بارت 2 ..

54 1 0
                                    

بارت 2:
حدق في وجهه الخالي من تعابير الحياة
أكد على حفظ كل انش منه .. لأنها المرة الاخيرة عليه ذلك
"أخلد بسلام يول سأعتني بها"
خاطب روحه العائمة في نفسه لعلها تسمعه
كادت دموعه تباغته وتنهمر أحس بذلك! أغمض عينيه وفتحمها عدة مرات ثم مسح ما تسرب من عبراته خارج مقلتاه و خرج من الغرفة .
على كراسي الانتظار في الممر اسندت ظهرها على الحائط رافعة رأسها الى الخلف عيناها محمرتان من الدموع التي لم تتوقف بعد اما الكآبة فلقد كان لها نصيبا من تلك الملامح الناعمة
لمحها حين خرج من الغرفة..أطلق تنهيدة تمنى لو أنه  يخرج كل ما في قلبه فيها..توجه اليها بخطوات بطيئة لما وصل توقف في حين بقت ساكنة.. نظراتها كانت موجهة نحو الفراغ تعوم في فضاء الممر.. ربما تحصي  ما تبقى لها من الايام لتلحق به..
اخذ نفسا عميقا جلس القرفصاء ثم رفع رأسه نحوها..ظل صامت بضع لحظات يصيغ الاسئلة في سره .. حينما قرر..بتردد  سألها:اليس لديك اقارب؟
اجابت ببرود وبتعابير خالية من اي روح ونظرها مازال موجها إلى السقف: لا أعلم..انا لا أعرفهم
لننطلق الى المحاولة الثانية لا بأس : ولا حتى والداك؟
وقع السؤال على قلبها ك نغمة موسيقية جمعت كل احزان العالم فيها لكنها لم تبدي اي شيء فقط غرقت أكثر في تأملها و تمنت لو أنها تستطيع رؤية السماء عبر السقف : انهم في السماء.. مع يول
صدمة أخرى لكن   بطريقة ما متوقعة حسنا  لا ضير من المحاولة الثالثة وان كان في اعماقه يعرف الجواب :اليس لديك مكان تذهبين اليه!
السؤال الثاني كساها بمشاعر وحدة لم تذقها من فترة .. منذ ان تعرفت على"يول" استوت بظهرها ورأسها حدقت فيه وبدا على شفتيها شبح ابتسامة مسروقة"لدي...أنه منزل كيم يول"
اتسعت عيناه من الدهشة"إنها..إنها يائسة!"
"يا آلهي"نطق انزل رأسه ناحية الارض ورفع شعره بيده..
كريس  انت كنت تعلم تلك الاجابات في داخلك كنت متأكد بأنها ستلفظ تلك الاجوبة
وها هي محاولتك باءت بالفشل الم يكن ذلك واضحا من طلب صديقك! .
.........................................
فتح الباب ثم أشعل الاضواء انزاح جانبا ليفسح لها مجالا لتمر وخاطبها "لابد ان يول لن يشعر بأنه من اللائق أن تسكن فتاة لوحدها .. في الواقع اشاركه هذا التفكير لذا فالتعتبري هذا المنزل من الآن وصاعدا منزلك"
تخطت عتبة الباب بهدوء وهي تجول بناظريها حول المكان .. هناك مطبخ مفتوح على صالة البهو وفي ركن آخر زاوية  درج متدلي من الأعلى يشير الى وجود طابق ثاني ذلك ما استطاعت را ون رؤيته .
دخل بها الى باب في حائط البهو  يؤدي الى ممر طويل نسبيا وممران جانبيا قصيران ؛ وجهها كريس الى الممر من  جهة اليسار الى غرفة تقع في  الجهة اليسار  ثم فتح الباب
غرفة نوم مجهزة و معدة لم تتخيل را ون انها ستحتاج لشيء موجود خارج الغرفة! اضافة الى وجود حمام
كان الأمر مثاليا لو أن في الغرفة براد ايضا ربما لم تكن لتغادر هذه الحجرة ابدا! اتتها تلك الفكرة فارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة اعطت لوجهها اشراقا رغم آثار البكاء البادية عليها ومقلتاها الدامعتين
لمحها كريس فتبسم"يبدو أن الغرفة اعجبتك"
لم تنطق بشيء فقد هزت رأسها علامة الايجاب
"حسنا" قال مستديرا ليعود ادراجه "هذه الغرفة بعيدة بعض الشيء عن غرفتي .. غرفتي في الطابق العلوي ان اردتي شيئا مني .. كنت اود لو تكون حجرتك مجاورة لكن.. احم.. فكرت ان هذا الامر لن يكون مريحا لك في البداية انا اظل غريبا نوعا ما
لكن"ابتسم باشراق وقد لمحت في ابتسامته ظل ل يول "ربما في القريب او ان حدث امر ما ننقل غرفتك الى الطابق العلوي"
ابتسمت لا ايراديا عندما لمحت ابتسامته تلك
كان كل شيء فيها ينطق باسمه .. لوهلة ظنته يقف امامها "حسنا"
لكن احساسها بان يول رغم وفاته معها لم يكن ليكون وهما اليس كذلك!
 

ثقةٌ حلوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن