شيرجان تصله اخبار بوجود جلال وجودا في ملهى راشميكا فيرسل رجلا يفتعل حريقا بالمكان ليقضي على الاثنين وفي وقت تلك الحفلة التي تأخرت عنها جودا بسبب وجودها مع جلال إندلع حريق في الصالة الرئيسية وبدأ الجميع بالصراخ ونهض العاشقين فزعان مما يجري فلما فتح جلال الباب اندفعت السنة اللهب والدخان بوجهه فأغلق الباب ليصد الدخان وصارا يختنقان ويسعلان واسرع يبحث عن منفذ اخر فراح بسرعه اتجاه النافذه يحاول فتحها ولكنها موصده ودخلت النيران بالغرفة وانتشرت بها ..فطلب من جودا التراجع للوراء وامسك بكرسي وهوى به عالنافذه حطم زجاجها ثم راح يزيج الزجاج العالق لكي لايجرحهما وفتح النافذه على مصراعيها من الجهة الخارجية وطلب من جودا الخروج بسرعه من النافذه فخرجت ولحق بها وصارا يبحثان عن طريقهما للخروج من المبنى وجلال يمسك بجودا ويقودها عبر الممرات للخروج من المبنى ولكن للاسف سقط لوح متجمر ضخم بينهما من السقف وصرخت جودا متراجعة وارتطمت بخزانه عليها بضعة قوارير وتكسرت قارورة على الارض بها سائل له غاز سام كان من مواد التنظيف التي يستدخدمونها للمكان وللاسف مع حرارة اللهب تفاعل هذا السائل وصنع غاز سام دخل بخاره في عيني جودا وهي تحاول النهوض فدمعت عيناها وسعلت بشدة وشعرت بالدوار وبدأ يشل حركتها ووبدأت تغوش عيناها ولم تعد ترى امامها وصرخت تنادي : جلال ...بينما جلال يحاول تحريك اللوح الذي فصل بينهما لينقذ جودا وهو يصرخ : حبيبتي اصمدي انا قادم ولكن اللوح محرق لا يستطيع مسكه وثنيه لانه مشتعل فركض جلال واحضر كيس من الاسمنت كان مرميا جنبه وصار يفرغه على اللوح لتخمد النار فلما خمد اللهب على اللوح استطاع ان يحركه جلال ثم رفسه برجله فسقط ..وركض نحو جودا فعانقها ..وتلمسته جودا وقالت له : ارجوك انا لا استطيع الرؤيه انا اختنق..وتسعل بقوة ..ودون ان يجعلها تكمل حملها وركض بها بسرعه خارجا يحاول ان يجد طريقه ..حتى نجح بذلك ووضع جودا بسيارته وانطلق بها للمستشفى ..وهناك كان زحاما شديد فتجادل جلال مع احد الموظفين وتعارك معه فسمع طبيب مقيم النزاع لاجل توفير رعاية طبية عاجلة لزوجته وتدخل الطبيب الشاب بحل النزاع واخذ جودا واعتنى بها واسعفها .. واعطاها الاوكسجين مع المخدر فاستقرت وغفت ..وقال لجلال : انتظر حتى تفيق ستحتاج ساعتين لكنها بخير لا تقلق. هدأ جلال بعض الشيء ومرت الساعتين وبدأت جودا تعود لوعيها ..وتردد باسم جلال ..فإنتبه جلال وامسك بيدها يكلمها يحظنها يقبل خدها ويتحمد لها السلامة ..ولكنها قالت له لماذا الغرفة معتمه هكذا افتح الضوء هيا ..فاستغرب جلال لان الغرفة كانت مضاءة ومرر يده من امام عينيها ولكنها لم تتحرك فقال لها انتظري لحظة حبيبتي ..وذهب لينادى الطبيب لمعاينتها...فدخل الطبيب يفحصها ويسألها بضعة اسألة ويفحص عينيها .. وهي لا ترى شيئ فبدأت تتوتر وتسأل ماذا حدث لعينيها فهدأها الطبيب وقال انها حالة مؤقته وسيجري لها غسيل عينين وستكون بخير .. فصارت تبكي وجلال يهدأها ويحظنها ويخبرها انه لجانبها ولن يخلي عنها ..ولكن جودا شعرت بالضعف والخوف الكبير من ذلك الظلام الذي خيم على عالمها ولم تجد نورا الا جلال فكانت تتشبث به كالاطفال بخوف وبكاء وهو يبث لها الامان ..فأشار الطبيب لجلال ان ياتي معه لاخذ الغسول وانزوى به بتلك الحجه وكان جلال قلق يترقب ماسيقول له الطبيب..وقال له : سيد خان لا اريد ان ارعبك او احبطك ولكن الامر ليس سهلا لقد اصيبت عينا زوجتك برذاذ مادة سامة ..ولكن الحمدلله شبكية العين لم تتضرر بذلك وهذا يمنحنا الامل بعودة بصرها ..الخبر السيء ان الغاز اثر على العصب المستقبل المرتبط بعملية الابصار بسبب محيط العين الملوث وهذا ما تسبب بفقدان الرؤية .. الان سيكون امامنا التخلص من تلك المادة بسحبها بشكل تدريجي بالغسيل المتكرر للعين مع بعض المضادات الحيوية والعقاقير التي تلغي تاثير السموم على امل ان تستعيد حالة العصب ونجعله يعمل مجددا ولكن هناك احتمال للعمى الدائم بنسبة 40 بالمئة وأما العمى المؤقت فهو 60 بالمئة باغلب الحالات ...ولا اريد احباطك او تأميلك الا اننا لانعلم لحد الان على اي جانب هي منهما .. ستحتاج الى مراجعة تخصصي للعيون انما اعطيتها اللازم بالوقت الحالي وستحتاج للعناية والراحة والدعم .. لاتحسسها بأي احباط فالعامل النفسي مهم بشفاءها .. خذ هذا الدواء واغسل به عينها 3 مرات باليوم والى جانبه اقراص ستساعدها جدا ..اتمنى لك التوفيق . غادر الطبيب تاركا جلال غارقا بحيرة والم لا يدري كيف سيتعامل مع هذا كله لكنه عزم على الاعتناء بجودا وايجاد طريقة لشفاءها مهما كلف الامر فعاد لها مبتسما واحاطها بذراعيه وهي تسأله كم سيطول هذا ومتى تشفى وهو يجيب اسألتها بصبر وهدوء ويحاول ان يزرع الامل فيها ويؤكد لها انها ستتخطى هذه المرحله وتشفى قريباً ..وما ان حان موعد الطعام لم يشأ جلال ان يحسسها بعجزها ويعاملها كالعميان فقال لها مازحا حسنا ..بما ان يدي محترقة عليكي ان تطعميني وانا سأساعدك في هذه الايام وبهذا لن تكوني مدينة لي بشيء ولا انا مدين لكي بشيء ..يسمى عرفا تبادل خدمي ..مارايك ..ضحك بخفة ..فتبسمت وصارت تتحسس الطعام وشعرت بصعوبة بالغة في اخذ الطعام واطعامه دون رؤية ..فسارع جلال بيده لتوجيهها ولما اراد ان ياكل سكب الطعام على قميص لكن لم يخبرها بل وضع الملعقه فارغه بفمه وقال : مممممم انه لذيذ .. لاتفوتيه . وتبسمت جودا سعيدة تظن انها نجحت وصار جلال ينضف قميصه دون ان تشعر ويبث لها الجمل الطريفه ويطعمها وهي تحاول تطعمه مرة تنجح ومرة تخفق ولكنهما كان مبتسمان لان جلال اكد لجودا ان كل هذا مؤقت وستشفى ويساعدها بتجاوزه ..وكانت جودا راضية بهذا ..انتقلا لبيت شيملا وبدأت مراجعاتها لطبيب العيون الذي بدأ يهتم لحالتها واكد بالفعل انه لو تمت العناية بشكل صحيح بعينيها فسوف تعودان لطبيعتهما دون تدخل جراحي وراح جلال يبذل جهده برعايتها واتباع ارشادات الطبيب بدقة وغسل عينها بضعة مرات بكل رقة والاعتناء بنظامها الغذائي ..تفرغ لها جلال تماما .. وكان معها طوال الوقت يشجعها ويأخذ بيدها .. كانت جودا تعاني وتتلمس طريقها بصعوبة بالغة لكنها كانت تحاول ان تعتني بنفسها وتكون حذرة خاصة بدخول الحمام او اخذ شيء من المطبخ تحاول قدر الامكان ان تحفظ مكان الاشياء كان بالغ الصعوبة لكن كان عليها الاعتياد والاعتماد على ذاكرتها في رسم خريطة لبيت شيملا والتحرك بموجبها ..لان حياءها يمنعها ان تطلب مساعدة جلال كل دقيقة برغم من انه لايفارقها ويكون اما جالس معها او حولها دائما يكلمها لكي تشعر بوجوده عدا انه يترك اوقات لها للراحه ...ومع الوقت بدا الامر اكثر سهولة واعتادت يوما بعد يوم بالتنقل بحرية اكبر بالمنزل ولكن بحذر اكثر .. من جهة اخرى قبض اهيل على مفتعل الحريق وهو الذي ابلغ المفوض بما جرى ليرسلهم الى بيت شيملا ..امانا لهم وبعد التحقيق مع المجرم تبين انه عميل مأجور من قبل شيرجان لينفذ هذه العملية واستطاع الضابط اهيل انتزاع بعض الاعترافات منه التي تقودهم الى شيرجان وعصابته وفهم مجريات الاحداث بشيملا ولكن لازال غامض لهم دوافع شيرجان ضد ارشد وضد جودا وجلال وكل ماجرى بجريمة قتل السيد ارشد ولا زال التحري جاري حوله ..
الفصل القادم / بدأ كشف النقاب عن تفاصيل الجريمة الاساسية ..وتبرئة ساحة جودا وجلال بينما حدثت صدفة جرجرت العاشقين الى ليلة اتحاد ساخنة في بيت شيملا ماذا حدث ؟؟ هذا ما سنعرفه الفصل القادم ان شاءالله
بقلم وتقديم /مايا ابراهيم
أنت تقرأ
الغجرية وعابد الليل The Gypsy and Anchorite of The Night
Romansنبذة عن القصة التقاء عالمين مختلفين بين غجرية راقصة وعابد يعشقان ارتياد نسك الليل هي برقص الحسناء وهو يلهج في مناجاة السماء حيث تخطفت تلك العاشقة أقدار غريبة من عقر مملكتها وتحولت من اميرة الى راقصة في ليلة وضحاها وترعرعت بين الغجر لتتلقى مصيرها ال...