال المفوض وهو يتفحصها : ممتاز جداً. فسلم اقبال على جلال وعانقه وسأله عن صحته فأكد جلال انه بخير ثم التفت الى جودا وسألها كيف اصبحت فقالت انها بخير وشكرته .. فبدأ المفوض بالكلام وقال : سيد جلال ، انسة جودا يؤسفني ان اقول لكما انكما ستضطران ان تثبتا انكم كنتما في مكان اخر ليلة وقوع الجرم وبهذا تثبتان انه لا علاقة لكما بما حدث بالتالي سيجن جنون القاتل بالبحث عنكما لانه لم يحقق الهدف من وراء استدعاء جلال لمسرح الجريمة وهو توريطه ونسب التهمة اليه فسيسعى للانتقام بما انه كان يحب تلك الخصلة وقد اعرب عنها مع جودا عشية محاولة اغتصابها ..لهذا عليكما الاختفاء عن الانظار قليلا ولمنطقة نستطيع ان نميزه بها فالقط سيلحق بالفأر اينما ذهب وسنرى كيف سيبلي بعد هذا ..الان استعدا لانطلاق الفوري ومغادرة المدينة حالاً وبدون مراجعة احد وسأقوم بإخفاء اي دليل على تسجيل دخول جودا للمستشفى حتى لا ينفضح امرنا واما عن ناشدة والامير فسأحدثهما بضرورة اخفاء الامر ولقربهما من جودا فلا شك عندي انهما سيفعلان مايتوجب علييهما لصالحكما .. ستقيمان في منزل استأجرته في مكان جميل في مدينة شيملا وسيكون لدى كل واحد منكما خط هاتف محمول منفصل عن الاخر لان عليكما غلق اي خطوط قديمة كنتما تستعملانها سابقا وتواصلنا سيكون على الارقام الجديدة .. لازيارات لا اقارب لا اصدقاء ..لا شئ اطلاقاً يخص هذه المدينة ستنسيان انكما كنتما هنا ..ستكونان فقط سوية في مدينة شيملا وسيعتني كل منكما بلآخر وستستمتعان هناك بالشمس والمناظر الخلابة لحين وصول اوامري لكما بالعودة وقد أعد السيد اقبال كل ماقد تحتاجانه هناك وسيكون مساعدي في استقبالكما فحياتكما في خطر هنا او هناك وهي تهمني لان واجبي حمايتكما ولانكما ايضاً الشاهدين الوحيدين على ماحدث وسيسعى القاتل للنيل منكما كما انكما المتهمين الوحيدين للقضية وقد يسعى شريكي بالقضية الى توريطكما بلا سعي للحقيقة فقط لينال نقاطاً لترقيته وغلق القضية باسرع مايمكن تحت تصفيق المحكمة وستكونان ضحية رجل اناني وطموحاته المهنية لهذا لن اسمح بجريمة اخرى بالحدوث ولهذا اعتبرا انكما في مهمة عسكرية او سرية لخدمة القانون فالرجاء الالتزام بالتعليمات كما يجب وانا واثق انكما لن تخذلانني ..بقي هناك أمر إجتماعي حساس لا أجيد الحديث به سأتركه الى السيد اقبال لكي يشرحه لكما فهو متخصص بالقضايا العائلية اكثر مني ..مهمتي انتهت بتوضيح الجانب القانوني والعسكري هل لديكما اي أسأله . سكت الاثنان وهز جلال رأسه بالنفي ..ومن زخم الاحداث ومباغتة المفوض للاثنين لم يجد جودا وجلال الا الاستسلام للدهشة والتزام الصمت للتفكير وهما يتبادلان النظرات الحائرة ..ثم قال السيد اقبال : بلا شك انكما استوعبتما وضعكما الحالي لهذا سيكون محتماً عليكما العيش تحت سقف واحد ولهذا امامكما خياران ..البقاء تحت سقف بصفتكما عاشقين و لااظن ذلك محبذاً على المستوى القانوني او الشخصي لان علينا ان نثبت انكما زوجين سعيدين ذهبا الى مدينة شيملا لقضاء شهر العسل هناك ولهذا فلا خيار امامكما الا ...وأنزل اقبال رأسه ليحدق بهما من فوق نظارته المتدنية على انفه مستأنفاً : إلا الزواج والان حالا وسأحرص على ان تغيير التاريخ الى مؤرخ عقد قديم سبق تاريخ الحادثة لنثبت انكما تزوجتما وسافرتما قبل وقوع الجريمة وسيراعى تقديم الثبوتيات تلك لبعض الناشطين في القضية لتضلليهم ولكنها لن تقدم للمحكمة ولن يتم تصديقها فلا تقلقا نحن لا نسعى لتضليل القضاء ولكن لتضليل المجرم ومن هم حول القضية كي لا تكشف خطتنا ..من جهة اخرى اظن ان ذلك الزواج سيكفل راحة لكليكما بالتصرف داخل المنزل وخارجه بشكل مريح وطبيعي كي لا تثيرا الشك حولكما حتى في شيملا .. وأما من جهة عوائلكما فلا تقلقا فسيتم التعامل مع ذلك ولن يكون احد منهم على قلق فإطمئنا مع الحفاظ على سرية الخطة فلا يجب ان تعلم اسرتيكما بلأمر الان فسنقول انه كان حباً من النظرة الاولى و وطيش الشباب وحصل بينكما ماحصل فتزوجتما لإصلاح الامر وسأتولى اخبارهم بهذا الامر ..اعلم ان الامر صعب عليكما ولكن فكروا انه لا وسيلة لانقاذكما من هذا المأزق الا تلك الخطة عليكما ان تثبتا برائتيكما للمحكمة يا ابنائي وبعد ذلك سنشرح الحقيقة كاملة الى اسرتيكما ليعذرانكما على اية حال ..ولا بأس ببعض المشقة افضل من الاعدام والفجيعة الكبرى. عليكما تحمل هذا الوضع المؤقت والتكيف معه. ان كان لديكما اي سؤال فأنا بخدمتكما عدا ذلك علي الذهاب لتجهيز ترتيبات زواجكما و انتقالكما الى شيملا لا وقت لدينا لنضيعه هنا سيزوجكما الشيخ مأمون إمام مسجد "شاهي سولطان" وسيقيم لكما طقساً شرعياً متكاملاً بحيث تصبحان شرعياً زوج وزوجة وسيوقع على عقدكما ولكننا لن نفضي بذلك العقد الى المحكمة فلا نسعى للاضرار بحياتكما الخاصة ولكن هذا العقد مهم للنقاط التي اوردناها سلفاً ..حظا موفقاً لكليكما . كانت الصدمة شديدة على قلب جلال وجودا ..فكل منهما الان يدوخ في واديه فجودا تفكر بعائلتها وذلك الغريب الذي سيقتحم حياتها الخاصة وستضطر للزواج به كي تنقذ نفسها ولكنها مدينة له بحياتها وعليها انت تتحمل مسؤولية انقاذه وانقاذ نفسها على حد سواء فكيف المفر من هذا المأزق المعقد فلم يسبق لها التعامل مع مثل تلك المشاكل المعقدة فماذا تفعل ولاسبيل للاعتراض..بينما جلال يقبع بنفس الدائرة ويفكر كيف سيشرح اختفاءه لاخته وعمه وكيف اذا عاد الى المدينة وذلك الزواج الذي سيقضي على سمعته ..غجرية وراقصة في ملهى تحمل اسم عائلته الذي اتسم بالنقاء قرونا وقرون كيف سيرتكب شيئاً فظيعا كهذا ويضع عائلته في ذلك المأزق ..زواج شرعي ..رحماك ربي ..مايعني ان عليه ان يمنحها كافة حقوقها الشرعية لو طالبته بها ليرضي الله ..وان بقي معها بدون زواج فالكارثة اعظم لانه خلوتهما ستتحول وكر للخطيئة وان ضمن نفسه فقد لا يضمنها هي وقد تراوده عن نفسه كإمرأة العزيز ..فتاة من بيئة كهذه قد يصدر منها اي شئ فمن الاهون على قلبه الان ..والاعتى من ذلك انها انقذت حياته يوماً فكيف يتنكر لها الان أهو بتلك الخسة ؟؟ عليه ان يكون ممتناً لها لانه يتنفس بجانبها الان ..يا إلهي أمران قاسيان أحدهما أمر من الاخر لا استطيع قبولها ولا استطيع رفضها اي مصيبة هذه يا الله ..هكذا حدث جلال نفسه وقد التفت لها فوجدها تنظر اليه بنفس النظرة ..تبادلا الحيرة والاسى والاجبار فلما وجد نظرات مشابهه في عين جودا قرر ان يتكلم عنهما فقال لاقبال اتسمح لي بكلمة على انفراد فقال السيد اقبال بالطبع ياجلال ولكن اسرع فلا وقت لدينا عليكما الاقلاع بعد 4 ساعات فإنزوى جلال باقبال خارج الغرفة وقال له : هل جننت يا اقبال كيف تخطر ببالك تلك الفكرة اساسا..فلا بد هناك من حلول ربما نخبرهم الحقيقة وسيصدقونا . اقبال : لاتستخف بما يجرى ياجلال فكل الدلائل المقدمة للنيابة العامة ضدك وضد جودا .. وان سمعك المفوض الان تتكلم لتفسد عليه مخططه فسيصفعك لتعود لرشدك فحياتك وتلك الفتاة على المحك وانت تتفوه بالترهات ..تلك الجريمة فبركت ضدك بإحكام وهناك من عمل على ذلك وليس غبياً ..وانتما المتهمين الرئيسين في الحادثة و رتب كل شئ بفطنة وذكاء وان انا والمفوض استطعنا تمييز برائتك لأنك صديقنا ولعلمنا بك وبمجريات الجريمة ولكن القانون لا يعتد بتلك الاشياء فهو يعترف بسلاح الجريمة والدوافع ومسرح الحدث لا بشئ اخر.. لهذا .. ستنقذ نفسك وتنقذها بالزواج منها الان وفوراً قبل استدعائك للتحقيق او ستضطر ان تثبت انها عشيقتك وتقدم مثلا صورا لكما فأيهما تفضل ياصديقي ؟ ولا اظنك ستقبل بهذا الحل لانك رجل مؤمن لهذا تقبل الأمر ياجلال وتوكل على الله هو يعلم لماذا ولأجل ماذا تفعل هذا الشئ والهدف نبيل كما ان الفتاة ليست سيئة كما يبدو لك عدا ذلك لو كنت مكانك لكنت فضلت الاستلقاء بأحضانها على ان اموت في احضان المشنقة ..لا..؟ ذلك القد المرتسم كالغزلان والشعر الابنوسي الالوان والعينان الساحرتان ..غجرية لا تضاهى بالأثمان ..فخرج اقبال من ديدنه على صرخة غاضبة من جلال موبخاً : هذا يكفي ..ما الذي دهاك ..ألا تخجل من نفسك.. انها من اعمار بناتك ولا يجب ان تتحدث عنها بتلك الطريقة . فضحك اقبال بشدة وقال : لا يجب ان اتحدث لانها من اعمار بناتي ام لان الزوج بدأ يغار على زوجته . فقال جلال ولازال غاضبا منزعجاً : ماذا ؟ أظن انك بدأت تهذي ياصاح. فقال اقبال وهو يضحك : نعم وهذياني لا يقبل الشك ابداً ههههههه لا تستخف بالعجوز الذي امامك فلا زال لخبرات سنينه المتواضعة صدى مدوي .. هيا ياجلال اذهب واجلس قليلاً مع خطيبتك وسأوافيكما لنذهب الى المسجد بعد 10 دقائق . فقال جلال منزعجاً : حسنا ولكن لا تنغمس ب تلك المسرحية يا اقبال .. انا احذرك . فضحك اقبال وربت على كتف جلال وسلم عليه وغادر فعاد جلال ليجد المفوض يتحدث مع جودا ويطمئنها ان كل شئ سيكون بخير والا تقلق على ذويها ..فلما انتبه المفوض لجلال ابتسم وقال : سأترك لكما مساحة من الوقت لتخلوان ببعضكما اظن ان لديكما حتماً ما تتحدثان به . وغادر الغرفة ..وجلال ينظر الى كل شئ عدا جودا وهو محني الرأس بضيق وأما جودا فتنظر بحرج وقلق لجلال ثم تتهرب بنظرتها الى الناحية الاخرى فتقدم جلال بخطى متثاقلة وجلس على طرف سريرها هذه المرة وصار قبالتها ينظر لها فلما وقعت عينيه في عينيها ورأى حجم القلق والخوف والارتباك والحيرة في عيني الفتاة اشفق جلال لرؤيتها وزالت معالم الغضب وحل محلها الحنان والشفقة وقال لها ..


القادم / سيكون اول يوم لهما كزوجين تحت سقف واحد فماذا سيحدث في منزل شيملا ؟؟

الغجرية وعابد الليل   The Gypsy and Anchorite  of The Nightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن