بارت 18

12 1 3
                                    

توارت الايام بسرعة بعد الحادثة الأخيرة.. اتت تلك الحادثة وجلبت معها بعض التغييرات التي اشتاحت حياتهما..
كيم وو بين لم يظهر له أثر من أشهر على الأقل بشكل صريح أو واضح
أحسَّ كريس بثقله المحبب ينزاح عن كاهله بعدما أوكله إلى جا اون
مهما أحب را ون تبقى دخيلة تطفلت على حياته عنوة بغير رغبة منه..لكنها استحالت في آونة متأخرة قليلاً إلى شيء أكبر بكثير طغى على مساحته الشخصية فأضحت هي هو!

ماذا يفعل اتجاه خوف أقلقه في أوقات متأخرة من الليل وكان من صنع يده؟
ابتعد تدريجياً عن را ون بات لا يراها إلا قلةً فقط عندما لا يجد ما يتشاغل به ويختلقه عذراً واهياً لبقائه في الشركة
يتجنب لقياها في الشركة ثم يتألم شوقاً لها ويحن لتلامس أيديهما في غير قصد عندما يكونا معاً
يتجنب بمهارة كل محالولاتها في محادثته والإقتراب منه
كلما لمحها من بعيد بجوار جا اون ترسم ضحكة أصبح متميماً بها يغيم اليأس على وجهه ويحمل أثقال قلبه و جروحه التي باتت مدماة متوجهاً نحو غرفته

الأمر بدأ هكذا عندما لاحظ بعد أسابيع المودة التي نمت بين را ون و جا اون في غيابه
يتثلج فؤاده عندما يدرك بأن جا اون بات يعرفها أكثر منه
أو عندما يمازحها جا اون بطبعه الصبياني ذاك بتذكيرها كيف أمسكت يده وركضت به في لحظة حرجة
أو تلك الحقول الزهور الوردية التي تُزهر في وجنتاها حينها
لم يحتمل أكثر فابتعد..

نسيَ كيف كان يقضي وقته قبل أن يتعرف عليها
يسئل نفسه عند انتهاء ساعات العمل ويبقى هو وحيداً في شركة تصورها مأوىً لأشباح تتلبس صورتها و صوتها وهما يظهران من كل بقعة
... ماذا كنتُ أفعل ؟..أوكنت أعمل أم ألهو وأعبث ؟

لم يعِ كيف لإغماضة عينيه أن تجعل الوقت بمر بهذه السرعة ..يذكر إنه عندما أغلقها كانت الساعة نحو التاسعة أما الآن فعقاربها تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل
هل غفا دون أن يشعر ؟ .. حسناً لا بأس عليه أن يعود إلئ المنزل عأي حال..

وقف بكسل وجسده يحنو اتجاه الأرض..تناول معطفه المرمي على المكتب وجسده يترنح عند كل حركة فاستند على المكتب بيده بضع دقائق حتى توقف المكان حوله عن الدوران ثم استقام بوقفته وغادر

يمشي بتمهل وخطواته بطيئة..الجو في مثل هذه الساعه يغريه برغم إنه يحمل ذكريات لا يحبها

إحدى يده في جيب بنطاله والمعطف في اليد الأخرى يهتز عند كل خطوة ونظره شارد في حجر الطريق

وضع مفتاحه في قفل الباب ليديره فيفتح الباب ويدخل..
متجهاً تماماً نحو الدرج المؤدي إلى غرفته في الطابق العلوي لكن هناك توقف عندما لاحظ انسلال الضوء من الممر المؤدي لغرفة كلاً من را ون و جا اون
شرد في بؤسٍ قليلاً يستذكرها وشوقه يناديه أن اذهب إليها
استدار في مشيته ليدخل إلى المرر متجهاً نحو غرفة را ون بعدما وجد غرفة جا اون مظلمة

ثقةٌ حلوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن