جلال يفتح عينيه مجددا فيجد جودا عند راسه وكانت متزينة وجميلة جدا بلباسها الملون اللامع تغري تلك الانعكاسات اي شخص بالنظر اليها ..ولكن جلال فقط كان يحاول ان يستقر نظره المرهق على وجهها فسلم عليها وخاطبها بضعف : ماهي الساعة الان ؟ وفي اي يوم نحن ؟ فاخبرته جودا انها توشك على منتصف ليلة التاسع والعشرين من شهر اكتوبر لعام 2014 فبدأ جلال يستعيد ذاكرته تدريجيا فعرف انه قضى حوالي احد عشر يوماً في هذا المكان .. فقال لها : هلا اسديتني معروفا من فضلك ؟؟ فقالت جودا : بالطبع ..اخبرني ماتريد ؟ فتحسس جسده ونظر الى صدره عاريا فوجد ان قميصه وسترته ليست عليه فتوجس فاخبرته جودا ان الطبيب اضطر الى خلعهما ليخفض حرارته بالمغطس ..فبدى جلال اكثر ارتياحا واخذ يتلفت باحثا ..فتناولت جودا قميصة وسترته من على السرير وقالت اتبحث عن هذه ؟؟ فقال : اجل .. شكرا لك. فارتدى قميصه وبدى اكثر نشاطاً واعتدل بجلوسه على السرير واخرج من سترته هاتفاً اراد ان يتصل بشخص ما ولكنه وجد هاتفه نافذ البطارية فطلب منها شاحنا حتى يشحنه فطلبت جودا من الحارس الذي يقف خارجا ان يوفر لها شاحنة للهاتف فاخذ الهاتف وانصرف وعاد بعد قليل ليعطيها ماطلبت فشكرها جلال ..وهو يسمع رنات خلخالها فلا تغيب تلك الرنات عن ذهنه وبينما يركب الشاحن ويرتب ذلك على قابس الكهرباء الكائن على الجدار الجانبي له وعيناه تسترقان بعض النظرات بين الحين والاخر لقدميها وحزامها فشعر للحظة كأنه قد رآى تلك الصورة من قبل وتذكر راقصة حفل زفاف صديقه فاعتراه فضول السؤال ف قال لها : هل زرتي شاطئ البلدة يوما ً ؟؟ فقالت جودا : لقد زرت جميع شواطئ الهند.. وجبت البلاد. فقال جلال مبتسماً :مثيرة هي حياة الترحال ايتها الغجرية لا ؟؟ ،،، فقالت ترد دعابته بابتسامة لطيفة: كانت كذلك ايها السيد النبيل ..ولكن الامور تغيرت الان ..بعد ان استقر ابي هنا وامتهن تجارة الصيد. فقال جلال : وهل تجيدين الصيد مثله ؟؟ فقالت جودا وهي تهز اساورها : اجيد الرقص اكثر . فضحك جلال واجبرت ضحكته الجميله جودا على الابتسام بتواضع فقال لها : واضف عليهم قراءة الطالع اليس كذلك ؟؟. فغادرت الابتسامة وجه جودا فجأة وانبرت تتشح بحزن خفي ..رغم انها تحاول جاهدة الا ان جلال لمح ذلك التغيير فقالت تحاول اعادة ابتسامة واهنة : ليس بعد الان .. فاستغرب جلال وقال : لماذا ؟؟ فنظرت اليه وعيناها تحاول التهرب من الاجابه فقالت مترددة وسكتت : لأنني... ثم دخلت ميرا كالبرق فجأة وقاطعتهما وكأن ذلك ساعد جودا من مأزق الاجابة وقالت ميرا: هيا بنا جودا .. المعلمة تستدعيكي فوصلتك قد حانت . فألتفتت جودا اليها واومأت براسها موافقة ثم قالت لجلال هذا دوائك تناوله قبل ان تاكل وعلى الطاولة وجبة عشائك واكثر من شرب الحليب ولا تتحرك كثيرا. فرفعت وشاحها الخفيف وتغطت به واضعة اياه على راسها ورغم ذلك زادها جمالا وهو ينافس لمعان بشرتها الوضاءه حتى من تحت استاره ..ونهضت بسرعة ترتن خطواتها وكان ظهرها له ..فاستوقفها جلال قائلا : انتظري .. فتوقفت جودا وكانت تمسك بيدها طرف وشاحها فمنحته نصف استدارة ولازال ظهرها له فلما رأى جانب خدها علامة الاصغاء وهي صامته تنتظر ماذا يريد منها فقال لها بحنان : هل يجب عليكي ذلك .. لاترقصي هذه الليلة وابقي هنا ..اني انست حديثك.. فقالت بصوت رقيق يكاد يسمع من وراء وشاحها الذي تمسكه : علي ذلك ايها السيد .. انه عملي ..ولكني سأعود لك لاحقاً. فقال لها بسرعة : جودا ..لاتناديني بالسيد اسمي جلال فقط ..وانا مدين لك بحياتي. فقالت له وهي تحافظ على ذات المستوى بالرقة والهدوء : لست مديناً لي بشئ.. جلال . نطقت اسمه وهي تسدد له نظرة عميقة جعلتها تضطر الالتفات له اكثر قليلاً فعلت ملامح الاستغراب والاعجاب وجه جلال وانصرفت جودا تاركة جلال في اروقة التساؤل والانشداد ..
أنت تقرأ
الغجرية وعابد الليل The Gypsy and Anchorite of The Night
Romanceنبذة عن القصة التقاء عالمين مختلفين بين غجرية راقصة وعابد يعشقان ارتياد نسك الليل هي برقص الحسناء وهو يلهج في مناجاة السماء حيث تخطفت تلك العاشقة أقدار غريبة من عقر مملكتها وتحولت من اميرة الى راقصة في ليلة وضحاها وترعرعت بين الغجر لتتلقى مصيرها ال...