الفصل الثاني والابعون 42

392 18 4
                                    


الفصل الثاني والاربعون

ملاحظة / منور مولى خان هو عم جلال اما منور اصغر خان هو ابن خال جلال ..الاسماء متشابة ببعض الاختلاف بالتركيبة وشكرا 

أوصل الامير مالك جودا لمنزل جدتها واوصاها ان تتصل به اذ اعترضها اي شيء...فشكرته كثيرا ودعته لمنزلها ليشرب شيئا ويتعرف على جلال ولكنه رفض بحجة الانشغال ببعض الامور ..فودعا بعضهما دخلت جودا لمنزلها بلهفة لترى جدتها فوجدت ميرا فقط جانبها والجده على حالها ..فصعقت ميرا من شدة الفرح ولم تصدق ان جودا حية امامها بعدما فقدت الامل بعودتها ..فحظتها بشدة وهي تبكي وتعاتبها انها افزعتهم عليها ..وسرت كثييرا فشرحت لها جودا ما منعها عن المجيء كانت حالتها سيئة .. فسألت جودا عن جلال فقالت ميرا منذ يومين لا تعرف عنه شيء لم يأتي الى هنا ...فقلقت جودا ...كان جلال بذات الوقت عند ضريح الشاه نياز يصلي ويقدم قرابين الرجاء لله عز وجل ليسمع عن زوجته وطفله الذي سأل الله بدموع خاشعه ان يعيدهما اليه سالمين لأن قلبه لن يتحمل صدمة اخرى بفقد زوجته وطفله كما حصل مع زوجته الاولى وطفله منها الذي راحا بحادث أليم ...فكان يبكي بصلاته تارة ويوزع الطعام على الفقراء تارة وهو يربط امنياته على ظريح العابد ...يرتجي رحمة الهية تنهي عذاباته ...وفجأه صار هاتفه يرن ..خرج الى الباحة الخارجية وجد المتصل هاتف ميرا فرد عليها .. فقالت له ميرا : تعال فورا هناك خبر عن جودا .. لكن تمهل بطريقك ... واغلقت . طبعا جودا اخبرت ميرا ان لاتخبر جلال بوجودها لسببين اولا لكي لايسرع بالقيادة ويعرض حياته للخطر والثاني لتكون له مفاجأة حلوة.. هرع جلال تاركا المكان وهو يدعوا الله ان تكون الاخبار حسنة والقلق ينتابه بشدة وقاد سيارته وهو يفكر ماذا يمكن ان يكون الخبر ومن قبل من ياترى ... وصل جلال نزل بسرعه وفتح الباب ليجد جودا امامه فشعر كأن الارض لاتحمله من صدمة السعادة فنزلت دموعه وابتسامته لم تظهر بعد من هول صدمته فلم يحظن زوجته وانما وقع على ركبتيه ساجدا لله يشكره بحراره ويبكي ويقول له كنت رحيما بي وحنونا يا الهي كيف لي ان اشكرك كيف فنزلت دموع جودا واقتربت منه تمسح ظهره وهو ساجد يتضرع بكاءا ويحمدالله ثم ما إن شعر بيدها الدافئة الحنونه على ظهره حتى رفع رأسه وحظنها بحرارة وقبل وجهها كثيرا ويدها بلهفه وهو يبكي ويقول : كنت سأموت سأموت اين كنتي ؟ ولازالت هستريا اللقاء تستحوذ عليه ...فحظنته جودا تحاول تهدئته فقالت له : انا بخير وطفلنا بخير لاتبكي ارجوك يانورحياتي ...وطلبت منه الهدوء والراحة لتروي له ماحصل ..فأخبرته بالحادث وماجرى وكيف انقذها الامير وقضت ايامها مريضة بالمشفى الملكي وحاولت الاتصال به دون جدوى ..ففهم جلال ان كل ذلك تزامن مع حبسه وحادثة الضابط سينغ فسألها عن الامير وان كان احسن معاملتها فأخبرته كان معها بمنتهى الذوق والاحترام وساعدها بالاتصال به .. (طبعا امتدحته بناءا على ماعلمت به ظاهرا منه وليس مافعله مالك دون علمها ) .. فقال جلال علي ان اشكره يوما ما جزاه الله خيرا ...وراح جلال سعيدا يقبل بطنها و يكلم ولده وهو يعبرعن سعادته بنجاته وأمه واجتماعهم ووعده بإحضار العابا كثيره تنتظره حين ولادته .. فقالت جودا وهي تضحك بخفه : ربما تكون فتاة ما ادراك ؟؟ فقال جلال : انتي محقة لكني سأفترضه صبيا حتى يثبت عكس ذلك ..كانت ميرا تنظر لهما بقلب منكسر وهي تتذكر ايامها مع محبوب وامنياتهما الجميلة وشردت بعالم يخصها وحدها فلما انتبهت جودا لميرا وحزنها ..غادرت بسمتها ونهضت جلست جنب ميرا واحتظنتها ومسحت دموعها وهمست لها ...ستكونين بخير لن اتخلى عنكي ابدا حبيبتي ... لن تكوني وحيدة ..فبكت ميرا ودفنت راسها بحظن جودا كطفل صغير يبحث عن الامان .. فحزن جلال وقال لجودا سأحضر بعض الطعام والحاجيات لنا حبيبتي واعود ... واشار لجودا انه سيغادر.. فعل جلال ذلك ليترك لها مساحة لجودا مع ميرا لكي يبقيان سوية وتواسيها لعلها تحتاج الافضاء اليها بشيء خاص ...وذهب لما نوى . بينما دخل الامير على عم جلال ورحب به عم جلال فقال الامير : انا على اطلاع انك خلف محاولة دهس جودا ألطف آلدوما وهناك اصابع اتهام اخرى ايضا الى حزبك انه به عناصراً متورطة في تفجير مبنى مديرية السجون .. غضب عم جلال وحاول الاعتراض ورفض التهمة ولكن الامير مالك طلب منه الهدوء واخرسه بعدما قدم له دليلان على تورطه في تهمه دهس جودا ودليل على تورط احد اعضاء حزبه في التفجير ..منها بعض الصور ومنها بعض الوثائق التي تدينه وتدين حزبه .. فهدأ عم جلال بخوف وبدأ يتعرق وسأله مايريد .. والامير ينظر له بعين تخترق تكوينه...وقال وهو عاقد الحاجبين وقال : تبارك زواج ابن اخيك وتعامل زوجته كملكة بين عائلتك وتمنحها جميع الحقوق في المكانة والارث اسوة بإبن اخيك وتعاملها كإبنة وكنة لاسرتك شأنها شأن سائر نساء العائلة هل فهمت .. . فهب عم جلال معترضا فضرب الامير بقوة على الطاولة وقال له بعصبية : انت مجرم وعليك ان تقفل فمك وتنفذ ما اطلبه منك والا نسفتك وسلطانك من الوجود وتعفنت في السجن لبقية حياتك ... فكرر بهدوء مرعب : اقفل فمك ونفذ والا جعلتك تندم لا تنسى ان لديك فتاة بمقتبل العمر وطبيبة ناجحة .. كلمة واحدة ستنسف سمعتها وستقلب حياتها لجحيم مهلك فكر بما اقول سيد منور خان . فهدأ منور تحت قوة موقف الامير وضعف موقفه وجلس فوافق على شروط الامير .. وقال الامير : ستكون بأمان ولن اقدم الوثائق التي تدينك مادمت وفيا بوعدك ..ولكن ذلك العنصر من حزبك سيعاقب فلن اسمح بالارهاب في ولايتي ..سيكون حزبك تحت المراقبة ..انما لن يأتي اسمك بالامر كما وعدتك ..حاول ان تغير من سياستك ايضا فهي لاتعجبني.. اطرق عم جلال بصمت ...دخلت رابيا على والدها فجاة واعتذرت لم تكن تعرف ان عنده ضيوف بالمكتب وقبيل انصرافها التفت كل من رابيا والامير لبعضهما فميز كل منهما الاخر ..فسلمت عليه بسعادة ورحبت به وهو بادلها الامر .. واخبرت والدها انها تعرفت على الامير لما قام بالتبرع بالدم لما ..وسكتت رابيا لانها تعلم حساسية ذكر اسم جودا امام والدها وارتبكت فقالت لما تبرع لمريضه كانت عندنا بالمشفى . وهي طبعا لاتعلم ان والدها الان لن يعترض اسم جودا مجددا في البيت الا انها ركزت بالترحيب بالامير ...وطلبت منه البقاء على الغداء ولكنه اعتذر ووعدها سيكون سعيدا بتلبية الدعوة في وقت لاحق ..وانصرف بعدما سلم عليهما ... فإحتظن الاب ابنته كأن شيء لم يكن وقال لها الم تذهبي العيادة اليوم فقالت لا ..انه يوم اجازتي انا اعد الكعك والمقبلات الشهية مع امي بنات عمي كاران سيصلن الليلة من لندن ونعد حفلا عائليا لاستقبالهن ..فتبسم الاب لذلك ولكنه في عالم اخر شارد بكيفية تنفيذ الوعد الذي قطعه للامير.

الغجرية وعابد الليل   The Gypsy and Anchorite  of The Nightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن