الفصل السابع عشر

454 23 1
                                    


  اتصل الحارس بناشدة بيكهام واخبرها ما فعلت السيدة بألطف فإنهارت ناشدة وصدمت بشدة وشعرت بأن جودا ستكون بخطر لأن تلك الافعى علمت بأن الأميرة على قيد الحياة وربما تكون قد علمت ايضا مكانها وفكرت بطريقة لإنقاذها وراحت تخطط لكيفية الوصول الى الأمير وبهذا الوقت لابد ان الأمير نائم ففكرت برجل وحيد قادر على اختراق المنظومة الامنية وهو حاكم الولاية ورئيس مفوضية البلدة .."مفضل فارون زاده" اكثر رجل تكرهه في العالم .. والذي كانت له اليد الاولى في تدمير حياتها وتعود الذكريات بناشدة الى الوراء وهي تتذكر ماجرى لها على يد ذلك الفاجر الذي مثل عليها انه يحبها حتى اغتصب منها الحياة للموت والقى بها فريسة الاقدار فانقذتها الجدة العجوز وبدأت رحلتها في العالم الليلي ومنذ ذلك اليوم لم تعد نفسها ولكنها اصبحت اصلب مما كانت او على الاقل هذا ماتبدو عليه الا امام تلك الذكريات ولكنها قد تضطر لتضحية اخيرة عندما تتذكر جودا نشأتها تدريبها وطفولتها ..صباها ورقصها وحبها الغامر لناشدة عناقها مرحها عنادها ..حنانها وضحكتها وبرائتها اليافعة كانت تلك الإبنة التي طالما تمنتها والتي تريدها ان ترث من بعدها هذا المكان ليخلد اسم ناشدة بيكهام اليس هذا ماتسعى له..فهل يستحق الأمر العناء ؟؟ تنهدت ناشدة بصمت ومسحت دموعها المتساقطة وابتسمت بانكسار وهمست ... ربما للمرة الاخيرة ياجودا فلم يعد لي حياة وبموتك لا حياة لي..لقد وعدت جدتك وعلي ان أفي بوعدي ..ولأجل المسكين ألطف الذي قضى بالغدر لن اترك تلك الأفعى تفوز .. ونهضت على عجالة ولفت عليها خماراً غامقاً لكي لا يتعرف عليها احد وذهبت الى منزله واخذت معها خاتما معيناً ولما وصلت الى منزل غاصبها الارذل خرج الحارس لها فسألها من تكون ؟؟ماذا تريد بمثل هذا الوقت؟ فقالت له : خذ هذا الخاتم وأعطه الى الرئيس واخبره ان صاحبة الخاتم تنتظرك في الخارج بمسألة حياة او موت .بدأ الطقس يتبدل ولاح في الافق صوت الرعد مدويا ببرق خفيف وامطرت بشدة . ففعل الحارس ماطلب منه وايقظ سيده وسلمه الخاتم فسألته زوجته مايجري فأخبرها انها مسألة حكومية طارئة وطلب منها ان تعود للنوم ..فلما خرج الرئيس لم يكن يتوقع قدومها هل يعقل ان تكون هي فنزل غير عابئ بالامطار فلما اقترب منها اماطت الوشاح عن وجهها فتفاجئ وتهلل وجهه عندما رآها وقال : "نورين" ..اهذا انت ؟؟ لا اصدق عيناي ... بينما كانت ترمقه بعين باردة قالت : لم اعد "نورين" ..بل ناشدة بيكهام. فهز برأسه فرحاً ملهوفاً فقال : حسناً كما تشائين تفضلي ارجوكي فأنتي مبتلة جداً ..وفتح لها البوابة اكثر فدخلت وقادها الى الداخل واخذها الى غرفة المكتب لكي يثير ضجة ويوقض زوجته ...فلما جلسا جلب لها منشفة فنظرت له بعين جامدة ولم تأخذها فأحس بالارتباك والاحراج من نظراتها النارية التي تقتل سكينته وتربك وقار شيبه المهيب ..فجلس امامها وقال متأملاً فيها كأنه يراها أول مرة وعيناه تدور بوجهها بعشق قائلا : لقد مضى 20 عاما وبانت خطوط بوجهك هنا وهنا ..واشار بيده برقة ..وتلك الخصلة البيضاء اليتيمة بشعرك الاسود تجعلك فاتنة .. اصبحت اكثر جمالاً بذلك وكأنك تغتالين من الزمن ماءا فلم تفقدي رونقك نورين.. فنظرت له ناشدة ببرود وهي تسدد سهاماً فعدل عن قوله واعتذر فقال : انا اسف اقصد ناشدة بيكهام ..بما اخدمك الليلة ؟؟ فخرجت ناشدة من صمتها وقالت : اريد ان اقابل الامير الان ؟ فتعجب مفضل وقال : الان ؟؟ ولما الان ؟ فقالت ناشدة : الامر سر متعلق بالعائلة الملكية ولا يمكنني البوح به ولكنها مسألة حياة أو موت ..ان لم تساعدني وعلم بعدها الامير فستكون في ورطة كبيرة . فكر الحاكم بكلامها وقال : حسناً ولكن بشرط .. فقالت : وهل لا زلت تمتلك الجرأة لتشترط علي ..قال لها : نعم لانني اريد طلب الغفران منك .. سامحيني ارجوكي ..اعتقيني من شعور الذنب فمنذ فارقتك وارتكبت خطيئتي الشنعاء لم يهنأ لي بال وكان ضميري يعذبني تلقيت العقاب عشرون عاماً يا ناشدة بيكهام لاني جعلتك كذلك ..فأرجوك حرريني من هذا العذاب ..واجعليني اكفر عن ذنبي بالزواج منك قد بحثت عنك في كل مكان لكني لم اجدك فاتركيني اليوم اكفر عن خطيئتي انا مستعد لأي شئ تطلبينه وان كان يشفي غليلك ان الله انتقم لك بطريقته فقد تزوجت بعدك 4 نساء و حرمت الاطفال ولا امل لي بالحصول عليهم فالعلة في جسدي انا ولا تثبت عندي امرأة لهذا السبب فيتزوجن بي لمالي فقط كوني غني وبعد ان يمتلئن يفتعلن الامر ويطلبن الطلاق لتركي والمضي بحياة اخرى ليحصلن على زينة الحياة وهي الذرية..وافقي ياحب قلبي ولن تندمي أعدك .. كنتي الوحيدة التي احبتني بإخلاص فأجرمت بحقها واستحق العقاب ولكنني قضيت سنوات طويلة بهذا هلا ترفقتي بي الان فقالت بسكون كالآلة وهي تنظر له بثبات : لك ماطلبت فقد سامحتك ..ولكني لا أرغب بالزواج منك .. فتوسل بها فقالت : قد اوافق على طلبك يامفضل لحاجتي الآن لإنقاذ روح تنتظرني ...وأستطيع ان امنحك جسدي فلم يعد لدي ما أخسره ولكنك لن تحصل على قلبي ..فشخص دنئ مثلك لاعجب ان يستغل الامر ..فقال وهو ينظر برغبة عارمة لها : قولي عني ماشئت الآن فلن تصدقيني ..يكفي انك سامحتني حبيبتي ..وانا سأتزوجك واجعلك اسعد امرأة في الدنيا .. وسأثبت لك صدق نواياي فقط امنحيني هذه الفرصة . فقالت بجمود : لك هذا ..وهيا بنا للأمير فالوقت ينفذ . فهز برأسه وقال : امهليني اغير ثيابي فقط. فهزت برأسها واتصل على السائق وطلب منه تجهيز السيارة وانطلقا نحو القصر فلما وصلا للبوابة قال السائق للبواب : الحاكم يريد مقابلة الأمير افتح البوابة ففتحت البوابة خلال ثوان وتقدمت السيارة وفي الداخل نزل الحاكم ومعه ناشدة فلما رآه الحرس في الباب ضربوا له التحايا وفتح باب ردهة الاستقبال ودخل الحاكم وجلس واجلس ناشدة ثم اتصل على شخص ما وقال : أيقظ سمو الأمير واخبره ان حاكم الولاية بإنتظاره في قاعة الاجتماعات بأمر طارئ حياة او موت .. كان مالك يرسم بلوحة لجودا عندما طرق الحاجب الباب واخبره بالضيوف فاستغرب الامير وقال : الحاكم وبمثل هذه الساعة حسناً اخبره انني قادم .. فغسل مالك يده من الالوان بسرعة وغير هندامه على عجل وذهب لاستقبال الضيف ..فلم يكتفي مالك بصدمته بالحاكم بمثل هذه الساعة بل اكتملت صدمته بوجود ناشدة بيكهام وهذا التخليط المريب فأخبره الحاكم ان السيدة ناشدة تحمل سرا يخص العائلة الملكية وهو لا يتحمل الانتظار وأخبرتني عن عمق علاقتك بها فأحضرتها الى هنا بموجب هذا الامر ..فقال الامير مرحباً : طبعا طبعا سيادتك فالسيدة ناشدة شخص مقرب مني ولاشك .. فقال الحاكم : لقد اتممت مهمتي سموك واعتذر على هذه المباغتة بمثل هذا الوقت المتأخر وسأنصرف لتأخذ راحتك بالتصرف بشؤون العائلية .. فشكر الامير الحاكم ورافقه الى البوابه وعاد كالبرق ..الى ناشدة وقال لها : ما الأمر يابيكهام ...هل حدث مكروه لجودا . فقالت ناشدة وقد فقدت هدوئها وعيناها تدمع : هذا ماجئتك من اجله ويعلم الله ماكلفني الأمر للوصول اليك بمثل هذه الساعة ..فخرج مالك عن وقاره وقال مرتجفاً : مابها جودا اخبريني بسرعة ...فروت له جزءا من الرواية وأخفت الأخرى فلم تخبره بأن جودا تكون شقيقته ولم تخبره بما فعلته والدته بألطف اخبرته بما تريد من مالك فقط انها تحتاج مساعدته للعثور على متبرع من فصيلة دم جودا ورغم علمها بفصيلته الا انها تصنعت بحاجتها لمتبرع دون دراية منها لفصيلته تاركة اياه يبوح بفصيلة دمه من شدة الفزع وحصل ماتوقعته وبادر مالك بالتبرع لجودا وأخذ ناشدة وانطلق الى المستشفى فما ان وصل حتى حتى التقى الجمع فتعرف الطرفان ببعضهما ناشدة تعرف جلال فعرفته بلامير والسيد اقبال وعرفت الامير بهما فبلغو الممرضة وخرجت رابيا لتقابل الامير واخذته الى غرفة الفحص وسألته ان كان يعاني اي مرض دموي فقال لها نعم انه يعاني من مرض يدعى متلازمة كاواساكي .. فصفعت رابيا على جبينها عندما سمعت ذلك وزفرت بشدة وأشاحت وجهها بيأس.. وقد لاح فقدان آخر أمل في إنقاذ جودا.. يتبع 

الغجرية وعابد الليل   The Gypsy and Anchorite  of The Nightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن