الفصل 39 قبلة العاشقين

744 28 22
                                    



الفصل ال 39

ميرا دخلت على محبوب لزيارته ... وهي تبكي بصمت فأمسك بيدها وتبادلا نظرات ملؤها الالم والمحبة والحزن العميق ... فقال لها محبوب وهي يقاوم دموعه واختلاجة صوته : لم اكن اعلم ان الطريق هذا سيكون مراً هكذا ...كنت اظنها العملية الاخيرة التي ساوفر لكي بها الحياة التي تحلمين بها والتي تليق بكي لاني اعتبركي اميرتي ..لكن لم اعلم انه سيكون بها نهايتي ... فإنفجرت ميرا بالبكاء على يدي محبوب المقيدة بالاصفاد ..وهو ينظر لها بحنان ويكتم صوت دموعه وانفعالاته ... واكمل وهو يمسح على رأسها : عديني ان تنسيني وانتي خارجة من هذا المكان ..وتعيشي حياتك وتسعدي .. وإذا يوماً صرتي أما جميلة فخذي هذا السوار الجلدي البسيه لطفلك .. لقد صنعت مثله لطفل جودا .. فأجهشت ميرا بالبكاء اكثر وزوبعة من المشاعر المختلطة بكثير من العشق والالم ..تعصف بقلبها .. اكمل محبوب ليلطف الجو : لاتظني انه جلد رخيص ..انه طبيعي وغالي الثمن .. كانت سترة اهدانياها والدي صنعها من جلود الصيد خاصته الا اني فكرت ... بما انني راحل وهي ستسرق بعد موتي فالافضل ان اجعل منها ذكريات لأحبتي ..فضحك محبوب بحزن ودموعه في عينيه ...ولكن ميرا اوجعتها العبارة بخلاف ما اراد محبوب لابتسامها ثم قبل يدها وقال لاتبكي ..انتي قوية وانا اثق بكي وستكونين بخير.. ان انا رحلت لكن دعائي وامنياتي الطيبة لكي لن تموت وسترافقك مدى الحياة .. كانت ميرا تتخذ من لغة الدموع والاسى صوتا صامتا يحاكي كلمات محبوب ..فقال وهو يخرج شيء من جيبه ...خذي حبيبتي هذه الامانة سلميها لجدتي انها حافظة جلدية ايضا صنعتها لها لكي تحفظ بها اوراق التاروت خاصتها .. اعطيها لها ..لتصلي على روحي وتغفر لي ... وانتي ايضا ميرا اغفري لي تقصيري ومافعلته بكي وبنفسي لترقد روحي بسلام .. ونظر لها نظرة رجاء واسى بعين دامعه ..وقال : هل تسامحيني ...فاستجمعت ميرا نفسها ونظرت بعينه طويلا وهي تهدأ تدريجيا وقالت بصوت لا يكاد يسمع : لقد سامحتك ... احبك كثيرا ... واخذت يده تقبلها ..وهو يمسح بيده دموع وجهها ويمسح شعرها بحنان وهو يرفع يديه معا لانهما مصدفتان ... حتى صاح الشرطي : انتهت الزيارة .. وسحب محبوب فتمسك بيدها والشرطي يجره وقال : ميرا كوني سعيده من اجلي حبيبتي .. ميرا اعتني بجدتي وجودا .. والشرطي يعنفه ويجره قائلا بفظاظه : هيا ولا تضيع وقتنا . وميرا تنادي وتصرخ : سأفعل حبيبي لا تتركي وترحل محبوب ..محبوب ..محبوب ...محبوووب وسقطت على ركبتها تبكي بحرقة وانهيار وقدغاب حبيبها مع الشرطي وأسدلت الستارة على قصة اخرى من قصص الحب الاكثر مأساولة في هذا العالم الغريب ..بينما كانت جودا تعد طبقا من السلطة بالمطبخ شردت تفكر بمحبوب فجرحت اصبعها وتأوهت ..ثم رمت السكين وراحت تبحث عن شيء لتعقم جرحها وتربطه بكثير من الحزن مشوب بالانزعاج والضيق فطرق الباب هذه اللحظة فإنتبهت للطرق ..وراحت تفتح الباب ليظهر رجل بدا كبير بالسن ووالشيب يغزو رأسه ولكنه بشرته اكثر شبابا من عمره على مايبدو ..انيق ويقف امامها بوقار وهيبة فعرفها بنفسه قائلا : منور مولى خان العم الاكبر لجلال مولى خان ... لدينا مانتحدث به ... وجودا لا زالت قيد المفاجأة ولكنها كانت هادئه جدا فرحبت به واشارت له بالدخول .. فدخل واغلقت الباب ولم تكن تشعر بالراحة من وجوم هذا الرجل الذي روح وجهه تشبه الموت ..لكن كان عليها سماعه .. فجلس بعلياء وحاولت ان تقدم له مشروب الضيافه لكنه رفض وقال لم اتذوق شيئ من بيت راقصة طوال حياتي .. كان مستفزا يتعمد الاهانه ..فقالت جودا بهدوء تحاول امتصاص اهانته وردها بأدب: اذن لا بأس ان تجرب شيء جديد بحياتك فأنا ايضا اخمن ان لم تدخل منزل راقصة ايضا ..ولكنك فعلت اليوم ... فإبتسم العم ابتسامة صفراء وقد اعجبه اسلوبها بالمراوغة وظن انها بهذا الشكل اوقعت بجلال فقال لها : محقة انتي تماما ..الحياة احيانا تجبرنا على ما نكره في بعض الاحيان .. وضعت القهوة امامه وقالت : اذن ما الذي اكرهك على المجيء هنا سيد منور خان . فنظر لها بصرامة : جلال ..وتعلمين جيدا انكي لا تحلمين ان اطيئ وكرك القذر لولا جلال . فهبت الجدة تتعارك معه بصوت عالي : هييييي انت ايها السيد الزم حدودك مع من تظن انك تتحدث هذا بيت محترم ولا اسم لك بالمساس بحفيدتي ..انت لاتـ.. فأمسكت جودا جدتها وابعدتها للداخل برفق وقالت : جدتي جدتي اذهبي ارتاحي لطفا لا تتدخلي دعيني انهي الامر بنفسي ..فاعترضت الجدة وقالت بعصبية : ولكنه يقل بأدبه الا ترين ما ..فقاطعتها جودا وحظنتها وقالت : اششششش اعلم اعلم ولكن ايضا نحن لن نسيئ له مهما كان لانه ضيفنا .. فقالت الجده بعدما هدأت وهي تنظر باحتقار لمنور ..وقالت : ارجو ان يتذكر فقط انه ضيف هنا .. رجال غريبون..هه. وراحت تتذمر بعصبية ودلفت للغرفه فعادت جودا له وقالت : ماذا تريد ايها السيد ..؟؟ ما الذي جاء بك الى هنا؟ فقال بصرامة وغضب مكتوم : اتركي جلال عليكي طلب الطلاق. فقالت بتهكم : هذا اذن مايؤرق رقادك.. حسنا وإن لم افعل ؟؟ فقال بحدة اكثر : سأعطيكي ما شئتي من المال هيا اكتبي اي مبلغ تريدين ووقعي ورقة الطلاق هذه فأخرج صك نقدي موقع ينتظر وضعها للمبلغ وورقة رسمية للطلاق ووضع القلم لتوقعها. فأمسكت جودا القلم فقالت وهي تنظر للقلم : يبدو باهض الثمن .. ولكنها وضعت رأسه على المنضدة و رصته بقوة حتى انكسر واندلق حبره فغرقت الصك والورقة بالحبر ورمت القلم ببرود على الورقة وقالت : اسفه ولكن الصفقة منتهية . لان جلال ليس سلعة تباع وتشترى وهو كائن حي متكامل له حق الاختيار وما اظنك نسيته انه زوجي ووالد طفلي القادم ولو كنت مكاني ما اظنك ستبيع زوجتك مقابل حفنة روبيات . فصرخ العم : اخرسي .." صفعها" تقارنين زوجتي بكي ياعاهرة.."امسكها من شعرها وصار يهددها :... انتي من جنيتي على نفسك ..اقسم ان لم تتركي جلال سوف لن تبقي حية وطفلك هذا سيرحل معكي الى الجحيم..ان كنتي تريدين ان تعيشي انتي وطفلك بسلام.. اتركي جلال او ستجدين سيارة تصادفك من حيث لا تدرين وتدهسك ..او ربما اجعلها عيار ناري تائه يثقب بطنك الجميلة مثل البالون ...وقد تفضلين الموت ببطيء بتشويه وجهك الجميل هذا بماء حارق ... اختاري لكي موتة تفضلينها ان لم تتركي ابن اخي وِشأنه ..وحذاري سأدفنك حية ان وصل خبر من هذا لجلال. افلتها بقوة لتقع بوجهها على الكرسي فينقلب ويختل توازنها ..وغادر العم بعصبية بينما تأوهت جودا بشده اثر سقطتها عالارض وامسكت بطنها تتلوى سمعتها الجدة وهرعت اليها فزعه وهي تقول : ماذا فعل هذا الحقير ؟؟ فقالت جودا : لاشيء جدني دفعني فقط انما اختل توازني وسقطت ساعديني ااااه... وصارت الجده تصرخ : ايها السافل الذي ليس بقلبه رحمه .. كيف يدفع امراة حامل وصارت تساعدها الجده بصعوبة لتنهض بها وتمددها على السرير وقالت جودا وهي تلتقط انفاسها : انا بخير جدتي لاتقلقي . والجده قلقة تولول على حفيدها وتدعي بالموت على عم جلال. فأمسكت جودا بيد الجدة واخذت منها عهدا بعدم البوح لجلال عن شيء لكي لا تتفاقم المشاكل. فإعترضت الجدة لكن جودا تعصبت وتعرقت وخافت عليها الجدة ان تتوعك فخضعت لرغبة جودا ووعدتها انها لن تخبر جلال بشيء وذهبت لاحضار الطبيب ليعاين سقطه جودا وجودا تلهث بمكانها متعرقة .. وتشعر بألم بظهرها وبطنها ولكنها تزفر وتقاوم ذلك..وبينما الجده ذهبت لتحضر الطبيب ...دخل جلال سعيدا وبيده اكياس عديدة وجودا مسترخيه عالسرير ... فنست اوجاعها لحظة رأت وجه جلال متبسما متوردا وهو سعيد وقال : لقد احضرت لعبا وملابسا للطفل وهذه الاقمشة لجدتي وهذه الزهور لكي حبيبتي فتمدد وحظنها وهو يضع على صدرها باقة ورد جميلة جدا فشكرته وراحت تشم الزهور بسعادة ... ورمت برأسها على كتفه متعبه فإنتبه جلال لزوجته متعرقة ومتعبه ولم تبدو بخير فلما سألها فقالت لاشيء انه تعب للحمل فعرض عليها ان يحضر الطبيب فأخبرته ان جدتها فعلت مسبقا وهي تنتظر قدومه ..فإرتاح جلال نسبيا ولكنه بقي قلق على جودا وهو يحظنها بحنان ويمسح وجهها ويدها وبطنها ..ويطبع قبلة بين الفينة والاخرى هنا وهناك حتى اتحد معها في قبلة عشق طويلة سمرت خيالها وخففت متاعبها وازالت همها .. حتى دخلت الجدة مع الطبيب وقطعت عليهما اللحظة ..فتوقفت شحنة العشق بينهما وهما يتبسمان من الموقف.. وراحت الجدة ترشد الطبيب وتعطيه الف نصيحة ان يعتني بها وان يفحص هنا وهنا وهنا وهي تحدد له المواضع كأنها هي الطبيب وليس هو وجودا وجلال يضحكان بخفة بينما الجدة جننت الطبيب وصار عصبيا ولكنه كان يكتم ويزفر منزعجا لعلها تنتبه او تحس تلك الجدة لكن لا حياة لمن تنادي لكنه فحص جودا وتم الامر بنجاح وقال لا شيء خطير ولكنه وصف لها بعض المغذيات خشي ان تكون متعرضة لانخفاص في معدلات العناصر المغذية كما كان يعتقد لان الجدة اخبرته انها داخت وسقطت ولم تخبر احد بالحقيقة كما اوصتها جودا . ثم طلب الطبيب ان ترتاح جودا وتنام فهي بحاجة للنوم والراحه ..

القادم / اعدام محبوب ووداع جودا له ...وسيارة تحاول دهس جودا ولكن فجأة واذا رجل وسيم ينظر بعينيها طويلا..بعشق كبير .. بينما جلال يجلس مع رابيا على الشاطيء ليتناقش معها بما حصل من والدها.

متابعيني الاحباء  لاتنسوا تصويت وكومنت لأتعرف علىارائكم واستفساراتكم اجيب عليها. 

بقلم وتقديم / مايا ابراهيم      

الغجرية وعابد الليل   The Gypsy and Anchorite  of The Nightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن